بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الحوثي على طريق الموت

كما توقعنا ، استولى الحوثيون على السلطة في اليمن ، لعبوا بالوقت ، وطوعوا الظروف ، واستغلوا الأطماع الشخصية والطائفية والحزبية ، وفرغوا اليمن من كل مكوناته ، ولم يعد غيرهم من هو جدير بالحكم !!

قلت لكم من قبل أن أسلوب "ملالي طهران" يطغى على أتباعهم في اليمن ، ابتداء من التدثر بأغطية ثورية ونضالية ، ومروراً بمطالب حقوقية مشروعة ، وانتهاء بالانفراد بالسلطة ، إنهم تلاميذ نجباء خاصة في نقض التعهدات وخيانة العهود ، فقد برر لهم "آيات قم" كل شيء استناداً إلى فتوى "الآية الكبرى" مؤسس نظام "ولاية الفقيه" أو المرشد الأعلى ، اختاروا ما تشاءون من الأسماء ، فهو الخميني الذي مد يده إلى إسرائيل من أجل السلاح ليحارب العراق ، وقال كلمته المشهورة "سأتحالف مع الشيطان وليس مع إسرائيل فقط للقضاء على العراق" ، وبناء على ذلك أصبحت التحالفات الشيطانية هي مسلك إيران في السياسة ، وهي منهج كل الأتباع الذين ينفذون أجندة التوسع والانتشار المذهبي والعنصري ، من هناك ، من عند حسن نصر الله الذي كان ذات يوم رمزاً للمقاومة وتحرير الأرض ، فأصبح ذيلاً يوجهه جنرالات الحرس الثوري ، فتحول إلى رمز يقتدي به في بيع الأوطان ، ووكيلاً لمحتل جديد ، ومازال يردد الشعارات التي داسها !!
الحوثي يكرر مشهد لبنان في اليمن ، وهو واجهة ليس أكثر ، نفخت فيه الآلة العسكرية والمذهبية الإيرانية ، وتصدر المشهد دون إرادة ، فقراره بيد طهران ، ووعوده وعهوده والتزاماته تجاه وطنه يديرها ضابط إيراني دخل الأراضي اليمنية خلسة مع سفن أسلحة الدمار ، وقد استقوى الحوثي بالسلاح ، وفي المقابل سلم إرادته للذين لا يريدون خيراً لليمن والعرب ، ودخل إلى القصر

الجمهوري حاكماً بمنطق الغلبة والإجبار ، ومع تجرئه على وطنه وأبناء جلدته يعلم الحوثي بأنه يأخذ الجميع معه إلى نهر من الدماء ، تماماً كما يحدث في سوريا بفعل المذهبية والأطماع التوسعية الإيرانية ، وأيضاً كما يحدث في العراق ، فاليمن يمكن أن يعيش تحت سلطة حاكم مستبد أو فاسد ، ولكنه لا يمكن أن يخضع لحاكم يعتقد إنه هو فقط الذي يسير على الصراط المستقيم .
الآتي أخطر من الذي مضى ، فالحوثي بما يحمل من تراكمات مذهبية وثقافية وسياسية سيكشر عن أنيابه ، فالواضح إنه اختار الطريق نحو المستقبل ، وهو طريق الموت ، وسيبدأ بالذين كان يتحاور معهم حتى يوم أمس ، ويوقع معهم المواثيق مقابل تنازلاتهم التي وصلته إلى الحكم ، سيعلق لهم المشانق ، وينصب لهم الكمائن ، ويصطادهم واحداً بعد الآخر ، وسينشر الموت في كل اليمن ، في شماله وجنوبه ، ويحدث حالة غير مسبوقة من عدم الأمان أو الاستقرار ، وسينتج بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب ، وسيخدم الجميع ما عدا وطنه ، وأول من سيخدمهم بعد الولي الفقيه أولئك الذين يدعو لهم بالموت في شعاراته !!