سد الغفلة الشهير بسد النهضة!
إن أشد الناس حماقة هم من يكررون أخطاءهم ولا يأخذون العبرة من التجارب والأحداث والسوابق المحلية والإقليمية والعالمية والذين لا يقابلون الأزمات والفواجع المحتملة كالسيول والعواصف والزوابع أو المقامرة والمغامرة
بزرع الفتن والانقلابات بين الدول والشعوب بخطط مدروسة بالعلم والفكر وحدهما يمكن تحويل كوارث كالسيول إلى منافع بتفريع اتجاهاتها وتخزينها فى مصبات مصممة جيداً.. أيضاً الرياح التى تهب علينا معروف مواسمها واتجاهاتها ومنها على سبيل المثال رياح الخماسين فحتى الآن ما رأينا خطة لمواجهتها، ومنها زراعة الأشجار كمصدات لمنع الأتربة وعوالق الجو من الزحف على كل المدن والقرى بالدلتا!.. زراعة الأشجار بكثافة فى مناطق اتجاه الرياح لها فوائد صناعية وزراعية وتجارية.. وهى فعلاً ستمنع زحف الأتربة على كل محافظات مصر ولكن فى المقابل ستتجمع أطنان الأتربة وستحتاج إلى نقلها أو إزالتها..فهل قامت مراكز البحوث بتحليل نوعيات هذه الأتربة للاستفادة منها فى أعمال التوسع العمرانى؟!.. والأمثلة كثيرة.. المصيبة الكبرى التى تكرر طرحها عن السد الأثيوبى الملعون! فى عهد جمال عبدالناصر والسادات وحسنى مبارك.. رفضها الثلاثة وهددوا إثيوبيا بنسف مثل هذا المشروع عند وضع اللبنة الأولى به!.. صمت مريب بدا على إثيوبيا الجارة الإقليمية أو كأنه بدا، ولكن للغافلين، أنها صرفت النظر عنه.. أيادى إسرائيل مغروسة بها وفيها وما كان مخفيا عن مخطط تقسيم مصر أصبح معروفاً للكافة والغرض واضح سيادة إسرائيل على المنطقة وضرب الاسلام والمسلمين فى مقتل وإلا فكيف يفهم هذا العبث المتتالى والمتتابع فى معظم الدول العربية تحت عباءة الربيع العربى والفوضى الخلاقة!.. أى جهالة.. أى ربيع هذا؟!.. تعلم إثيوبيا تماما بخطورة ما أقدمت عليه من تنفيذ مشروعها الذى اتسم ويتسم بكل الخطورة على دول حوض النيل والأشد فيه على مصر والسودان، ساعدها على ذلك ما دفعت به وأوقدته من أحداث الولايات الأمريكية أساساً فى ٢٥ يناير وبالتبعية إسرائيل.. بالتأكيد وبكل توكيد ما كان لها أن تبادر بهذه المغامرة إلا بعلمها المسبق بهذه الأحداث الجسام التى مهدت لها إسرائيل قبل سنوات عديدة أشرت إليها فى مقالى «مطامع إسرائيل فى أعالى النيل» بوفد٢٠/١٢/١٩٩٦ وفى عبارات واضحة بعضها ضمني والآخر صريح.. جاء بها: (دولة إسرائيل تنظر إلى مصر من خلال أعالى النيل كمحطة تركب منها لتصل إلى النيل ومياهه ولكن الأخطر من هذا كله هو ما انعقدت عليه النوايا الإسرائيلية بداية من التوجهات الاستيطانية فى أراضى الجولان السورية ومدن أريحا والخليل وغزة وغيرها من الأراضى الفلسطينية وانتهاء بما تغرس فيه أنيابها برؤوس أموالها فى البلدان الأفريقية وبالأخص دول حوض النيل وينبه كاتب المقال بكل الشدة على خطورة تواجد الكيان الصهيونى فى دول أعالى النيل، فلننتبه ونتنبه جيدا إلى