بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مكلمخانة

من ثوابت العلاقات السياسية بين كل دول العالم أن تجسس الدول علي‮ ‬بعضها هو في مقدمة ثوابت هذه العلاقات‮!‬،‮ ‬يستوي في هذا علاقة الصداقة كما علاقة العداء،‮ ‬ولا تستطيع دولة أن يقوم وجود لها وحضور فاعل إلا في أعمال الجاسوسية التي تتولاها أجهزة متخصصة بعملائها الموظفين بها،‮ ‬إلي عملاء يتم تجنيدهم باستمرار من أبناء الدولة محل العمل التجسسي إلي أبناء الدولة التي تقوم بالتجسس،‮ ‬وما دامت أي دولة لديها أسرارها وأعمالها السرية فإنه لا يمكن لها أن تتوقف عن التجسس علي‮ ‬غيرها من الدول،‮ ‬ثم مقاومة التجسس عليها من الآخرين،‮ ‬وإذا كنا نعتبر أن إسرائيل هي‮ »‬المحظية‮« ‬رقم‮ ‬1‮ ‬عند الولايات المتحدة الأمريكية إلي حد أنها تتبادل مع إسرائيل أدق المعلومات التي لديها وكذا تفعل إسرائيل،‮ ‬ومع ذلك فإن لدي إسرائيل ما تخفيه دائماً‮ ‬حتي علي أعز أصدقائها في العالم،‮ ‬وتظل للولايات المتحدة أسرارها التي تخفيها حتي علي حلفائها في أنحاء العالم مثلهم في ذلك مثل إسرائيل،‮ ‬ويبقي أن يتأكد لدينا أن إسرائيل تتجسس علي الولايات المتحدة الأمريكية،‮ ‬وكثيراً‮ ‬ما اكتشفت وقائع في ذلك‮!‬

 

ويبقي لأمريكا دائماً‮ ‬حق العتاب علي محظيتها إسرائيل كلما اكتشفت واقعة تجسس لها علي حليفها وراعيها الأول،‮ ‬ولم يعد التجسس كما نعلم يتم دائماً‮ ‬بواسطة عملاء من البشر،‮ ‬بل أصبحت إنجازات التكنولوجيا العالية‮ - ‬خاصة في مجال الأقمار الصناعية التي تدور حول العالم علي مدار الساعة والطائرات التي تتجسس بدون طيار‮ - ‬هي

ما تعتمد عليه أعمال التجسس لا فرق في ذلك بين أمريكا وإسرائيل وسائر دول العالم المتقدم الذي يبتكر هذه الوسائل التكنولوجية العالية‮.‬

والعالم العربي وقلب مصر هو المجال الحيوي لأعمال تجسس إسرائيل التي تعتبر نفسها في حالة عداء مع هذا العالم العربي،‮ ‬ولا تستثني إسرائيل في أعمال تجسسها مصر التي التزمت مع إسرائيل بمعاهدة واتفاق سلام تعاقدي شامل منذ نهاية السبعينيات في القرن الماضي،‮ ‬وكثيراً‮ ‬ما يجزم المحللون في إسرائيل بأمر قيام حرب بين مصر وإسرائيل طال الزمن أو قصر أمر وارد‮!‬،‮ ‬بل أكد لي دبلوماسي عربي مرموق أن إسرائيل تستعد دون هوادة لحرب شاملة علي العالم العربي كله،‮ ‬وأنها لا تري في العالم أي متسع لها سوي الأرض العربية كلها،‮ ‬وقد يري أحد أن هذه الفكرة من الخرافات الإسرائيلية،‮ ‬ولكن آخر يري أن إسرائيل لا يعوذها الحمق المطلوب لشن حرب شاملة علي أعدائها العرب،‮ ‬ولهذا لا تتوقف إسرائيل عن التجسس علي العالم العربي وبالذات مصر‮!‬