ادعوا لـ «إسلام»
سألتها وأنا أتابع بدهشة خفتها ورشاقتها وهي تتنقل في الملاعب كأنها تمد يديها لتحمي أبناءها من الأبطال ذوي الاحتياجات الخاصة.
كيف حصدت كل هذا الحب، ومن أين لك بهذا البريق اللامع في عينيك؟.. بريق يعكس شدة الفرح بمن تعتبرين نفسك أماً لهم.
قالت وهي تداري بعض الشعر الأبيض يطل أسفل حجابها لا أعرف: أحبهم فعلاً بصدق وضمير أنا لست مجرد مسئولة عن إدارة الإرادة والتحدي بجامعة القاهرة بل لدي شعور قوي بالأمومة تجاه كل طالب وطالبة أراد الله أن تصاحبه إعاقة في حياته.
ضحكت السيدة مها عندما لمحت دهشتي فور علمي أن ثلاث سنوات فقط تفصلها عن انتهاء خدمتها وخروجها علي المعاش، وقالت: أنا كبيرة والله.. لم أصدق فالشباب والحيوية سمة تفضح بها كل ملامحها الطيبة الراقية تداعب الطالبات وتحتضنهن بكل ما أوتين من حنان وتعتبر حصول كل ذي إعاقة علي حقه قضية أولية منذ أن شغلت هذا المنصب.
مسحت دمعة غافلتها وكأنها في حالة تعبد وخرجت كلماتها كصلاة «أنا علي يقين أن ربنا هيكرمني» لقد رأيت جزاء إحساسي بأبنائي من الطلبة والطالبات في أولادي، تخرجت ابنتاي في الجامعة إحداهما «صيدلانية» والأخري طبيبة»، أما ابني الوحيد فكان
ومرت السنوات وأكرمني الله في إسلام وتخرج هذا العام في كلية الصيدلة وأصبح «زينة الشباب».
أنا أقوم بواجبي، فالموضوع ليس وظيفة أتقاضي عنها راتباً، فأبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ثروات حقيقية ومواهب تحتاج لمن يحتويها وينميها، وهناك صعاب وتحديات تواجههم في الجامعة وفي الشارع وفي كل مكان علينا جميعاً أن نمنحهم الدفء والتشجيع، وعلي المجتمع كله أن يعترف بحقهم في الحياة، وعلي كل مسئول في كل مكان أن يعتبر الشخص المعاق ابناً من أبنائه وسيجني ثمار ما رواه كما جنيت.