لم تكن ثورة.. بل مجرد انقلاب!!
هناك فرق كبير بين الثورة والانقلاب.. الثورة معناها ثورة علي النظام كله.. والانقلاب هو ثورة علي شخص واحد فقط الملك أو الرئيس ومن معه.. مجرد تغيير أشخاص لا تغيير سياسيات!!
الثورة.. تكون مثل الثورة البلشفية في روسيا أو الثورة الفرنسية تغيير جذري.. والانقلاب مثل انقلابات الشيشكلي في سوريا أو عبد السلام عارف في العراق أو السلال في اليمن.. مجرد خلع الحاكم.. فهل كل ما قمنا به في 25 يناير وما بعده هو خلع الحاكم حسني مبارك.. دون تغيير للسياسات الخاطئة التي كانت الدولة تسير عليها؟!!
هل قمنا في 25 يناير بانقلاب وليس بثورة يروح ضحيتها كل يوم مئات منذ ستة اشهر؟!
هذا هو ما يبدو لنا حتي الآن!! كل ما فعلناه هو خلع حسني مبارك وحاشيته وأسرته.. وتحيا ثورة 23 يوليو التي احتفلنا بعيدها ايما احتفال!! هذا هو اتجاه الدولة الآن..
والناس علي دين ملوكهم.. كما يقولون.. اذن خلع حسني مبارك أهم من عودة مصر إلي ماضيها العظيم المجيد حينما كانت «سلة قمح العالم».. ذات يوم تسول السفير الامريكي من الملك فاروق أن يرسل باخرة محملة بالقمح الي كوريا 1950 خلال الحرب الكورية من اجل جيوش الحلفاء، ولكن النحاس باشا رفض لأن مصر اعلنت الحياد الايجابي بين القوتين الاعظم..
هل سنظل نحتفل بالسياسة التي اوصلتنا الي ان نتسول نحن القمح من العالم؟!
هل لم نقم يوم 25 يناير بثورة لتعود مصر الي ماضيها العظيم حينما كان الجنيه المصري اغلي من الجنيه الذهب هل سيظل الجنيه لا قيمة له
هل الدولة تريد ان نظل كما نحن لأننا لم نقم بثورة بل قمنا بانقلاب لا اكثر؟ قولوها لنا بصراحة..
هذا معناه أننا سنظل كما نحن في الفقر مهما ارتفعت المرتبات والمعاشات لان الجنيه فقد قيمته.. وسنظل في الجهل والأمية لأن نظام التعليم القديم الذي اخترعه ضابط جيش اسمه كمال الدين حسين سيظل مستمراً وسنظل نعاني من المرض لأننا قتلنا السادات الذي كان يريد تطبيق التأمين الصحي الأوروبي.. سنظل في العراء دون اربعة جدران لأن الاغنياء فقط هم اصحاب الحق في الستر داخل القصور..
باختصار.. لضيق المساحة
مادامت افكار ومبادئ.. وجرائم 23 يوليو مستمرة فلا تنتظروا خيراً.. لأن الموضوع كله كان مجرد انقلاب علي شخص.. لا تعديل مسار دولة.. كان انقلاباً وليس ثورة.. وخسارة ويا ميت خسارة علي أرواح الشهداء!!