بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

محمد حسنى شرف

«مبارك» يوم 28 يناير : «لقد طلبت من الحكومة التقدم باستقالتها ، وسوف اكلف الحكومة الجديدة اعتبارا من الغد بتكليفات واضحة للتعامل الحاسم مع اولويات المرحلة القادمة ، ولن اتهاون فى اتخاذ اية قرارات تحفظ لكل مصرى ومصرية امنهم وامالهم ومستقبلهم ..».

«شرف» يوم 11 يوليو : «اتخذت قرارا بإجراء تعديل وزارى خلال أسبوع يحقق أهداف الثورة، ويعبر عن إرادة الشعب الحقيقية وتطلعاته ، لاننا نمر بلحظة تاريخية تقتضى المزيد من التواصل وتلزمنا جميعا باستمرار التفاعل مع مطالب الجماهير تحقيقاً لأهداف الثورة وحفاظا على مكتسباتها ..».

اذا عرفت الحل وتوصلت الى الاختلاف بين الخطابين ستربح مسابقة «التعديل الهزارى» الكبرى التى تقام دائماً برعاية النظام الحاكم فى مصر ، ولكن لا ترهق نفسك بإرسال الحل على عنوان مجلس الوزراء لأنها بالفعل «هزار» ، فلا يوجد اختلاف بين الخطابين .. نفس التفكير ، نفس الأسلوب ، نفس الهدف ، بل نفس النظام .. خطاب «مبارك» جاء مساء جمعة الغضب ليحمل فى طياته مذبحة رؤوس الفساد ، فى محاولة لتهدئة ثورة الشعب ضد النظام ومحو الخريطة الجديدة لمصر التى رسمتها دماء الشهداء على ارض الميدان .. وعلى طريقة «البيان بعد قليل» طلع علينا «شرف» ليحاول سريعا امتصاص ثورة الغضب الثانية ظناً منه ان الثورة قد انتهت ، وأن لعبة الكراسى الوزارية ستنجح فى إلهاء الشعب من جديد عن احياء مطالبه «المكبوتة» التى دافع عنها تحت عجلات سيارات الأمن المركزى وأمام قذائف قناصة «العادلى» .

السيد «محمد حسنى شرف» .. هل تظن أننا مازلنا نعيش هذه البلاهة السياسية؟ ألم تتوقع ان نسأل انفسنا ما الغرض من هذا التعديل الوزارى ، واذا كان يهدف الى تحقيق مطالب الشعب فماذا كانت تفعل حكومة انقاذ الثورة التى ترأسها انت؟!! .. واذا كان يحق لك الحكم عليها بالفشل بعد اشهر قليلة فأى معيار نجاح ترتكز عليه لضمان جلوسك

على كرسى رئاسة مجلس الوزراء ! ..

عفواً يا سيد «شرف» لقد تحولت الى «فَلّ» من الفلول ، بالأمس رفعت راية الحرية فى الميدان والآن تسعى لكسر الاذرع المرفوعة بتلك الرايات ، فإن كان هؤلاء الوزراء المخلوعون يستحقون الإقالة بالفعل الا ان تعديلك الوزارى يتشدق فقط بتحقيق مطالب الثورة ، فى حين لا يهدف الا لإخلاء الميدان ، ويكفى أنك قبل اعلان هذا القرار بأكثر من عشرة ايام وتحديداً عقب اختيار نبيل العربى وزيراً للخارجية شهدت لوزرائك بأنهم يبذلون أقصى جهدهم ويؤدون عملهم بشرف وإخلاص ولا داعي للتعديل الوزارى !! ، والدليل ايضاً ذلك التخبط فى البحث عن أى وزير لملء الكراسى الفارغة حتى وإن كان لا فرق بينه وبين سابقه ، تماماً كما حدث مع كرسى وزارة المالية الذى اسمع أنينه يقول : من «رضوان» لـ «الببلاوى» يا قلبى لا تحزن ، فلا هذا ولا ذاك يعلمون كيف ترتب الأوراق داخل حقيبة المالية !! .

** من يحكم .. من يخطط .. من يكتب هذه الخطابات .. من يحرك الدمية التى تلقى الخطاب امام الكاميرا ، أم الحقيقة اننا اصبحنا جميعاً دمى يستخدمها الساحر لإبهار المتفرجين بإخراجها فى نهاية كل فقرة من داخل «الكاب العسكرى» !! ..

[email protected]