بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

برديس وحلم المدينة

تموت الأماني وتحتضر كالكهل المثقل بالأمراض المستعصية الذي يتمني الموت علي انتظار الشفاء.. مسلسل تتكرر أحداث حلقاته كل يوم وتزداد مشاهده الدرامية شيئاً فشيئاً إلي أن خيم كابوس الإحباط علي القرية وألقي اليأس خيوطه علي أهلها ليكبلهم بقيود الحزن والمعاناة من تعنت المسئولين تجاه «برديس» ونقص الخدمات المستمر، أما آن الأوان لنصحح أخطاءنا، أما حان الوقت لنحقق حلمنا الذي انتظرناه ساعة بعد ساعة ولحظة بعد لحظة؟.. متي تعود الفرحة تسعد قلوب من انتظرها وتعب من أجلها؟.. متي تصبح هذه القرية مدينة بالرغم من أنها تمتلك كل الصلاحيات التي  تؤهلها لذلك؟

يروي التاريخ أن البلينا كانت قرية تابعة لقسم برديس التابع لمديرية جرجا في الماضي، كيف وصل بها الحال إلي ما هي عليه من إهمال وهضم لحقوقها.. أكان ذلك عمداً أم سهواً؟.. فلو كان عمداً فلابد أن يعاقب الجناة وإن كان سهواً فهذا عذر أقبح من ذنب.

وتتبع قرية برديس مركز البلينا إدارياً التابع لمحافظة سوهاج، وهي تقع في المنتصف تماماً بين مدينتي جرجا والبلينا علي طريق القاهرة - أسوان الزراعي لتبدو حدودها واضحة، حيث نهر النيل شرقاً والصحراء غرباً وجرجا شمالاً والبلينا جنوباً.

هناك مطلب واحد نناشد بتحقيقه وهو تحويل برديس إلي مدينة وذلك للارتقاء بمستوي الخدمات لهذه القرية التي تنعي حظها التعس والمتمثلة في:

1 - وقوف القطارات بمحطة سكة حديد برديس لخدمة محدودي الدخل من طلبة المدارس والجامعات والمجندين والموظفين، حيث إنها أصبحت بالية لا تصلح للاستخدام الآدمي وعنواناً غير مشرف لقرية عريقة مثل برديس.

2 - ولا ننسي المستشفي الذي بات مرتعاً خصباً للحيوانات الضالة والزواحف بدون أسوار وخالياً تماماً من العناية الصحية وما يتعلق به من أجهزة أو أدوية طبية حتي أمسي جسداً بلا روح.. بعد أن كان في السابق مستشفي تكاملياً تجري فيه العمليات الجراحية الصغري والكبري والرعاية الصحية في كل الأقسام، كما كانت به مشرحة تخدم برديس ونجوعها وقراها.

3 - كوبري برديس الذي أكل عليه الدهر وشرب حتي أصبح يترنح بالمارة كمدمن يتناول العقاقير مما قد يتسبب بكارثة لا تحمد عقباها.. فهو الوريد الوحيد الذي يربط برديس بمنشأة برديس ورغم ذلك فإنه يمر عليه كثير من الحافلات الثقيلة والمحملة بأطنان البضائع التي ينوء بها أي كوبري حديث الصبا.. كما أن هناك عدد 2 كوبري حديثي الإنشاء ولكنهما بدون تفعيل ولا نعرف السبب.

4 - سجل مدني برديس المغلق لعدم وجود جهاز كمبيوتر به لاستخراج بطاقات  الرقم القومي وشهادات الميلاد مما يزيد من معاناة المواطنين من أبناء برديس بسبب ذهابهم إلي مكتب سجل مدني البلينا أو مكتب سجل مدني سوهاج الذي

يبعد عن برديس قرابة 45 كم.

5 - زيادة شبكة كهرباء برديس بلوحة جهد منخفض بدلاً من اللوحة القديمة للقضاء علي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وضعفه.

6 - تحويل نقطة شرطة برديس إلي مركز شرطة والمقامة علي مساحة 4 آلاف متر مربع ليستتب الأمن بالبلدة ذات الكثافة السكانية العالية والامتداد العمراني والنشاط التجاري والنهضة الشاملة، كما نأمل من ذلك القضاء علي الخارجين علي القانون من تجار المخدرات والقضاء علي العصبية القبلية من مشاجرات يومية بين شباب العائلات.

7 - الإذاعة المحلية التي هي همزة الوصل بين المسئولين والمواطنين، فقد تسللت إليها يد الإهمال ما أدي إلي تقطيع أوصالها.

8 - مشروع الصرف الصحي الذي كان ينتظره الجميع في سعادة بالغة أصبح الآن شبحاً يهدد المارة بسبب الحفر والمطبات التي تركتها الشركة خلفها بدون تمهيد في جميع أرجاء القرية ما نتج عنه كثير من الحوادث والإصابات.

مع العلم أن برديس حصلت علي العديد من القرارات بتحويلها إلي مدينة، حيث حصلت عام 1996 كل من برديس وجهينة وساقلتة علي قرارات بتتحويلها إلي مدن وتم إرجاؤها بالنسبة لبرديس لأسباب غير معروفة، وفي 27/5/1983 أقر مجلس المحافظين تحويل قرية برديس النموذجية إلي مدينة لانطباق الأسس والمعايير عليها وللأسف الشديد ولأسباب كانت معروفة لم يتم تنفيذ القرار، وفي 24/1/2008 انفرجت المشكلة حيث وافقت لجنتي الشئون القانونية والمحلية بمجلس محلي محافظة سوهاج علي تحويل برديس إلي مدينة بعد موافقة المجالس المحلية للقرية ومركز البلينا ومحافظة سوهاج وتم إرسال الملف لوزارة التنمية المحلية التي بدورها أرسلته إلي رئاسة مجلس الوزراء لموافقة الأستاذ الدكتور رئيس مجلس الوزراء.. ولا نعرف نهاية المطاف.. فهل قرية برديس من المغضوب عليهم أم من الضالين؟

ارحموا هذه القرية المسكينة.. ارحموا عزيز قوم ذل.