التوريث.. محور اساسي تحت قبة البرلمان
لخصت نائبة كوتة في مجلس الشعب، المشهد السياسي قائلة أمام الجلسة العامة للمجلس يوم الاربعاء الماضي: توجهت إلي مقر اللجنة البرلمانية التي اخترتها رغبة أولي لإبداء رغبتي في الترشح لاحد المواقع القيادية بها فأخبروني - تقصد نواب الوطني - أنه مينفعش، وقال لي بعضهم: كان من الواجب إبلاغ رغبتي للأمانة العامة.
وأضافت النائبة المستقلة: أنا عارفة أن الحزب الوطني واخد كل حاجة بس كان لازم يترك لنا حاجة!! وغادرت النائبة قاعة المجلس بعد أن عبرت بكلمات بسيطة عن الوضع السياسي الذي يمهد لتوريث كل مؤسسات الدولة وتركت نواب الوطني الذي اقتسموا كعكة اللجان يحتفلون بالمشهد الأخير لأبشع انتخابات أتت ببرلمان الحزب الواحد الذي يتبادل نوابه حوار الطرشان تحت القبة.
وعبر نائب شوري عن سطحية الاداء عندما قال أمام المجلس عن فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي أنها تشبه »أبو تريكة«، طبعا كان النائب يقصد أن الأداء الراقي للوزيرة في تنفيذ مهامها الوزارية يشبه أداء أبو تريكة الرائع في فريق النادي الاهلي أو المنتخب القومي وكلاهما أداء يعجب الجمهور ويرضي عنه، ولم يشأ النائب يبدي رأيه البرلماني في الاتفاقية المعروضة أمام المجلس حول حصول الحكومة علي قرض خارجي لاقامة احد المشروعات في مصر وبالطبع سوف تترتب علي هذا القرض أعباء تتحملها الاجيال القادمة، وطبعا كلام النائب لا يرقي إلي المستوي البرلماني وسبق كلام نائب الوطني عن الوزيرة »أبو النجا« نقرظة خفيفة حول حضور الوزراء إلي مجلس الشوري بمناسبة تأخر وصول المهندس أمين اباظة وزير الزراعة إلي المجلس للتعقيب علي احدي الاتفاقيات، قال صفوت الشريف ربما يكون الوزير في مهمة، ومن الواجب في هذه الحالة حضور المسئولين التنفيذيين بالوزارة، وقال الدكتور مفيد شهاب قبل أن يتطور الأمر ويطال 9 وزراء حصلوا علي عضوية مجلس الشعب في الانتخابات الاخيرة بعد أن تردد أنهم سعوا إلي التدثر بالحصانة للاستفادة من بركاتها ولن يجدهم الناخب الذين حصلوا علي صوته ليكونوا نوابه في البرلمان لانهم وزراء!!
الحوار داخل مجلس الشعب أصبح منذ الجلسة الأولي باهتاً وغلب الصمت والاستماع علي الكلام وطرح الآراء لسببين أولهما وجود »ألفة« يحصي علي النواب حركاتهم والسبب الثاني هو حاجة النواب والنائبات الجدد إلي التدريب علي العمل البرلماني ليتعلم كيفية استخدام آليات الرقابة التي وضعها الدستور بين يديه وتؤهله لرعاية مصالح الشعب الذي أقسم علي رعايتها ضمت مفردات اليمين الدستورية، ويؤمن الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بأهمية تدريب النواب الجدد ووفر للأمانة العامة بالمجلس الكثير من الامكانيات التي تساعد النواب علي استيعاب اللائحة والدستور وقانون المجلس لمساعدة النائب علي أن يكون جاهزا لممارسة دوره في الرقابة والتشريع، ولكن »ألفة« النواب لا يريد نوابا متنورين يجادلون الحكومة بقدر ما يحتاج إلي انفار ينفذون التعليمات وأدي دور »الألفة« إلي تمرير قوائم الحزب الوطني عن تشكيلات هيئات مكاتب اللجان البرلمانية التسع عشرة كما خطط ونفذ وألزم بها الهيئة البرلمانية للحزب الوطني كافة، وعلي الجميع السمع والطاعة.
فلم يعرف الغول مثلا حتي هذه اللحظة لماذا استبعد فجأة من رئاسة لجنة الزراعة وهو الذي كان يخطط لأبعد من رئيس لجنة ليحصل علي منصب وكيل المجلس عن العمال، ولا يعرف الغول لماذا فضل عليه الألفة الدكتور ماهر والي شقيق الدكتور يوسف والي في رئاسة اللجنة رغم انه حديث العهد بالبرلمان، ويتردد أن الألفة شطب
وإذا كانت علامات الاستفهام حول طبيعة تعيين 76 قيادة برلمانية قد توحشت إلا أن خطة توزيع الكعكة لم تهمل قضية التوريث، فقد تم تعيين محمد البرادعي ابن محافظ دمياط الحالي أمينا للسر في لجنة الاسكان وتعيين ممدوح علي ابن محمد محمود علي زعيم الاغلبية ورئيس لجنة الاسكان في الاسبق وكيلا للجنة الاسكان وتعيين أحمد جلال أبو الدهب ابن وزير التموين الأسبق أمينا للسر في اللجنة الاقتصادية.
ولم يغفل »الألفة« واجب المجاملات وتم تعيين السيد الشريف نقيب الاشراف رئىسا للجنة الشئون الدينية وتعيين حازم حمادي وكيلا للجنة الادارة المحلية لارضاء الصعايدة، وتعيين عصام عبد الغفار أمينا للسر في لجنة النقل والمواصلات بعد أن أسقط حمدين صباحي في الانتخابات.