بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

محمد عامل النظافة : بشتغل 16 ساعة فى رمضان وربنا بيعين

بوابة الوفد الإلكترونية

للشقاء صور ومعان كثيرة.. بعضها يسهل التعبير عنه ورسمها.. وأغلبها لا تكفيه مئات اللوحات البائسة والكلمات المثيرة للشجن، وفى رمضان يختلف إحساس الفقير بالتعب والجهد

لا لعدم إحساسه  بالجوع و الظمأ  وإنما لأن لديه دافعاً ربانياً عظيماً يجزيه خيرا على جوعه الذى طالما عانى منه معظم أيام العام
محمد أحمد متولى، «عامل نظافة».. تسطر قصته صورة معاناة تقتضى التقدير والاحترام والدعاء له بأن يعينه الله على قسوتها 
يقول محمد فى تعريفه بنفسه أنا بشتغل «زبال من 20 سنة» ومبنكسفش من شغلتى، لأنها شغلة حلال وإحنا فى زمن محدش لاقى فيه شغل.
يبدأ محمد عمله فى شهر رمضان من الساعة 9 ليلا وحتى الساعة 3 عصرا، ومهمته
هى الصعود إلى العمارات وجمع القمامة من أمام أبواب الشقق ثم النزول بها إلى سيارة شركة النظافة التى يعمل بها، ولا ينتهى دوره هكذا بل تبدأ رحلة شقاء أخرى وهى التوجه بأطنان القمامة التى جمعها على ظهره إلى مدفن صحى بأبوزعبل فى مسافة تقدر بنحو 3 ساعات ذهابا ومثلها إيابا، وما إن يصل.. يتنفس الصعداء لثوان معدودة فقد أوشك نصف اليوم الملىء بالمعاناة على الانتهاء ولم يبق له سوى مهمة تنزيل أطنان القمامة التى جمعها وفرزها إلى  مقلب القمامة، ويعود مسرعا إلى بيته ليستمتع بتناول الإفطار وسط أسرته وينام سويعات قليلة استعدادا للعمل مرة أخرى فى الساعة التاسعة.  
لدى محمد الذى جاء من الوادى الجديد منذ أكثر من 25 سنة و يقطن فى منطقة المرج  3 أطفال، الكبير مهم فى ثانوى عام والوسط فى الإعدادى والصغير فى المرحلة الابتدائية، ويحرص على تعليمهم ومتابعتهم فى الدراسة، مؤكدا استعداده أن يقطع من لحمه، فى مقابل حصولهم على شهادة كبيرة قائلا: «نفسى

ميطلعوش مثلى أكيد لو اتعلموا هيبقوا حاجة كويسة، وأنا عندى التعليم أهم من الأكل والشرب». 
مهنه محمد مليئة بالمتاعب بداية من كونها تتطلب مجهوداً بدنياً وعضلياً كبيراً ليقوى على حمل كميات النفايات الكبيرة وينزل بها من على سلالم العمارات التى تصل إلى 15 دوراً، مرورا بالروائح الكريهة والأمراض التى يصاب بها من جراء التعامل مع الفضلات وانتهاء بكونها مهنة يتعامل فيها المواطنون مع الزبال بطريقة لا تليق فيسيئون معاملته وتعاملون معه بكبرياء، كما لا يتمتع بأى حقوق فى الشركة التى يعمل بها بسبب عدم التأمين عليه وتعيينه مثل شركات النظافة الكبرى لذا فإن أقصى أمنيات الرجل الأربعينى الذى انحنى ظهره فى عز شبابه بأن توفر لهم الدولة حق العلاج لتعينهم على الحياة.
يقطع الحديث عليه  زميله على منصور، 23 سنة، الذى يعمل فى تلك المهنة منذ 3 سنوات فقط، معربا عن دهشته من جلد عم محمد على العمل فى تلك المهنة الصعبة لكل تلك السنوات.
ويسترسل منصور فى حديثه  مطالبا  بأن تكون هناك منظومة او نقابة فعالة للزبالين تدافع عن حقوقهم وتحميهم من تحكم أصحاب الشركات، وتوفر لهم حق الرعاية.