بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

محمد زيدان وطفل الخطيئة‮!!‬

لم أصدق نفسي وأنا أقرأ الخبر علي عدة مواقع للصحف الإلكترونية،‮ ‬تخيلت أن هناك خطأ في العنوان،‮ ‬وأن من نقلوا الخبر قد استبدلوا كلمة‮ »‬زوجته‮« ‬بكلمة‮ »‬صديقته‮«‬،‮ ‬ولكن عندما قرأت التفاصيل أصابتني الصاعقة من هول ما قرأت‮.‬

الخبر ورد تحت عنوان‮ (‬محمد زيدان ينجب من صديقته‮ »‬آدم‮«)‬،‮ ‬والتفاصيل تقول‮: »‬أكد اللاعب المصري محمد زيدان،‮ ‬المحترف في صفوف فريق بوروسيا دورتموند الألماني،‮ ‬أنه أصبح أباً‮ ‬لطفل أطلق عليه اسم‮ »‬آدم‮«‬،‮ ‬وضعته صديقته ستينا،‮ ‬يوم الجمعة الماضي‮ (‬17‮ ‬ديسمبر‮)‬،‮ ‬في المستشفي التابع لناديه دورتموند‮.‬

وقال زيدان في تصريحات للموقع الرسمي لنادي دورتموند‮: »‬أنا مسرور للغاية،‮ ‬والأم والطفل يتمتعان بصحة جيدة‮«‬،‮ ‬وأضاف‮: »‬إنها لحظة لا تصدق عندما حملت آدم لأول مرة بين ذراعي‮«.‬

تابع زيدان‮: »‬الجميع كان في‮ ‬غاية السعادة بوصول آدم،‮ ‬وتقدموا بالتهنئة لي،‮ ‬وطلبت من مدربي يورجن كلوب أن يعفيني من المشاركة في مباراة فرانكفورت،‮ ‬لأنني أود أن أقضي مع آدم أول يوم له في الحياة‮«. ‬

أهكذا يجاهر لاعب مصري مسلم بالرذيلة علنا؟‮!.. ‬أهكذا يبارز الله سبحانه وتعالي بهذه الفاحشة الكبيرة علنا؟‮!.. ‬أهكذا يضيع دينه وأخلاقه في بلدان الغرب،‮ ‬ثم لا يخجل من نفسه ويجاهر بطفل الخطيئة،‮ ‬ويحتفل بقدومه،‮ ‬ويعلن فرحته وسروره بذلك في وسائل الإعلام بالغرب والشرق؟‮!‬

هل نسي أنه عربي مسلم،‮ ‬وأن دينه لا يسمح له بما يقترف من معاص وكبائر،‮ ‬مهما كان مكانه في أي بقعة من بقاع الأرض؟‮!‬

أم أنه ظن أنه يجب عليه أن يتخلق بأخلاق المجتمع الغربي،‮ ‬فيصادق أولا وينجب،‮ ‬ويسير علي درب الشيطان،‮ ‬ثم يفكر بعد ذلك في الزواج ممن أنجب منها،‮ ‬إن كان قد فكر أصلا في أن يتزوجها،‮ ‬أم أن صديقته الدنماركية قد اشترطت عليه أن ينجب منها دون زواج؟‮!‬

إنها كارثة ومصيبة كبيرة قد حلت علي هذا المسكين الذي يدعي‮ »‬محمداً‮«‬،‮ ‬وهو للأسف‮ ‬غافل عما فعل،‮ ‬ويجاهر بفرحته ويحتفل بمصيبته وكارثته‮.‬

أليس هذا اللاعب يمثل مصر ونجوم الكرة فيها،‮ ‬حين يحترف في الخارج؟‮.. ‬وكيف تكون سمعة لاعبينا في الداخل والخارج،‮ ‬حين يجاهر أحدهم بالمعاصي والكبائر بهذه الصورة الفجة المقيتة،‮ ‬ثم ينشرها في وسائل الإعلام العالمية؟‮!‬

أتدرون لما أكتب عن هذه الواقعة؟‮.. ‬لأنه لاعب مصري مشهور،‮ ‬ومن المفترض أنه نجم يقتدي به ـ وللأسف الشديد ـ آلاف الشباب في مصر وغيرها من الدول العربية،‮ ‬فإذا كان قدوتهم يبارز ربه بالمعاصي،‮ ‬فماذا يفعل من يقتدون به،‮ ‬هل يقلدونه،‮ ‬وكل منهم يبحث

عن صديقة ينجب منها دون زواج؟‮!‬،‮ ‬فيحمل هذا اللاعب المغرور بخطيئته الذي أخذته العزة بالإثم،‮ ‬وزره ووز من اقتدي به إلي يوم القيامة‮.‬

أعلم يقينا أن هناك من لاعبي الكرة في مصر من يتقون الله ويتخلقون بالأخلاق الطيبة،‮ ‬ويحافظون علي الصلوات والزكوات والصدقات،‮ ‬ويحفظون دينهم وأخلاقهم في أي دولة حلوا فيها،‮ ‬لاعبين أو محترفين،‮ ‬وهؤلاء لهم مني كل التحية والحب والتقدير،‮ ‬وهم مشهورون بأخلاقهم عند جمهورهم،‮ ‬ولا أريد أن أذكر أسماء حتي لا يظن من لم أذكره أنه ليس منهم،‮ ‬وهم كثر‮.‬

ولكن عندما يأتي فسل كزيدان،‮ ‬فينسي نفسه ودينه وبلده وأخلاقه،‮ ‬ويجاهر بالكبائر والمعاصي في الخارج،‮ ‬فإنه بكل تأكيد قد أساء للكرة المصرية ولزملائه الشرفاء،‮ ‬الذين يتقون الله سبحانه في سلوكهم وأخلاقهم‮.‬

وليس لهم أن يقولوا أن هذا سلوك شخصي لأحد اللاعبين،‮ ‬فشهرة هذا اللاعب ومجاهرته بالكبائر،‮ ‬وحرصه علي نشر خبر خطيئته،‮ ‬وقيام الصحف الألمانية بنشر صورته وهو يحمل طفل الخطيئة ووجهه يتهلل فرحا وسرورا بقدومه،‮ ‬كل ذلك جعل من سلوكه سلوكا عاما،‮ ‬يسيء إلي كل لاعب مصري‮. ‬فلو أنه قد أخفي الخبر وستر علي نفسه وعلي صديقته فتزوجها،‮ ‬ثم أعلن بعد ذلك أنها قد أنجبت طفلا،‮ ‬لكان الأمر هينا عليه وعلينا،‮ ‬ولكنه عصي وجاهر وفرح،‮ ‬وبارز الله سبحانه بأكبر الكبائر‮.‬

وأنا لا أريد أن أخوض في جريمة الزنا وخطورتها،‮ ‬وكيف أن الإسلام قد نهي عن مجرد الاقتراب منها،‮ ‬فكل مسلم يعلم حرمة الزنا وحرمة كل ما يقود إليه من مقدمات،‮ ‬ويكفي قول الله تعالي‮: (‬ولا تقربوا الزني إنه كان فاحشة وساء سبيلا‮) »‬الإسراء‮: ‬32‮«‬

 

‭ ‬[email protected]