بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

لندن: موافقة‭ ‬البرلمان‭ ‬‬شرط‭ ‬تسليم‭ ‬الهاربين


اكد‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬الجديد‭ ‬بالقاهرة‭ ‬جيمس‭ ‬وات‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬القضاء‭ ‬البريطاني‭ ‬سينظر‭ ‬كل‭ ‬الطلبات‭ ‬المصرية‭ ‬لتسليم‭ ‬المصريين‭ ‬الهاربين‭ ‬اليها‭ ‬بكل‭ ‬اهتمام‭ ‬بالغ،‭ ‬لافتا‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬آلية‭ ‬موجودة‭ ‬بالفعل‭ ‬لتسليم‭ ‬المجرمين‭ ‬حتي‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬اتفاقية‭ ‬مشتركة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬

وأوضح‭ ‬‮«‬وات‮»‬‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬أمس‭ ‬ان‭ ‬الآلية‭ ‬الموجودة‭ ‬لتسليم‭ ‬المجرمين‭ ‬تقتضي‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬علي‭ ‬حدة‭ ‬وموافقة‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني‭ ‬علي‭ ‬تسليمه،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬البريطاني‭ ‬والقضائي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬يسن‭ ‬القوانين‭ ‬ويتولي‭ ‬القضاء‭ ‬الحكم‭ ‬بها‭ ‬لتنفيذها،‭ ‬مشددا‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬القضاء‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬للحكومة‭ ‬ومستقل‭ ‬تماما‭ ‬عنها‭.‬

وردا‭ ‬علي‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬موانع‭ ‬ابرام‭ ‬اتفاقية‭ ‬تسليم‭ ‬المجرمين‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وبريطانيا‭ ‬قال‭ ‬وات‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬موانع‭ ‬لدينا‭ ‬والأمر‭ ‬لم‭ ‬يطرح‭ ‬مسبقا‭ ‬علينا،‭ ‬لافتا‭ ‬إلي‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يوافق‭ ‬عليها‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني‭ ‬أولا،‭ ‬مشددا‭ ‬علي‭ ‬انها‭ ‬لن‭ ‬تطبق‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬علي‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬الحاليين‭ ‬أو‭ ‬السابقين‭.‬

وقال‭ ‬ان‭ ‬بلاده‭ ‬لم‭ ‬توقع‭ ‬اتفاقية‭ ‬لتبادل‭ ‬المجرمين‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لانها‭ ‬توقع‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭. ‬وحول‭ ‬المتهم‭ ‬الهارب‭ ‬إلي‭ ‬لندن‭ ‬يوسف‭ ‬بطرس‭ ‬غالي‭ ‬رفض‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭ ‬بشأنه‭ ‬قائلا‭: ‬لن‭ ‬أتحدث‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬متهم‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬أؤثر‭ ‬علي‭ ‬المحاكمات‭ ‬القضائية‭ ‬الي‭ ‬تجري‭ ‬حاليا،‭ ‬مشددا‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬ليست‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬ولا‭ ‬دخل‭ ‬للسياسة‭ ‬في‭ ‬اجراءاته،‭ ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬الاتصالات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وبريطانيا‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬الجهات‭ ‬القضائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وأكد‭ ‬‮«‬وات‮»‬‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تنظر‭ ‬إلي‭ ‬حالة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬طالبة‭ ‬التسليم‭ ‬وتقرر‭ ‬علي‭ ‬أساس‭ ‬ذلك‭ ‬مدي‭ ‬الاستجابة‭ ‬لطلب‭ ‬تسليم‭ ‬المتهمين‭ ‬الذين‭ ‬تطلبهم‭ ‬ممن‭ ‬يحملون‭ ‬جنسيتها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاجراء‭ ‬قررته‭ ‬بريطانيا‭ ‬بناء‭ ‬علي‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬عليها‭ ‬عام‭ ‬1951،‭ ‬وشدد‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬التسليم‭ ‬معقد‭ ‬للغاية‭ ‬ويتطلب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬ربما‭ ‬يصل‭ ‬لسنوات،‭ ‬كما‭ ‬يتطلب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬تقديم‭ ‬الادلة‭ ‬علي‭ ‬الاتهامات‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬الادعاء‭.‬

وعن‭ ‬إمكانية‭ ‬تسليم‭ ‬المجرمين‭ ‬ومراقبة‭ ‬محاكماتهم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬قال‭ ‬وات‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬غير‭ ‬معتاد‭ ‬لكنه‭ ‬ممكن‭ ‬بشرط‭ ‬موافقة‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني‭.‬

وحول‭ ‬سؤال‭ ‬‮‬الوفد‮‬‭ ‬هل‭ ‬تضم‭ ‬القائمة‭ ‬حسين‭ ‬سالم؟

فجر‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬مفاجأة‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬ارستلها‭ ‬مصر‭ ‬لتتبع‭ ‬أموال‭ ‬الهاربين‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬40‭ ‬اسم‭

‬الا‭ ‬تشمل‭ ‬اسم‭ ‬رجل‭ ‬الاعمال‭ ‬المصري‭ ‬حسين‭ ‬سالم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬تعد‭ ‬الآن‭ ‬قائمة‭ ‬أخري‭ ‬لارسالها‭ ‬للقضاء‭ ‬البريطاني‭. ‬وعن‭ ‬رؤيته‭ ‬للمشهد‭ ‬السياسي‭ ‬المصري‭ ‬رفض‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬التعليق‭ ‬عليه‭ ‬قائلا‭: ‬أخشي‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬أني‭ ‬اتدخل‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬المصري،‭ ‬نافيا‭ ‬تخوفه‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬الاسلاميين‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬قائلا‭: ‬واثقون‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬سيحكم‭ ‬مصر‭ ‬سيعبر‭ ‬عن‭ ‬الاغلبية‭ ‬ونعلم‭ ‬ان‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬عام‭ ‬التغييرات‭ ‬الكبري‭.‬

وحول‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لمصر‭ ‬قال‭ ‬وات‭ ‬إن‭ ‬بريطانيا‭ ‬ستمده‭ ‬بـ‭ ‬11‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬استثمارات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬خلق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬لافتا‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تسعي‭ ‬إلي‭ ‬فتح‭ ‬الاسواق‭ ‬الاوروبية‭ ‬للمنتجات‭ ‬المصرية‭.‬

وعن‭ ‬مد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭ ‬بالقروض‭ ‬نفي‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬بالقاهرة‭ ‬طلب‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وقال‭: ‬لقد‭ ‬رفضت‭ ‬مصر‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬مسبقا‭ ‬لكننا‭ ‬مستعدون‭ ‬لتقديم‭ ‬القروض‭ ‬الميسرة‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬رغبت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬مشددا‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬بريطانيا‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬شروط‭ ‬لدعم‭ ‬مصر‭ ‬اقتصاديا‭. ‬واوضح‭ ‬وات‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬أن‭ ‬مسئولا‭ ‬مصريا‭ ‬رفض‭ ‬الافصاح‭ ‬عنه‭ ‬توجه‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬إلي‭ ‬لندن‭ ‬للتعرف‭ ‬علي‭ ‬نظام‭ ‬الاستفتاء‭ ‬البريطاني‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬تمهيدا‭ ‬لتطبيقه‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬كما‭ ‬تعرف‭ ‬علي‭ ‬نظم‭ ‬الانتخابات‭ ‬واجراءاتها‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬نزاهتها‭ ‬وشفافيتها‭.‬

وحول‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬بريطانيا‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وجود‭ ‬مراقبين‭ ‬دوليين‭ ‬علي‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ ‬قال‭ ‬السفير‭ ‬البريطاني‭ ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬لم‭ ‬تطلب‭ ‬هذا‭ ‬الامر،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬علي‭ ‬استعداد‭ ‬لارسال‭ ‬مراقبين‭ ‬اذا‭ ‬طلبت‭ ‬مصر‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭ ‬وتحترم‭ ‬استقلالية‭ ‬مصر،‭ ‬مشيرا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬إلي‭ ‬ان‭ ‬المراقبة‭ ‬الخارجية‭ ‬فكرة‭ ‬جيدة‭ ‬تجعل‭ ‬الانتخابات‭ ‬نزيهة‭ ‬وشفافة‭.‬