بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮(‬القلعة‮) ‬تسقط شرعية إدارة الإفصاح بالبورصة‮ ‬

"‬القلعة‮ " ‬أسقطت شرعية ادارة الافصاح بالبورصة و"محمد عبد السلام‮ " ‬رئيس البورصة‮ ‬يدير بسياسة الأيادي‮ ‬المرتعشة والخوف من اتخاذ قرارت حاسمة ضد المتسببين في‮ ‬الإضرار بالسوق وصغار المستثمرين‮ "...‬هكذا صار الحال في‮ ‬البورصة‮ .‬

فشل‮ "‬عبد السلام‮ " ‬في‮ ‬الاختبار الاول والحقيقي‮ ‬له‮ ‬ومواجهة الامر الذي‮ ‬تتحمله ادارة الافصاح في‮ ‬ملف‮" ‬القلعة‮ "‬الساخن والتي‮ ‬لقنت الافصاح درساً‮ ‬قاسياً،‮ ‬وكشفت عن جهل كل المسئولين بادارة البورصة لتتأكد ضرورة رحيل‮ »‬عبدالسلام‮« ‬عن منصبه بعدما ترك الامر للموظفين‮ ‬يديرون وفقا لأهوائهم في‮ ‬ظل الاصرار علي‮ ‬اتباع سياسة تعارض المصالح التي‮ ‬باتت تقضي‮ ‬علي‮ ‬صغار المستثمرين‮ ‬،بل وصناعة سوق الاوراق المالية‮ .‬
المفاجآت تتوالي‮ ‬في‮ ‬ملف‮ »‬القلعة‮« ‬وتداعيات مفاوضات بيع اسهمها الي‮ ‬شركة‮" ‬ابراح كابيتال‮ " .‬صمت‮ "‬عبدالسلام‮ " ‬يشير الي‮ ‬اتهام واضح وصريح بالانحياز لأحدي‮ ‬الشركات الكبري‮ ‬في‮ ‬السوق وهي‮ ‬شركة القلعة‮ ‬،‮ ‬بل راحت الاتهامات والاقاويل تتزايد ان‮ "‬عبدالسلام‮ " ‬تعمد تجاهل الغاء العمليات المنفذة علي‮ ‬اسهم الشركة‮ ‬يوم الاحد الماضي‮ ‬بعد تناقل وكالات الانباء مفاوضات القلعة لبيع اسهمها لعدة امور اهمها‮ ‬ان معظم عمليات البيع والشراء كانت تتم بشركة سمسرة كبري‮ ‬ثبت تورطها قبل ذلك في‮ ‬عمليات بيع وشراء لصالح جمال مبارك في‮ ‬ملف بالم هيلز التي‮ ‬يرأس ادارتها احد اعضاء لجنة السياسات بالنظام السابق الذي‮ ‬تربطه علاقة وطيدة برئيس البورصة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬غض الطرف عن التحرك‮ ‬لمواجهة الامر قبل ان‮ ‬يتفاقم،‮ ‬بالاضافة الي‮ ‬مجاملة‮ "‬عبدالسلام‮ " ‬للقلعة،‮ ‬علي‮ ‬حساب مصلحة السوق وقوانينه‮.‬
لايزال المشهد‮ ‬يشير الي‮ ‬ان البورصة تتطلب ثورة وتطهيراً‮ ‬واستمرار الاوضاع بهذه الصورة سيفتح المجال علي‮ ‬مصراعيه للتلاعب في‮ ‬الاسهم والافصاحات وسيتحول الامر لدي‮ ‬الكبار والمحترفين بالسوق الي‮ ‬فرصة‮ " ‬ذهبية‮ " ‬لنهب وسرقة اموال المستثمرين والتي‮ ‬ستزيد مع صندوق‮ »‬مصر المستقبل‮« ‬الذي‮ ‬شارك فيه المصريون من المنطلق الوازع الوطني‮ ‬والحرص علي‮ ‬اقتصاد البلد‮ ‬،لكن ماذا‮ ‬يكون الوضع عندما‮ ‬يستيقظ كل مصري‮ ‬ساهم في‮ ‬الصندوق علي‮ ‬الحقيقة المرة‮ .‬
مجتمع سوق المال‮ ‬يستنكر تعامل ادارة الافصاح والبورصة مع ملف‮ "‬القلعة‮ " ‬بعد ان بات واضحا ان الادارة بالبورصة تجهلت ادق القوانين للتعامل مع مخالفات الشركات للافصاح‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬حاولت الرقابة المالية المشاركة الوجدانية بالكلام والتصريحات فقط‮ ‬و من منطلق‮" ‬حفظ ماء الوجه‮ " ‬باعتبارها الرقيب علي‮ ‬منظومة سوق المال‮ ‬،لكن حقيقة الامر طبقا لما‮ ‬يتناقله السوق ان الرقابة معدومة تماما‮ ‬علي‮ ‬الشركات المتداولة بالسوق‮ ‬،في‮ ‬ظل سياسة المركزية التي‮ ‬يتبعها اشرف الشرقاوي‮ ‬رئيس الرقابة في‮ ‬الهيئة‮.‬
الملف صار سيناريو مكرر لعمليات النصب التي‮ ‬قامت بها شركة اجواء وسرقة اموال المستثمرين الصغار بحسب قول وائل النحاس،‮ ‬خبير اسواق المال‮ ..‬فالسيناريو‮ ‬يتكرر‮ "‬بحذافيره‮ " ‬في‮ ‬ظل اصرار رئيس البورصة علي‮ ‬عدم الاعتراف بأخطاء ادارة الافصاح التي‮ ‬سقطت شرعيتها نتيجة تعارض المصالح وعدم قيام اشرف كمال مديرها بتطبيق القوانيين علي‮ ‬الشركات الكبري‮ ‬والراعية لجمعية علاقات المستثمرين التي‮ ‬يتولي‮ ‬منصب رئاستها‮.‬
لماذا لم‮ ‬يتم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد شركة القلعة وماهي‮ ‬علاقة الشركة بتعينها مجموعة‮ "‬سيتي‮ ‬جروب‮ " ‬مستشارا للصفقة‮ ..‬يجيب النحاس‮ " ‬ان وجود سيتي‮ ‬جروب في‮ ‬الصفقة‮ ‬يعيد الي‮ ‬الذاكرة عضوية جمال مبارك بشركة هيرميس ممثلا عن‮" ‬سيتي‮ ‬جروب‮" ‬المملوكة للوليد بن طلال‮ ‬،بالاضافة الي‮ ‬ان‮ "‬ابراج كابيتال‮ " ‬لها سابقة قبل ذلك مع هيرمس حينما قامت بشراء حصة من مجموعة هيرمس ثم بيعها بأسعار عالية بعد ان تم خداع المستثمرين‮.‬
تابع النحاس ان‮ "‬مماطلة شركة القلعة طوال الفترة الماضية وتلاعبها بادارة افصاح البورصة حول حقيقة الصفقة‮ ‬يؤكد ارتباطها للمسئولين من فلول النظام السابق المحبوسين علي‮ ‬ذمة التربح واهدار المال العام‮ ‬،‮ ‬وانه كان‮ ‬يتم مشورة بعضهما في‮ ‬هذا الصدد‮ ‬،خاصة ان القلعة تمتلك اصولاً‮ ‬كبيرة منها شركة طاقة الذي‮ ‬يتردد انها كانت تسعي‮ ‬للحصول علي‮ ‬صفقات تصدير الغاز الي‮ ‬الخارج بعد رجل الاعمال الهارب حسين سالم الذي‮ ‬كان‮ ‬يقوم‮ ‬بهذا
الدور من خلال شركته‮ »‬شرق البحر المتوسط للغاز‮«.‬
الملف طبقا للنحاس‮ ‬يتطلب توضيحا وافصاحا اكبر من المسئولين حتي‮ ‬لانستيقظ علي‮ ‬كارثة اخري‮ ‬نحن في‮ ‬غني‮ ‬عنها ويتكرر سيناريو‮ "‬اجوا‮ " ‬متسائلاً‮ ‬لماذا لم تقم ادارة البورصة طوال الفترة الماضية التي‮ ‬سجل السهم خلالها ارتفاعات كبيرة بالغاء العمليات والتحقيق فيها‮ "‬
فمثل هذه الامور تتطلب قرارات حاسمة تصل الي‮ ‬حد شطب الشركة من السوق وتدخل السلطات السيادية للتحقيق في‮ ‬الملف طالما ان البورصة والرقابة المالية فشلتا في‮ ‬الاختبار الاول وقامتا بمجاملة‮ ‬شركة القلعة التي‮ ‬سبق وان تم تفصيل قوانيين خاصة لها لقيدها بالبورصة تحت سمع وبصر الجميع‮ .‬
‬الشركات المدرجة في‮ ‬البورصة لابد أن تفصح عن كل صغيرة وكبيرة،‮ ‬حسبما ذكر تامر حكيم،‮ ‬المحلل المالي‮ ‬وعلي‮ ‬الشركات الافصاح عن الاحداث الجوهرية‮ ‬التي‮ ‬تتعلق بها حتي‮ ‬لو كان في‮ ‬بداية مفاوضات،‮ ‬تتعلق باندماج او استحواذ ويتوقع فشله‮.‬
و أن الشركات المدرجة‮ ‬طالما انها اكبر المستفيدين من‮ ‬المستثمرين في‮ ‬عمليات التمويل وزيادة رؤوس الأموال فلابد أن تراعي‮ ‬ظروف المستثمرين والحرص علي‮ ‬مصالحهم بدلامن الاضرار بهم بين الحين والآخر من خلال الاخبار بضرورة اجراء تحقيقات من قبل هيئة الرقابة المالية مع الشركات التي‮ ‬يثبت تلاعبها بالافصاح والشفافية،‮ ‬لأن ذلك‮ ‬يفقد البورصة كفاءتها أمام البورصات الناشئة والأسواق الخارجية‮.‬
والعلاج ضرورة وجود تحقيقات في‮ ‬كيفية الافصاح من عدمه فيما‮ ‬يتعلق بالشركات التي‮ ‬تتلاعب بالافصاح،‮ ‬أي‮ ‬أن الشركة التي‮ ‬تستغل الخبر‮ ‬لصالحها ثم تقوم بنفيه ثم تفصح عنه،‮ ‬فمن المفترض ان الشركة لا تعمل بمعزل بل بها مساهمون‮ ‬يقع عليهم الضرر من جراء تلك التضاربات الواضحة ويسبب خسارتهم بالسوق،‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعل البورصة المصرية تفقد الكثير من الكفاءة‮ ‬،ولابد من قانون‮ ‬يلزم الشركات بإعلان أي‮ ‬خبر‮ ‬يتعلق بالشركة في‮ ‬مراحله الأولي،‮ ‬دون النظر إلي‮ ‬امكانية فشل الصفقة فطالما ان الشركة مدرجة في‮ ‬البورصة عليها مراعاة ظروف المستثمرين مثلما تبحث عن مصالحها الخاصة‮ .... ‬
ملف‮" ‬القلعة‮ " ‬لن‮ ‬يسدل الستار عليه الا من خلال افصاح كامل من البورصة حول العديد من الامور ومنها السر في‮ ‬عدم القيام بتطبيق عقوبات علي‮ ‬الشركة رغم التلاعب بالافصاح الذي‮ ‬يبحث القائمين عليه عن مصالح شخصية لا‮ ‬يعلم احد حقيقتها‮ ‬،‮ ‬فلماذا لم تلغ‮ ‬العمليات التي‮ ‬تمت بعد تسرب الخبر والاستفادة منه‮ ..‬اعتقد ان‮ "‬عبدالسلام‮ " ‬و"الشرقاوي‮ " ‬هما من‮ ‬يملكن تفاصيل الاجابة عن التلاعب وعليهما الرد والا سنظل في‮ ‬منظومة تقوم علي‮ ‬حماية الكبار‮ . ‬ووقتها لن تتحقق اهداف الثورة بتطهير البلاد من الفساد فهل من اجابة السوق في‮ ‬الانتظار‮ .‬