بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

إسرائيل سرقت‮ (عايدة‮).. ‬والجزائر تجاهلت المتشددين باستضافة إليسا


إلغاء‮ ‬90٪‮ ‬من المهرجانات الغنائية،‮ ‬والحفلات الصيفية هذا العام في‮ ‬مصر فتح الباب أمام دول أخري‮ ‬للوجود علي‮ ‬الساحة،‮ ‬واللعب بهذه الورقة لاستقطاب نجوم الغناء إليها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فتح أسواق جديدة لهذا النوع من السياحة التي‮ ‬هي‮ ‬من دعائم أي‮ ‬اقتصاد خاصة في‮ ‬الدول التي‮ ‬تتمتع بمناخ دول جنوب البحر المتوسط والشرق الأوسط،‮ ‬والتي‮ ‬منها المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن‮. ‬وبما أن مصر هذا العام خرجت من المولد بلا حمص كما‮ ‬يقول المثل الشائع عندنا،‮ ‬فهذا الأمر أعطي‮ ‬دولاً‮ ‬أخري‮ ‬متنفساً‮ ‬وجرأة في‮ ‬العمل بشكل جدي‮ ‬لتنظيم المهرجانات الصيفية واستقطاب النجوم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬سوف‮ ‬يتوجه السائح العربي‮ ‬إلي‮ ‬هذه الدول‮.‬
الجزائر من الدول المعروف عنها وجود عدد ضخم من المتشددين الذين لا‮ ‬يسمحون بتنظيم المهرجانات أو الحفلات العامة إلا في‮ ‬أضيق الحدود،‮ ‬ولنجوم لا‮ ‬يدور حولهم جدل‮. ‬هذا العام،‮ ‬وعلي‮ ‬عكس العادة،‮ ‬ينظم مهرجان‮ »‬جميلة‮« ‬الذي‮ ‬يقام بولاية سطيف،‮ ‬والشيء الذي‮ ‬يدعو للدهشة هو دعوة المهرجان للمطربة إليسا لإحياء حفل في‮ ‬18‮ ‬يوليو المقبل،‮ ‬وهي‮ ‬المرة الأولي‮ ‬في‮ ‬تاريخ إليسا التي‮ ‬تغني‮ ‬فيها بالجزائر‮. ‬المهرجان‮ ‬يشارك فيه أيضاً‮ ‬الشاب خالد في‮ ‬الافتتاح،‮ ‬وكاظم الساهر في‮ ‬الختام،‮ ‬ووجود هذا الكم من الأسماء،‮ ‬والسماح لأسماء جديدة لم تكن مدرجة من قبل ضمن قوائم المدعوين للمشاركة في‮ ‬المهرجانات الجزائرية مثل إليسا،‮ ‬يؤكد أن هناك فكراً‮ ‬جديداً‮ ‬في‮ ‬الدول العربية خاصة التي‮ ‬تعاني‮ ‬من وجود متشددين بين سكانها،‮ ‬ومحاولة الدخول بقوة في‮ ‬هذه السياحة‮.‬
الأردن من الدول العربية التي‮ ‬أعلنتها صراحة من خلال عدد من الصحف هناك أبرزها جريدة الدستور التي‮ ‬قالت في‮ ‬تعليقها علي‮ ‬عودة مهرجان جرش بعد‮ ‬غياب عامين تقريباً‮ ‬إن البهجة عمت الأوساط الفنية بإعلان استئناف المهرجان لفعالياته في21‮ ‬يوليو المقبل لما‮ ‬يشكل المهرجان من فرصة للسياح العرب لمتابعة الفعاليات كما اعتادوا منذ ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬ربع قرن‮. ‬وقالت الصحيفة حسب ما أوردته وزارة السياحة هناك إن الأردن‮ ‬يزورها هذا الصيف ما‮ ‬يقرب من مليون و750‮ ‬ألف سائح عربي‮ ‬ويري‮ ‬مراقبون أن فرصة الأردن كبيرة لما‮ ‬يحيط بالمنطقة من ظروف سياسية صعبة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬سيكون جرش واحة لهؤلاء لكي‮ ‬يشاهدوا نجوم الفن الأجنبي‮ ‬والعربي‮ ‬والأردني‮. ‬ومن أبرز الأسماء المرشحة للغناء في‮ ‬جرش ماجدة الرومي‮ ‬في‮ ‬الافتتاح،‮ ‬وفيروز في‮ ‬الختام‮.‬
المغرب كانت صاحبة ضربة البداية في‮ ‬المهرجانات الصيفية عندما نظمت مهرجان موازين الشهر الماضي‮ ‬بمشاركة شاكيرا،‮ ‬والنجم المصري‮ ‬عمرو دياب وماجدة الرومي،‮ ‬وكاظم الساهر‮.‬
والجميل أن الأردن صممت علي‮ ‬تنظيم المهرجان رغم الاعتراضات والاحتجاجات التي‮ ‬وصلت لحد ضرب بعض ضيوف المهرجان بالبيض،‮ ‬والتهديد بالاعتصام،‮ ‬حيث كان المهرجان متهماً‮ ‬بإهدار المال العام،‮ ‬لكن إدارته‮ ‬غلبت الصالح العام،‮ ‬وخاضت المغامرة،‮ ‬ونجحت إلي‮ ‬حد كبير،‮ ‬ويكفي‮ ‬مشاركة هذه الأسماء‮.‬
أما إسرائيل فهي كالعادة تستغل الأحداث في‮ ‬الدول العربية،‮ ‬وباعتبارها من دول الشرق الأوسط صممت علي‮ ‬تقديم مجموعة من الحفلات لأوبرا عايدة بمنطقة البحر الميت،‮ ‬وذلك أيام‮ ‬5‮ ‬و6‮ ‬يونيو،‮ ‬ويبدو أنها اختارت هذا الموعد لكي‮ ‬تحتفل بهزيمتها في‮ ‬1967‭.‬‮ ‬تنظم إسرائيل لعايدة محاولة استقطاب جماهير الأوبرا عالمياً‮ ‬إليها،‮ ‬رغم أن عايدة تحديداً‮ ‬تم تأليفها،‮ ‬وكتابتها خصيصاً‮ ‬لمصر،‮ ‬لكن إسرائيل دائماً‮ ‬تحاول امتلاك أي‮ ‬شيء‮ ‬يكون

ملك الآخرين،‮ ‬لكننا في‮ ‬النهاية مسئولون عن ما فعلته لأنها تحاول أن تقول للناس إنها مهيأة تماماً‮ ‬لاستقبال الأحداث المهمة،‮ ‬وتوفير الحماية للسائحين من كل مكان‮.‬
نأتي‮ ‬إلي‮ ‬تونس التي‮ ‬تتشابه معنا في‮ ‬كل شيء،‮ ‬ماذا فعلت لكي‮ ‬يستمر مهرجان قرطاج العريق،‮ ‬حاربت الظروف،‮ ‬وكل المتغيرات،‮ ‬وراهنت علي‮ ‬أن الدورة الجديدة التي‮ ‬تبدأ في‮ ‬2‮ ‬يوليو المقبل ستحمل كل ما هو جديد‮.‬
تونس ممثلة في‮ ‬وزارة الثقافة قررت أن تدعم المهرجان،‮ ‬وتستعين بالفرق والشباب الذي‮ ‬كان ممنوعاً‮ ‬من الغناء خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي‮. ‬وبالتالي‮ ‬خمنت أن‮ ‬يكون الشعب الذي‮ ‬خلع زين العابدين هو أول المدافعين عن المهرجان لأنها استضافت صوت المعارضة الذي‮ ‬تم إجبارهم علي‮ ‬الصمت وعدم الغناء طوال فترة الرئيس السابق‮. ‬ورغم أن قرطاج كان من بين ضحاياه في‮ ‬دورته القادمة مطرب كبير بحجم لطفي‮ ‬بوشناق،‮ ‬لأن التوانسة اعتبره الابن الرشيد للنظام السابق،‮ ‬وهو أمر قد لا نقبله لأن بوشناق لم‮ ‬يغن للرئيس السابق،‮ ‬وحتي‮ ‬لو قام بالغناء له‮. ‬فالكل‮ ‬يعلم أن الغناء للحكام العرب كان أحياناً‮ ‬يكون بالأمر،‮ ‬والرافضون‮ ‬يتم التنكيل بهم‮.‬
لكن في‮ ‬القريب العاجل سوف‮ ‬يعود صوت بوشناق للغناء،‮ ‬لأن معني‮ ‬عقابه أن أبناء تونس حالياً‮ ‬يتبنون نفس المواقف التي‮ ‬كان نظامهم السابق‮ ‬يفعلها،‮ ‬وهو التنكيل بمعارضيه،‮ ‬لذلك لإثبات حسن نوايا ثوار تونس فعليهم السماح لبوشناق بالعودة‮.‬
قرطاج تونس عاد بفكرة الانحياز للثورة التونسية،‮ ‬وهو أمر أكثر من رائع لأنه‮ ‬يقول للعالم إن تونس موجودة علي‮ ‬الخريطة الغنائية والسياحية وأن الأمور عادت لطبيعتها،‮ ‬وهذا درس لمصر التي‮ ‬حرمت سياحها العرب من مجموعة من المهرجانات دون داعي‮ ‬سواء في‮ ‬السينما أو الغناء‮. ‬وهو قرار كلفنا هروباً‮ ‬جماعياً‮ ‬لنجوم الغناء العربي،‮ ‬حتي‮ ‬نجومنا مثل محمد منير وعمرو دياب وتامر حسني‮ ‬الذين كانوا‮ ‬يقدمون حفلات في‮ ‬الساحل الشمالي‮ ‬خلال الصيف لم‮ ‬يعلن عن أي‮ ‬حفل حتي‮ ‬الآن،‮ ‬كما أن نجوم الغناء العربي‮ ‬لم‮ ‬يعلنوا حتي‮ ‬الآن عن حضورهم لمصر،‮ ‬لأن الواضح أمامهم أن الدولة لا تفضل إقامة مهرجانات خلال هذا الصيف،‮ ‬وبالتالي‮ ‬هرب الجميع إلي‮ ‬الدول العربية‮.‬