بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الثعلب!"قصة جريمة"

لم تكن ليلة طبيعية‮.. ‬فقد ظن الجميع أن لعنة الله قد نزلت عليهم وحلت بهم‮.. ‬فالليلة أشبه بعلامات‮ ‬يوم القيامة

بعد أن ظل الجو صحوا رائعا ممتعاً‮ ‬طوال الأيام الماضية،‮ ‬وفجأة انقلب حال الدنيا‮.. ‬حل الشتاء بهجمة شرسة مباغتة‮.. ‬عواصف مرعبة محملة بسحابة ضواء،‮ ‬تكاد تقتلع كل ما‮ ‬يعترض طريقها‮.. ‬رياح تهب من كل الاتجاهات وتحجب الرؤية‮.. ‬أعاصير الرياح تضرب الناس والاشجار بلا رحمة،‮ ‬والبرد‮ ‬يلسع الأجساد،‮ ‬بينما الناس‮ ‬يهرولون الي‮ ‬بيوتهم‮ ‬يحتمون بجدرانها‮.. ‬حتي‮ ‬باتت الشوارع شبه خالية من المارة،‮ ‬كانت الساعة قد تخطت الثانية بعد منتصف الليل‮.. ‬في‮ ‬يوم الاربعاء قبل الماضي‮.. ‬الا ان رجلا بشارع لبيب جوهر بمنطقة ساقية مكي‮ ‬يطلقون عليه‮ »‬الثلعب‮« ‬كان هو الوحيد الذي‮ ‬استخف بثورة الطبيعة من حوله‮.. ‬بل كان مرحبا بها‮.. ‬فذلك المناخ‮ ‬يمنحه الفرصة المناسبة لترويج بضائعه بعيدا عن أعين رجال المباحث‮.. ‬باعتبارهم بشرا مثلهم مثل باقي‮ ‬الناس الهاربين من‮ ‬غضب الطبيعة‮.. ‬أما زبائنه فهم قادمون ولن‮ ‬يثنيهم عن الكيف،‮ ‬كل اعاصير الدنيا‮..!! ‬خرج الثعلب من بيته بساقية مكي‮ ‬وكعادته كل‮ ‬يوم تكوم فوق رصيد علي‮ ‬ناحية الطريق لاستقبال زبائنه‮.. ‬بعيون زائغة كعيون الثعلب راح‮ ‬يرقب أفق الشارع في‮ ‬حذر بالغ‮ ‬خشية وصول رجال المباحث،‮ ‬وكعادتهم‮ ‬يصلون داخل ميكروباص ابيض اللون،‮ ‬وأحيانا‮ ‬يكون بوكس الشرطة الذي‮ ‬يمثل انذارا مبكرا بوصول المباحث‮..!!‬

 

وفجأة لمحت عيون الصقر شيئاً‮ ‬يتحرك علي‮ ‬الأفق ويقترب من مجلسه‮ ‬يحول دون وضوح صورته سحابة صفراء تغطي‮ ‬المكان‮.. ‬إلي‮ ‬أن اقترب الشيء من مجلسه وكان‮ »‬توك توك‮« ‬يتسلل وسط عاصفة ترابية صفراء اسكنته صورة الطمأنينة في‮ ‬قلب الثعلب‮.. ‬وقد ايقن ان التوك توك جاء بأحد الزبائن المقيمين بالمنطقة‮.. ‬إلي‮ ‬أن توقف التوك توك علي‮ ‬مقربة من الثعلب هبط منه شابان فارعا القوام في‮ ‬زي‮ ‬أبناء البلد بديا كغرباء عن المكان‮.. ‬تقدما من الثعلب وتساءلا عن اسم شارع‮.. ‬نهض الثعلب مرحبا بالشابين ليجيبهما عن تساؤلهما‮.. ‬قدم احد الشابين الشكر إلي‮ ‬الرجل الذي‮ ‬لحق بهما‮.. ‬أي‮ ‬خدمة‮ ‬يا

بهوات‮.. ‬معايا أحسن مزاج‮!! ‬بادره احد الشابين‮.. ‬أي‮ ‬مزاج‮..‬؟ قال الثعلب‮.. ‬بودرة هيروين‮..!! ‬التذكرة بـ‮ ‬50‮ ‬جنيه بس‮..!! ‬اقترب منه الشابان بينما الثعلب‮ ‬يخرج بضائعه من كيس بلاستيك التقطه من طياته ملابسه،‮ ‬وهنا أطبق الشابان علي‮ ‬الثعلب لشل حركته وقد أمسكا بالكيس الذي‮ ‬معه وفجرا المفاجأة للثعلب بالكشف عن شخصيتهما كانا النقيبان رامي‮ ‬عيد وفؤاد الاسلامبولي‮ ‬معاوني‮ ‬مباحث قسم الجيزة‮.. ‬وقاما باصطحاب الثعلب إلي‮ ‬قسم الجيزة بعد التحفظ علي‮ ‬المضبوطات وهي‮ ‬35‮ ‬تذكرة هيروين و600‮ ‬جنيه وتليفون محمول ومطواة قرن‮ ‬غزال‮.. ‬تبين أن المتهم‮ ‬يدعي‮ ‬حسام سيد احمد وشهرته‮ »‬الثعلب‮«.. ‬لما‮ ‬يحظي‮ ‬به من ذكاء حاد ومكر ودهاء ومهارة التخفي‮ ‬عن عيون رجال المباحث‮.‬

كان اللواء محسن حفظي‮ ‬مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن الجيزة قد تلقي‮ ‬معلومات اكدتها تحريات المقدم عمرو السعودي‮ ‬رئيس مباحث قسم الجيزة تشير إلي‮ ‬قهوجي‮ ‬يمارس تجارة الهيروين بمناطق المنيب والعمرانية وساقية مكي‮.. ‬فأمر اللواء حفظي‮ ‬بسرعة تشكيل فريق بحث تحت اشراف اللواء فايز أباظة مدير ادارة البحث بالمديرية وقيادة العقيد محمد حسين مفتش مباحث الجنوب لضبط المتهم في‮ ‬حالة تلبس مع مراعاة دهاء ومكر تاجر الهيروين‮.. ‬فكانت الخطة التي‮ ‬اسفرت عن ضبطه في‮ ‬حالة تلبس‮.‬

أمر العميد مجدي‮ ‬عبد العال رئيس مباحث القطاع باحالة المتهم إلي‮ ‬النيابة فأمرت بحبسه‮ ‬4‮ ‬أيام علي‮ ‬ذمة التحقيق‮.‬