بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

لا يستحقون.. شرف المواطنة

ما يجرى من أحداث علي أرض الوطن مؤخراً.. علي يد فئة مارقة تتخذ من الدين ستاراً.. وهي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وشريعته.. كان أبعد من أي خيال يجول بالخاطر.
فلقد عُرف عن المصري أنه معتز بوطنه.. فخور بتاريخه.. فقد يتعرض المواطن المصرى لضغوط الحياة.. وضيق الإمكانات.. ولكن أبداً لم يؤثر ذلك علي طبيعته ووطنيته.. فهو دائماً صاحب التعبيرات المبهجة.. والنكات الساخرة.. وأيضاً له ضحكة مجلجلة.. مهما كانت الظروف التي يمر بها.

وكان تمسك المصريين بأرض وطنهم يفوق كل التصورات والحدود.. وأكبر شاهد علي ذلك.. عندما تعرضت مصر لهزيمة نكراء.. لم يكن لجيشها ذنب فيها.. بل كان بسبب خطايا القيادات فيه كانوا عاجزين علي اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب، ولذلك عندما جاء نصر حرب أكتوبر 1973 مدوياً.. كان مفاجأة للعالم كله.. وكان أول المصدومين أعتى العسكريين العالميين.. الذين كانوا يتوقعون ويصرحون بأن «مصر لن تخرج من كبوتها قبل 50 عاماً علي الأقل».. ولذلك كانت إسرائيل يركبها الغرور بدون حدود.. وتُباهي بأن لها الذراع الأطول في المنطقة.. ولكن ما جرى من فن.. واقتدار.. وبسالة.. وشجاعة للجيش المصري وقياداته.. علي أرض سيناء.. دفع قيادات حكم إسرائيل للبكاء الفعلى للولايات المتحدة.. لإنقاذهم.. وتم بالفعل ذلك!! ومازالت حرب أكتوبر تدرس في المعاهد العسكرية حول العالم.
ولذلك ما يقع الآن من جرائم وخيانة سافرة للوطن والشعب المصرى.. من قبل قيادات الإخوان.. ما كانت تتصور من الذي تربوا وكبروا علي أرض مصر.. وأكلوا من خيراتها.. وتعلموا بالمجان.. وبعضهم أُرسلوا في بعثات إلي الخارج.. ووصلوا إلي أعلي المناصب.. وكل ذلك من عرق ودماء.. عامة شعب مصر.
وبعد أن وصلوا إلي سلطة الحكم في مصر انقلبوا إلى أعداء للشعب المصرى.. وضد حضارته التي امتدت لقرون وكانت أم الحضارات.. وكذلك ضد مدنية دولته.. وحاولوا دفعها إلي نظام استبدادى.. فاشي.. يحكمون ويتحكمون فيه.. بدون ردع من دين وقيم أخلاقية يراعونها.
وكشفوا بكل جرأة عن نظرتهم إلى الوطن.. بأنه (حفنة تراب) مثله بالنسبة لهم كأي أرض أخرى في الصومال أو أفغانستان والسودان.. علي سبيل المثال. ومعني ذلك أنهم لا يشعرون تجاه مصر بأي حُرمة أو غلوٍ يمنعهم من التفريط فيه.
ووضح ذلك بتسهيلهم.. من خلال دستور 2012 الذي أعدته جماعتهم والموالون لهم بأن يتنازلوا

عن أراض حدودية شرقاً وغرباً وجنوباً لدول في الجوار.. وأخذوا يرجون لتلك الخيانة الشنعاء.. بدون خجل أو توقف.
ولذلك ففي فترة عام من حكم الرئيس المعزول.. حدث من الخراب الفعلى لمصر علي شتى مفاصل الدولة.. كذلك من تصرفاته وتصريحاته.. ما أساء إلي سمعة مصر وقيمتها ما لم يحدث علي مدار تاريخها المديد.. حتى في عهود الاستعمار الأجنبي.. فالخيانة التي جاءت من داخلنا بتوعد أصحابها من الإخوان.. أما أن يحكموا البلاد.. وألا ستكون دماء أبناء الشعب بحوراً.. ولن يتوقف الإرهاب في الداخل وفي سيناء.. وهذا ما يفعلونه مع مواليهم.. من الجماعات التفكيرية.
وما حدث في إحياء ذكرى محمد محمود.. والذين كانوا ضده في حينه ثم أصبحوا يتباكون عليه الآن.. وهذا من صفاتهم دائماً.. وأيضاً الجريمة التي ارتكبوها.. وتعد خيانة عظمى للوطن.. فهم لا يستحقون شرف أن يحملوا الجنسية المصرية.
بعد أن سحلوا علم مصر علي أرض الميدان.. ثم أحرقوه في مشهد أدمى قلوب المصريين جميعاً.. نعم حرقوا علم مصر الرمز الوطنى للأمة.
علم مصر.. الذي اُستشهد الآلاف من أبناء الوطن في حرب (6 أكتوبر) في سبيل رفعه خفاقاً علي أرض سيناء المباركة.

الكلمة الأخيرة
ليس مستغرباً من جماعة.. لا يشكل لها الوطن قيمة.. بل هو في نظرها حفنة تراب.. ولا تحافظ علي علم الوطن ولا ترفعه.. بل تسحله وتحرقه.
ولا يقومون وقوفاً احتراماً للنشيد الوطني المصرى.. في حين يقفون إكباراً وإجلالاً للسلام الوطني لدول أجنبية.. يطمعون في مساندتهم لجماعتهم.. ولخطتهم في الاستيلاء علي حكم البلاد!!
لك الله يا مصر!!