بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

بالمستندات ملفات الفساد في الرقابة المالية‮ ‬

عندما يلجأ مستثمرون اجانب الي الدكتور اشرف الشرقاوي رئيس الرقابة المالية لحسم موقفهم في الاستثمار بالسوق المحلي‮.... ‬ويكون الرد‮ " ‬اعلي ما في خيلكم اعملوه‮.... ‬وامامكم المحاكم‮... ‬واخبطوا رؤوسكم‮ ‬في الحيط‮ " ‬فان الامر خطير‮... ‬

وان الرسالة واضحة وصريحية بان الرجل ضد الاستثمار الأجنبي،‮ ‬وان مصلحة البلد لاتعنيه‮.... ‬الواقعة لم تكن مشهداً‮ ‬من سيناريو مسرحية او فيلم وانما حقيقة حدثت علي أرض المحروسة‮.‬
»‬الشرقاوي‮« ‬الذي هبط علي الرقابة في ظروف استثنائية،‮ ‬ولم تتجاوز فترة رئاسته‮ ‬3‮ ‬اشهر تجرع السوق والمستثمرون علي يدية كل انواع الظلم‮ ‬،‮ ‬ولكن ماذا يمكن فعله والثورة لم تغير في الأمر شيئاً‮.‬
الرقابة التي فشلت في‮ ‬غسل يدها من فساد رجال الاعمال وتربحهم‮ ‬غير المشروع وعلي حساب صغار المستثمرين عبر صناديق الاوفشور التي التهمت الاخضر واليابس‮ ‬،وغضت الرقابة الطرف عنها‮ ‬،‮ ‬بمنطق‮" ‬لا من شاف ولا من دري‮ " ‬باعتبارها صناديق رجال اعمال مشاهير‮ "‬ممنوع الاقتراب او التصوير‮" ...‬وقفت ضد مجموعة مستثمرين اجانب‮ ...‬كل الخطأ الذي ارتكبوه‮ "‬الرغبة في الاستثمار في السوق المحلي‮ " ‬ليكون العقاب علي يد‮ "‬الشرقاوي‮" ‬بالرفض مع سبق الاصرار والترصد‮.‬
البداية سجلت في‮ ‬29‮ ‬مايو‮ ‬2007‮ ‬عندما تقدم مجموعة من المستثمرين الاجانب لتأسيس شركة يهدف نشاطها الي المساهمة أو الاشتراك في رؤوس داخليا وخارجيا بنظام المناطق الحرة خارج البلاد،‮ ‬برأس مال مصدر بنحو‮ ‬2‭.‬7‮ ‬مليون دولار،‮ ‬وبرأس مال مرخص يبلغ‮ ‬20‮ ‬مليون دولار،‮ ‬وتمثل نسبة الجانب الاجنبي في الشركة‮ ‬77‭.‬092٪‮ ‬والمصري‮ ‬22‭.‬908٪،‮ ‬‭ ‬الي هذا الحد الامر يبدو مقبولا والأمور تسير وفقا لعملية تشجيع الاستثمار المحلي والاجنبي‮ ‬،وعلي هذا الحال بدأ المستثمرون في انتهاج الاجراءات القانونية اللازمة‮ ‬،‮ ‬وبذلك تم اخطار قطاع المناطق الحرة بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بموافقة اللجنة الفنية الدا مة لشئون المناطق الحرة في‮ ‬26‮ ‬اغسطس‮ ‬2007‮ ‬علي اقامة المشروع من حيث المبدأ،‮ ‬ولكن طلبت الهيئة موافقة هيئة سوق المال وقتها‮ ‬،وفي هذه الاثناء طلب المستثمرون تعديل رأس المال الي‮ ‬5‮ ‬ملايين دولار بالتالي ايضا تم تعديل المشروع ليصبح‮ ‬50‮ ‬عاما‮ ‬،وتمت الموافقة علي طلب المستثمرين‮ ‬،‮ ‬والامور بدأت تسير بصورتها الطبيعية‮. ‬
وقامت الادارة المركزية للتأسيس والترخيص بسوق المال بإخطار المناطق الحرة بالهيئة العامة للاستثمار ان الهيئة‮ "‬ليس لديها مانع من اقامة المشروع وفقا لاحكام القانون‮ ‬8‮ ‬لعام‮ ‬97‮ ‬بنظام المناطق الحرة مع تقديم المستندات اللازمة المتعلقة بالترخيص للحصول علي مزاولة النشاط‮ ".‬
وبالفعل لم تكذب مجموعة المستثمرين اي خبر وسرعان ما قاموا بانهاء الاوراق واجراءات التأسيس واتخاذ كافة الاجرا ات المطلوبة،‮ ‬ومنها سداد الرسوم المستحقة لاستخراج التراخيص‮.‬
الي هذا الحد والمستثمرون لم يرتكبوا أي خطأ في الاجراءات،‮ ‬لكن ماذا حدث،‮ ‬فرمان
لم يعلم احد مصدره رفضت الرقابة المالية اصدار الترخيص،‮ ‬رغم ان الرقابة المالية هي نفسها التي ساهمت في تأسيس صناديق الاوفشور التي كان في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب والنصب وسرقة اموال صغار المستثمرين،‮ ‬لكن ماذا تقول في صناديق يمتلكها رجال اعمال كبار ومن النظام السابق‮ ‬،‮ ‬وكان علي الرقيب الاستجابة أما المستثمرون الجادون الذين يبحثون عن الاستثمار الحقيقي‮ ‬،‮ ‬فليس من حقهم الاستثمار‮.‬
حاول المستثمرون البحث عن مبرر لمعرفة رفض الترخيص إلي ان الرقابة ادعت انها ارسلت الي الشركة المراد تأسيسها باصدار الترخيص عبر البريد‮ ‬،ولكن الشركة لم تستلم الخطاب وكان الرد من منطلق‮" ‬فض مجالس‮ "‬،الا ان راحت الرقابة المالية تبحث عن‮" ‬ثغرة‮ " ‬طوال‮ ‬4‮ ‬سنوات الماضية الي ان خرج‮" ‬الشرقاوي‮" ‬بمرر‮ ‬غريب بعد ان تكبد المستثمرون أموالاً‮ ‬طائلة لتأسيس الشركة‮ ‬،‮ ‬وكان مبرر‮" ‬الشرقاوي‮ " ‬الذي‮ ‬غفل تطبيق القوانيين علي صناديق الاوفشور‮ ‬،وراح يبتكر مبرارات لا ذنب للمستثمرين فيها‮ ‬،بانه تم اخطار الشركة بتاريخ‮ ‬12‮ ‬مايو الماضي‮ "‬بضرورة توفيق اوضاع الشركة للعمل وفقا لأحكام القانون رقم‮ ‬95‮ ‬لسنة‮ ‬1992‮" ‬وطبعا هذا الاخطار بحسب تعبير وائل عوض المستشار القانوني للشركة يتعارض مع ما حمله اخطار وكتاب الادارة المركزية للتأسيس والترخيص بالرقابة المالية‮ ‬،‮ ‬رغم ان الرقابة هي نفسها من وافقت قبل ذلك‮ ‬،‮ ‬بالاضافة الي ان فرمان‮ "‬الشرقاوي‮ "‬برفضة منح الشركة الترخيص‮.‬
الغاء قرار الرقابة وفرمان‮ »‬الشرقاوي‮« ‬الذي أثار جدلاً‮ ‬ساخناً‮ ‬ورفضاً‮ ‬تاماً‮ ‬لشخصه في مجتمع سوق المال رغم المدة الوجيزة في الرقابة رئيسا مطلب‮ "‬عوض‮".. ‬فهل تصحح الرقابة المالية اوضاعها المقلوبة لمصلحة الاستثمار الاجنبي ام ان الثورة لم تصل بعد للرقابة‮ .... ‬ام يظل الشرقاوي‮ »‬يستخف بالمستثمرين الجادين والاكتفاء بالرد اخبطوا رؤوسكم في الحيط وامامكم المحكمة‮«‬،‮ ‬بحسب قول‮ »‬عوض«؟