بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مصطفي‮ ‬النحاس رائد الإصلاح الاجتماعي‮ ‬


رب قائل‮ ‬يقول‮: ‬ماذا عاد علي‮ ‬الأمة من صراع مصطفي‮ ‬النحاس مع الملك؟ وماذا عاد علي‮ ‬الوطن من كفاح مصطفي‮ ‬النحاس. لقد كان الأحري‮ ‬بالوفد أن‮ ‬يوجه جهوده الي‮ ‬بناء الانسان المصري‮ ‬ومحو أميته من خلال مدارس أو فصول تشرف عليها لجان الوفد العديدة المنتشرة في‮ ‬المدن والقري؟

وردا علي‮ ‬ذلك‮ ‬يقول‮:‬

1‮- ‬لولا الوفد وسعد ومن بعده مصطفي‮ ‬النحاس لخلت ساحة مصر من ذلك النضال المرير الذي‮ ‬عاشته عشرات السنين مطالبة سلطات الاحتلال الغاشم بالاستقلال التام لوادي‮ ‬النيل‮ »‬مصره وسودانه‮« ‬القنال وعواصم المحافظات ولظلت مصر حتي‮ ‬اليوم تحتلها جيوش الاحتلال في‮ ‬كل مكان‮.‬

2‮- ‬لولا الوفد،‮ ‬وسعد ومصطفي‮ ‬من بعده ما ارتفع صوت‮ ‬ينادي‮ ‬بالحرية،‮ ‬ويدافع عن الدستور،‮ ‬وان الأمة مصدر السلطات‮.‬

3‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس لما تكون رأي‮ ‬عام‮ ‬ولأصبح الملك وحاشيته ومن‮ ‬يدورون في‮ ‬فلكهم دون سواهم،‮ ‬يحكمون مصر حسب هواهم،‮ ‬ورغب مشيئتهم‮.‬

4‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس لحكمت مصر حكما شموليا،‮ ‬بالحديد والنار،‮ ‬كهذا الحكم الذي‮ ‬عشناه أكثر من ربع قرن من الزمان،‮ ‬ووصلنا علي‮ ‬يديه الي‮ ‬أزمات في‮ ‬كل ناحية من نواحي‮ ‬الحياة‮.‬

5‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ورجال الوفد الأبرار ما كان لنا تاريخ‮ ‬يذكر ولا أمجاد تسطر‮.‬

6‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما سجل لنا التاريخ تلك الوقفه التي‮ ‬وقفها نواب الشعب‮ ‬يحطمون السلاسل التي‮ ‬وضعتها الحكومة علي‮ ‬أبواب مجلس النواب سنة‮ ‬1930‮ ‬لتحول دون اجتماعهم بالقوة الغاشمة ولكنهم أبوا فحطموها بالمعاول بأمر من ويصا بك واصف رئيس المجلس ومساندة حرس البرلمان وانتصرت ارادة الشعب علي‮ ‬ارادة الحكومة الخارجة علي‮ ‬ارادة الشعب‮.‬

7‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما كانت ثورة عمال ترسانة السكك الحديدية ضد حكومة صدقي‮ ‬باشا سنة‮ ‬1930‮ ‬وسقط منهم عشرات الشهداء مطالبين بالحرية وعودة دستور سنة‮ ‬33‮ ‬الذي‮ ‬اكتسبه الشعب بجهاده وكفاحه‮.‬

8‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما قامت ثورة الطلبة سنة‮ ‬1935‮ ‬التي‮ ‬كان من شهدائها عبدالحكم الجراحي‮ ‬وعبدالمجيد مرسي‮ ‬وعلي‮ ‬طه مطالبين بالغاء دستور سنة‮ ‬30‮ ‬وعودة الحريات ودستور سنة‮ ‬1923‮ ‬واتحاد الزعماء في‮ ‬جبهة وطنية برئاسة‮ »‬مصطفي‮ ‬النحاس‮«.‬

9‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما وقعت معاهدة سنة‮ ‬36‮ ‬التي‮ ‬كان من أثرها جلاء قوات الاحتلال عن القاهرة والاسكندرية وعواصم المحافظات فورا والجلاء التام في‮ ‬1956‭/‬6‭/‬18‭.‬

10‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما ألغيت الامتيازات الأجنبية سنة‮ ‬1937‮ ‬في‮ ‬مؤتمر مونتريه علي‮ ‬يد مصطفي‮ ‬النحاس‮ - ‬ولظل سيفها مسلطا علي‮ ‬رقاب كل مصري‮ ‬حتي‮ ‬اليوم مما‮ ‬يجعله في‮ ‬مركز أحط وأدني‮ ‬من مركز الأجنبي‮. ‬ولما اطلق‮ ‬يد المشرع المصري‮ ‬في‮ ‬المساواة بين الأجنبي‮ ‬والمصري‮.‬

11‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما كانت مظاهرات الطلبة سنة‮ ‬46‮ ‬التي‮ ‬أسقطت معاهدة صدقي‮ ‬بيفن في‮ ‬المهد‮ - ‬وحالت دون مد امتياز قنال السويس‮.‬

12‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما جرؤ حاكم مصري‮ ‬علي‮ ‬إلغاء معاهدة‮ ‬1936‮ ‬التي‮ ‬قال فيها مصطفي‮ ‬النحاس تحت قبة البرلمان قوله سمعتها الدنيا باسرها‮ »‬من أجل مصر وقعت معاهدة سنة‮ ‬36‮ ‬ومن أجل مصر اطالبكم اليوم بالغائها‮«.‬

13‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما كانت معركة القنال‮.. ‬تلك التي‮ ‬ساندتها الحكومة في‮ ‬مواجهة قوات الاحتلال في‮ ‬السر والعلن بالقول والعمل‮.‬

14‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما استصدرت وزارته قانونا أثناء معركة القتال‮ ‬يقضي‮ ‬بتحريم اشتغال العمال المصريين بقاعدة القنال البريطانية سنة‮ ‬51‮ ‬فأصبحت القاعدة بمقتضاه خرابا‮ ‬يبابا بسبب تجاوب العمال تجاوبا لا حد له بدافع من جارف وطنيتهم‮.‬

15‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما كانت معركة رجال شرطة محافظة الاسماعيلية‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير سنة‮ ‬1952‮ ‬الذين رفضوا فيه اخلاء ثكناتهم تنفيذا لأوامر فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وواجهوا قوات المحتل في‮ ‬قوة‮ ‬غير متكافئة ايمانا بحق وطنهم‮.. ‬وسقط منهم

عشرات الشهداء‮.. ‬واتخذ رجال الشرطة هذا اليوم عيدا وطنيا لهم‮ ‬يحتفلون به كل عام‮..‬

16‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس لخلا تاريخنا من ذلك النضال الذي‮ ‬سطره التاريخ لجيل ثورة سنة‮ ‬1919‭.‬

17‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس ما كانت الحركة الجيش‮ »‬23‮ ‬يوليو سنة‮ ‬52‮« ‬فهي‮ ‬أثر من آثار الوطنية التي‮ ‬سرت مسري‮ ‬الكهرباء بفضل جهاد مصطفي‮ ‬النحاس وزملائه من رجالات الوفد وصحافته وكتابه الأحرار‮.‬

18‮- ‬لولاء الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس‮.. ‬ما بقي‮ ‬لمصر دستور،‮ ‬وما قاد بها قضاء ولا عدل ولا ميزان‮.‬

19‮- ‬لولا الوفد ومصطفي‮ ‬النحاس‮.. ‬لانطفأت جذوة الوطنية المصرية ولما كانت مصر في‮ ‬جميع مجالاتها الوطنية والاقتصادية والثقافية والأدبية والخطابية والفكرية والفنية وفي‮ ‬شتي‮ ‬مجالات الحياة‮. ‬فالوفد باعث الحياة في‮ ‬مصر،‮ ‬ونضال سعد ومن بعده مصطفي‮ ‬النحاس هي‮ ‬النار التي‮ ‬أشعلت في‮ ‬النفوس انتفاضات الشعب وثوراته،‮ ‬لم تقم هذه الحركات من فراغ‮ ‬ولكن الداعي‮ ‬لها والباعث عليها والمزكي‮ ‬لقيامها هو الوفد بزعامتهم وانه الصخرة التي‮ ‬تحطمت عليها كل قوي‮ ‬الشر وكل قوي‮ ‬الطغيان وان مصطفي‮ ‬النحاس خير قائد لأعظم أمة في‮ ‬أحلك الأوقات‮.‬

أما القول بتفرغ‮ ‬الوفد عن طريق لجانه ببناء الانسان المصري‮ ‬فهو قول نظري‮ ‬خال من التعمق والفكر اذ كيف نطالب الوفد وهو‮ ‬يقود معركتين أساسيتين شرستين الأولي‮ ‬مع محتل‮ ‬غاصب والثانية مع طاغ‮ ‬مستبد‮ ‬يريد أن‮ ‬يسلب الشعب جميع حقوقه وحرياته حتي‮ ‬آخر‮ ‬يوم من أيام حكمه ورأي‮ ‬من حوله جماعة المستوزرين تؤيده وتسانده في‮ ‬عدوان دائم علي‮ ‬الدستور عن طريق حاشيته وأعوانه والمستوزرين أن نطالب الوفد بالانصراف عن خطير الأمور في‮ ‬حياة الشعب‮. ‬وحقه في‮ ‬الحرية والاجتماع وفيما كفله الدستور له من كافة الحقوق في‮ ‬الأمة مصدر السلطات وكلمتها هي‮ ‬العليا‮.. ‬وحكامها خدامها‮.. ‬ننصر عن ذلك لكي‮ ‬يصبح حاكمها السيد الأعلي‮ ‬والبقية هي‮ ‬العبيد‮. ‬يأمر فيطاع‮ .. ‬لا معقب لحكمه‮.. ‬ونكتفي‮ ‬بأن نعلم الناس القراءة والكتابة أو نثقفهم‮.. ‬وقد‮ ‬يحال بيننا وبينهم‮.. ‬بدعوي‮ ‬ان الاجتماعات السياسية ممنوعة بحكم القانون الذي‮ ‬في‮ ‬استطاعتهم أن‮ ‬يضعوه ثم تعالوا معي‮ ‬نتساءل وهذه حركة الجيش منذ قيامها في‮ ‬يوليو سنة‮ ‬1952‮ ‬حتي‮ ‬اليوم بمسمياتهم المختلفة‮ »‬هيئة التحرير‮ - ‬الاتحاد القومي‮ - ‬الاتحاد الاشتراكي‮ ‬تنظيم الوسط‮ - ‬حزب مصر‮ - ‬الحزب الوطني‮« ‬وهي‮ ‬السلطة العليا في‮ ‬البلاد أليس من حقنا أن نتساءل‮: ‬لماذا لم توجه جهودها لبناء الانسان المصري‮ ‬علي‮ ‬امتداد خمسين عاما منذ قيامها خصوصا بعد أن تخلصنا من الاحتلال البريطاني؟‮.‬