بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

بلاغ لوزير الداخلية

لعل من أعظم نتائج ثورة 30 يونية هى التحام الشعب والشرطة وانتهاء الهوة النفسية التي كانت بمثابة «شرخ» شديد في العلاقة بين الطرفين «الشعب والشرطة».. ولأول مرة نرى المواطنين بل والمتظاهرين يرفعون رجال الشرطة على الأعناق، بل ولأول مرة أيضاً تقوم الشرطة بتوزيع العصائر والمياه المثلجة على المواطنين بالميادين.

هذه الصورة الجميلة كانت تسعدني وتدخل السرور إلى قلبي كلما تذكرت أن ثورة يناير قد قامت في الأساس ضد عنف الشرطة وتجاوزاتها - طبعاً هناك أسباب أخرى - لكن السبب الأبرز كان «تجاوزات» الشرطة لذلك جاء اختيار الشعب لـ 25 يناير وهو يوم عيد الشرطة ليكون يوم القضاء على غطرسة وتجاوزات هذا الجهاز ضد الأبرياء، وخلال أيام قليلة تراجعت الشرطة وأصيبت بانكسار نفسي لم تشهد له مصر مثيلاً إلا عندما أصابت نفس الحالة ضباط وجنود القوات المسلحة بعد هزيمة 67.
بل إن جنود الشرطة كانوا يختبئون ويهربون من نظرات الناس، بل وصل الأمر بالناس للتنكيل وارتكاب التجاوزات المرفوضة ضد رجال الشرطة.. لماذا أردد على أسماعكم وعيونكم هذه الكلمات الآن؟!
أذكرها حتى نتذكر وحتى لا ينسى رجل الشرطة هذه الحقائق، وتلك الأيام خاصة أن رجال الشرطة الآن يدفعون حياتهم ودماءهم كل يوم فداء لمصر وشعبها وكل يوم جديد تدفع الشرطة بأحد أشرف ابنائها للشهادة لذلك أحزن عندما أسمع عن تصرف «فردي» لضابط شرطة يعد مثالاً بشعاً للتجاوز الأخلاقي والمهني، وغالباً ما يحدث هذا للأسف من صغار الضباط الذين لا يصدقون أنفسهم وأنهم أصبحوا ضباطاً يحملون الدبابير فوق أكتافهم وتعالوا نروي سبب كتابتي لهذا المقال..
ففي تمام الساعة الثالثة عصر يوم الجمعة

الماضي وبالقرب من مبنى ماسبيرو وقبل الوصول لميدان عبد المنعم رياض كانت تقف لجنة شرطية بها اثنان من الضباط الشبان  وكان أحدهما يعامل ركاب الدراجات البخارية بكل سوء أدب وإهانة، بل وصل به الأمر لاستيقاف رجل تعدى الخمسين من العمر، وله لحية خفيفة، وهنا أخذ هذا الضابط الشاب في توجيه الإهانات والسباب للرجل الذي هو في سن والده، بل وأخذ يشد لحيته ويهينه والرجل يقسم للضابط أنه ضد الاخوان ويكرههم بل انهم احرقوا محلاً تجارياً له بالبضاعة، ومع ذلك لم يرحمه الضابط وواصل مسلسل اهانة الرجل رغم أنه قدم للضابط رخص القيادة الخاصة به وبالمركبة.
كل ذلك أمام أعين المارة وكان ابن شقيقي شاهداً عليه، وأنا هنا أحذر من التجاوزات الفردية لأمثال هذا الضابط.. بل أحذر من نفاد رصيد الشرطة لدى الشعب، ياسادة نحن نريد عودة الشرطة للشارع لكن بلا تجاوزات يا سادة حافظوا على الحالة الحميمية التي تربطكم بالشعب، وأنا واثق أن الوزارة لن تتهاون في ردع أمثال هذا الضابط الأرعن ونحن في انتظار التحقيق في هذا البلاغ.