بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮"‬أبو حديد‮" ‬يدمر‮ "‬35‮" ‬غابة في‮ ‬مصر

لم‮ ‬يقتصر دور الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة الحالي‮ ‬علي‮ ‬إفشال دور مراكز البحوث الزراعية‮ ‬،التي‮ ‬كان‮ ‬يتولي الإشراف عليها قبل أن‮ ‬يصبح وزيراً،بل امتد مسلسل الفشل إلي‮ ‬الإدارات الزراعية والأخري بعد توليه الوزارة‮ ‬،

ومن بينها الإدارة المركزية للتشجير،‮ ‬والتي‮ ‬تشهد تدهوراً‮ ‬وتخريباً‮ ‬بمعدلات سريعة‮. ‬لم‮ ‬يبذل الدكتور‮ "‬أبو حديد‮" ‬مجهوداً‮ ‬كبيراً‮ ‬بسبب خبرته السابقة في‮ ‬إفشال الإدارات الزراعية،‮ ‬واكتفي‮ ‬بجرة قلم تتمثل في‮ ‬تعيين أحد أتباعه علي‮ ‬رأس هذه الإدارة وهو الدكتور عمرو رأفت ربيع‮.‬

وعلي الفور‮ .. ‬بدأ العاملون بالإدارات المختلفة بقراءة الفاتحة علي‮ ‬روح إدارة التشجير،‮ ‬ولم‮ ‬يخيب الدكتور عمرو ظنهم‮ ‬،‮ ‬فسرعان ما قام بعزل الخبراء في‮ ‬مجال التشجير‮ ‬،‮ ‬وخصم حوافز العاملين من الإدارة ليقتل حماسهم في‮ ‬القيام بمهامهم والخروج في‮ ‬مأموريات لمراقبة الغابات والمشاتل والتفتيش عليها،‮ ‬ومن‮ ‬يعترض فمصيره الاضطهاد أو النيل التعسفي‮.‬

وبدأ في‮ ‬خطوات التخريب المتعمد،‮ ‬بإيقاف مشروع تدوير المخلفات النباتية،‮ ‬الذي‮ ‬يشرف عليه د‮. ‬مدحت عدلي‮ ‬ميخائيل،‮ ‬ثم قام بنقل ميخائيل نفسه،‮ ‬تقديرا‮ ‬ًلمجهوده في‮ ‬تصميم المشروع إلي‮ ‬مشتل الدقي‮!‬

كما قام د‮. ‬عمرو بعزل المهندس ربيع عبد الراضي‮ ‬مدير إدارة‮ (‬ادفو‮) ‬التخصص في‮ ‬زراعة الأشجار الخشبية ويمن مهندس مقرب إليه كمدير للغابة الشجرية بإدفو‮. ‬

كما رفض أيضاً‮ ‬طلب حسن نصار المسئول عن عهدة مستلزمات وخامات بالإدارة،‮ ‬لتركيب شباك حديدي،‮ ‬خوفاً‮ ‬من التعرض للسرقة،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي مذكرة لاعتبار كل شخص مسئولاً،‮ ‬مشترطاً‮ ‬من لم‮ ‬يجد نفسه قادراً‮ ‬علي‮ ‬الحفاظ علي‮ ‬عهدته‮ ‬يترك مكانه‮.‬

كما قام عزل أبو المعطي‮ ‬فني‮ ‬الري‮ ‬المتخصص في‮ ‬صيانة شبكات ري‮ ‬الغابات‮ .‬

ترجع أهمية مشاريع الغابات الشجرية المعرضة للاحتضار إلي‮ ‬أنها تدعم بقوة الاقتصاد المصري‮.‬

تقوم هذه المشاريع بحل العديد من المشاكل الخاصة بالبنية،‮ ‬إضافة إلي‮ ‬أنها توفر أكثر من نصف مليار جنيه من الأخشاب التي‮ ‬تستوردها مصر،‮ ‬وتساهم في‮ ‬التخلص من مياه الصرف بشكل علمي‮ .‬

وبدأ المشروع عام‮ ‬96‮ ‬وتم ري‮ ‬الغابات بمياه الصرف المعالج‮ ‬،للتخلص منها بشكل آمن بدلاً‮ ‬من تلوث مياه النيل أو الشواطئ‮ ‬البحرية،‮ ‬وتم إنشاء‮ "‬35‮"‬غابة من أجود الغابات علي‮ ‬مستوي‮ ‬محافظات مصر،والتي‮ ‬وفرت كثيراً‮ ‬من العائدات المصروفة علي‮ ‬مشروعات الصرف‮ ‬،وتم إدخال أصناف جديدة من الأشجار الخشبية،‮ ‬للنهوض بأنواع محلية ذات عائد اقتصادي‮ ‬مثل الجاتروفا والنيم والكايا،‮ ‬وساهمت هذه الغابات في‮ ‬إقامة مشروعات ذات عائد مجز مثل مشروع تربية دودة القز لإنتاج الحرير وتوفير المواد الخام اللازمة لصناعة الورق‮.‬

كما تمت زراعة المناطق الصحراوية وتقليص مساحة

التصحر لصالح المساحات الخضراء،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬الغابات التي‮ ‬تروي‮ ‬بطرق الري‮ ‬الحديثة،‮ ‬والتي‮ ‬تحافظ علي‮ ‬المخزون الاستراتيجي‮ ‬من المياه الجوفية لتحسين المناخ‮. ‬

كما تم استغلال هذه الغابات في‮ ‬مشروعات الجذب السياحي،‮ ‬وأخيراً‮ ‬فإنها تعبر عن نشاط دبلوماسي‮ ‬علي‮ ‬الأرض‮ ‬يوطد علاقات مصر مع شعوب العالم لأن أغلب الغابات تم إنشاؤها باستثمارات خارجية في‮ ‬إطار مشروعات صداقة مثل‮: ‬غابات الصداقة المصرية‮ - ‬الصينية بمدينة السادات بمحافظة المنوفية،‮ ‬وغابة الصداقة المصرية‮ - ‬التونسية بمدينة سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية وغابة الصداقة المصرية‮ - ‬اليابانية بوادي‮ ‬النطرون بمحافظة البحيرة‮ ‬،‮ ‬وغابة الصداقة المصرية‮ - ‬البور كينية بمدينة الصف بالجيزة‮.‬

كل هذه المزايا والإنجازات معرضة للخطر الجسيم،‮ ‬بسبب جرة قلم من وزير الزراعة،‮ ‬بعد أن قام بوضع هذه المشروعات ضمن القائمة التي‮ ‬يجب تدميرها،‮ ‬بسرعة قبل أن‮ ‬يرحل من الوزارة‮ ‬غير مأسوف عليه‮.‬

وقد بدأت خطة التدمير بإهدار البنية التحتية للغابات والمشاتل من شبكات ري‮ ‬ومحطات فلاتر ومباني‮ ‬ووسائل نقل ومعدات زراعية تقدر بالملايين‮ ‬،حيث تصل تكلفة الفدان الواحد‮ ‬6000جنيه‮.‬

كما تم إهدار جهود طاقم المهندسين والفنيين المتخصصين في‮ ‬أعمال الغابات والمشاتل الذين حصلوا علي‮ ‬درجات من التميز والتفوق،‮ ‬نظراً‮ ‬لتلقيهم دورات تدريبية متقدمة في‮ ‬دول العالم‮ .‬

وتم إهدار جهود دبلوماسية تم بمقتضاها منح مصر،ملايين الجنيهات لإقامة هذه المشاريع،لم‮ ‬يتحمل العاملون بالمشاريع رؤية حلمهم‮ ‬ينهار أمام أعينهم،‮ ‬فتقدموا بمذكرة إلي‮ ‬د‮. ‬عصام شرف رئيس الوزراء للمطالبة برحيل د‮. ‬عمرو رأفت ربيع رئيس الإدارة المركزية‮ ‬للتشجير والبيئة‮ ‬،اتهموه فيها بتخريب اقتصاد مصر‮. ‬

والسؤال الآن‮: ‬هل‮ ‬يتحمل د‮. ‬عمرو المسئولية وحده أم أنه كان مجرد أداة في‮ ‬يد الدكتور‮ "‬أبو حديد‮ "!!‬