بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

آرثر ميللر يرفع راية العصيان فى وجه التوحش الرأسمالى

 آرثر ميللر
آرثر ميللر

عرف كثيرون أرثر ميلر عندما تزوج من الفنانة العالمية مارلين مونرو، لكن لم يقف كثيرون حول إبداعاته فى مجال المسرح والرواية.

إن « ميللر « المولود فى أكتوبر 1915 فى عائلة يهودية بمدينة نيويورك الأمريكية، وعاش سنواته الأولى فى بؤس وحرمان نتيجة فقر عائلته فى ظل ظروف الكساد العامى الذى هز أمريكا خلال حقبة الثلاثينيات، وبدأ بكتابة المسرحيات ليترجم مناخ المحنة الذى يعيش فيه. درس آرثر الصحافة ثم تركها ليتخصص فى الأدب الانجليزى مما مكنه من الاطلاع على روائع الأدب العالمى منذ وليم شكسبير.
اتهم «ميللر» بالشيوعية بسبب آرائه الاجتماعية الواضحة التى ظهرت جلية فى عدد من مسرحياته مثل «المحنة»، «كلهم أبنائى» وتم اقتياده عدة مرات إلى المحاكمة بسبب انتقاداته للسياسة الخارجية الامريكية. تزوج «ميللر» من  الممثلة العالمية مارلين مونرو لكن زواجهما لم يطل كثيرا إذ تم طلاقهما بعد خمسة سنوات.
وكان «ميللر» من أشد معارضى حرب فيتنام وحوكم لأكثر من مرة بسبب ذلك ،وتوفى آرثر ميللر عن عمر يتجاوز الـ89 عاما بعد اصابته بالسرطان عام 2005 .
وحصل «ميللر» على عدة جوائز عالمية أبرزها جائزة «بوليترز» و«تونى» فضلا عن لقب رائد الدراما الحديثة من أسبانيا. 
وتعد مسرحية «موت بائع متجول» واحدة من صور الاحتجاج التي كتبها ميللر واعتبرها النقاد بـ(صائدة الجوائز) بسبب حصولها على عدة جوائز.
تحكى القصة حياة  شخص اسمه «لومان» الذي تحاصره ضغوط الحياة العصرية  بمادياتها ورسميتها حتى اصبح غير قادر على السيطرة على حياته. إنه

يواجه زملاء باردين أصدقاء غير جديرين بالصداقة ورؤساء لا ينظرون إلا الى مصالحهم وحتى أفراد أسرته لا يهتمون إلا بأنفسهم . إنها مثال واضح للحياة الأمريكية المادية التى يتحول فيها الإنسان إلى مجرد آلة عليها أن تعمل وتنتج بدون توقف حتى تنتهى رحلتها على الأرض.
يحاول البطل مقاومة قيم المادي والتفسخ الاجتماعى والأنانية طارحا عاطفة جياشة ومفردات حب لا محدودة تجاه المحيطين به ، لكن بلا طائل . ثم يتحول إلى طريق الانكار والرفض والنضال بشدة وقوة ضد هذه القيم وهو ما يتجلى فى انتقاده المستمر لرؤسائه القساة وزوجته العاجزة وأبنائه الذين لا يهتمون بغير ذواتهم، وضعفه الشخصي أمام المغريات، حتى ينتهي به الحال إلى الانتحار، نتيجة تقبله للقيم الزائفة للمجتمع الأميركي المعاصر، قيم التنافس والكسب السريع والولع بالاقتناء.
وقد اعتبر النقاد هذه المسرحية أعنف رسالة نقد للمجتمع الامريكى بماديته وقسوته على الرغم من الحلم المروج له حول الوطن الامريكى المتخم  بالرفاهية والمتعة والرخاء.