بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

فساد "مبارك" و"الإخوان" خلفية لمسلسلات رمضان

مشهد من مسلسل موجة
مشهد من مسلسل "موجة حارة"

«رائحة الفساد التى زكمت الأنوف فى نهاية حكم مبارك.. والتى كانت السمة الأساسية  لفترة حكم مرسى.. هى الملمح الرئيسى لمعظم المسلسلات الرمضانية التى تعاملت مع الأزمات التى مرت بالمصريين فكانت المعلل لما وصلت اليه السياسة الآن».

خالد صالح يقدم الشخصية النمطية لرجال الأعمال الفاسدين فى عصر مبارك والذين يفعلون أى شيء للحصول على الأموال ثم يصبحون من رجال الدولة المحركين للأحداث.. ويعد «فرعون» نموذجا حقيقيا أصبح موجودا في حياتنا», ممثلا  لطبيعة الشخصيات الصاعدة من القاع إلى القمة. والمسلسل يفسر لنا كواليس العديد من عمليات البلطجة التى شاهدناها فى حياتنا خلال السنوات الماضية.
أما فى «بدون ذكر أسماء» فنحن أمام الكتالوج الأصلى لشخصية المتأسلمين وتاريخ صعودهم وانتشارهم والأسباب السياسية والاجتماعية التى أدت الى تواجدهم.والكاتب وحيد حامد بمثابة الجراح الذى يضع يده على الجرج ويشير الى أسبابه لعل وعسى نجد العلاج.
ولأن إلهام شاهين صاحبة موقف ضد المتأسلمين وبينهم قضايا لذلك اختارت مسلسل «نظرية الجوافة» التى أوقفت إلهام تصوير حلقاته الأخيرة منه حتى يتم تغيير السيناريو ليتناسب مع الأحداث الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، خاصة أن أحداث العمل تدور حول انتقاد جماعة الإخوان المسلمين والنظام الذى حكم مصر بعد ثورة يناير 2011 لذلك ضمت مسيرة الفنانين والمثقفين التى تحركت يوم 30 يونيو من وزارة الثقافة إلى دار الأوبرا المصرية حتى ميدان التحرير ليكون مشهد النهاية فى مسلسل «نظرية الجوافة». إلى جانب إضافة مشاهد حقيقية من الثورة فى كل الميادين المصرية، لتكون نهاية المسلسل الذى قدم عددا كبيرا من الإفيهات وبعض تصرفات وتصريحات محمد مرسى وحكومته، ومن خلال المسلسل تم رصد الاكتئاب الذى أصاب الشعب فى إطار كوميدى ساخر من خلال شخصية إلهام التى تؤدى  دور طبيبة نفسية تعالج عددا من المرضى المصابين بحالات اكتئاب بسبب ما حدث فى مصر فى السنة الماضية. الطريف أن هناك الكثير من الدعوات التى طالبت بمقاطعة مسلسل «نظرية الجوافة» هذا العام والتى ظهرت مع أول عرض لبرومو العمل على شاشات القنوات الفضائية.
أما مسلسل «اسم مؤقت» فهو يطرح صورة مصغرة لما حدث داخل الحملات الانتخابية الرئاسية والتى استخدمت فيها كل الوسائل والأساليب اللاأخلاقية, ومسلسل «اسم مؤقت» للمخرج أحمد نادر جلال يقدم شخصية يوسف الشريف رجل أعمال ثري عائد من الخارج لتمويل حملة دعائية لمرشح رئاسي مرموق والمقابل هو مزيد من النفوذ فى حالة فوز المرشح. أى اننا أمام فساد سياسى. وأعتقد أن شخصيتى المرشحين الرئسيين بهما الكثير من صفات مرشحى انتخابات 2011.
ومسلسل «ألف سلامة» للمخرج حسام النبوي يلعب أحمد عيد شخصية  لص يسطو  على مدرسة حكومية وأثناء السطو تظهر صورة على الحائط للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك فيسرقها اللص قائلا: «إذا فشلت في بيعها كصورة سأربح من بيع الإطار الخاص بالصورة».
مسلسل «الداعية» للمخرج محمد جمال العدل من الأعمال التى بها قدر كبير من الشجاعة لأن به هجوما كبيرا على الإخوان، خاصة أن المسلسل صور بالكامل قبل 30 يونية ولعب هاني سلامة دور داعية إسلامى يعد نموذجا لظاهرة الدعاة المتشددين والذين يكسبون من غلوهم أموالا طائلة الى جانب شخصية «بسمة» المعبرة عن وجهة نظر التيارات الليبرالية والعلمانية تجاه من ينتمون إلى التيار المتأسلم ودورها فى مكافحة الإخوان وكذبهم.
أما «على كف عفريت» لخالد الصاوى فيقدم  شخصية «فاضل أبو الروس» الذى ندخل معه الى عالم فساد كبار رجال الأعمال وما حدث لهم أثناء ثورة 25 يناير ومتابعتهم للثورة وطريقة تفكيرهم، والمسلسل تدور أحداثه وقت بداية ثورة يناير ٢٠١١، ومع أن  كل شخصيات المسلسل خيالية وجميعهم من الطبقة الغنية إلا إنك تستطيع اكتشاف أنها تتلامس مع شخصيات حقيقية, والمسلسل يوضح كيف انقلبت موازين حياتهم وقت اندلاع الثورة، فأغلب الأحداث درامية تدور حول حياة كل شخصية ودخول «فاضل أبو الروس» شخصية الفنان خالد الصاوي بينهم فتتطور الأحداث.
أما مسلسل «تحت اﻷرض» إخراج السوري حاتم علي، فيطرح من خلال جمال الجبالي وهي الشخصية التي يُجسدها أمير كرارة، قضية تفجير كنيسة القديسين. ولقد صور المشهد في إحدي الكنائس بمنطقة مصر الجديدة، في إشارة إلى تفجير كنيسة القديسين، التي وقعت في نهاية عام 2010.
ومسلسل «موجه حارّة» عن قصة للراحل أسامة أنور عكاشة بعنوان «منخفض الهند الموسمي»، وقامت بكتابة السيناريو له مريم ناعوم، ومن إخراج محمد ياسين، وبطولة اياد نصار، وتدور أحداثه حول رجل مباحث الآداب «سيد»، الذي يصطدم خلال متابعته للعديد من القضايا بأحد كبار تجار الدعارة والرقيق الأبيض، والذي ينجح في التهرب من العدالة في كل مرة يلقي عليه القبض فيها، أحداث الرواية الأصلية تدور في عام 2000، ولقد قامت ناعومى بالتعديل علي شخصية الشاب الشيوعي في الرواية، وأعتقد أنها كانت موفقة فى استخدامه لإظهار كذب ادعاءات المتأسلمين خاصة فى الحلقة التى ظهرت فيها الإعلامية بثينة كامل وكان المخرج موفقا لاختيارها لأداء الدور لطبيعتها الثورية، عندما واجهت بثينة أحد الدعاة الدينيين الذين تسببوا في إحداث الكثير من المفاهيم المغلوطة لدي الجمهور فيما يخص صحيح دينهم. المشهد كان  مدته أكثر  من خمس دقائق، حيث كانت تستضيف الشيخ «سعد العجاتي» والذي قبل ظهوره بالحلقة يقوم بعمل بعض الماكياج البسيط بوجهه كما يقوم بتغيير «سبحة يده» في إشارة لما يقوم به هؤلاء الدعاة من مظاهر للشو الإعلامي. وأعتقد أنها شخصية قريبة جدا من الإرهابى صفوت حجازى.. والجميل أن سيناريو ناعومى من خلال المذيعة كشف الوجه الآخر للداعية، وتسأله لماذا أنتم كدعاة لا تتحدثون أبداً عن الفقراء بالرغم من ان الحكومة السبب في ذلك بل إنكم تقصرون حديثكم عن عذاب القبر وكأنكم تقولون لهؤلاء: أن يكمموا أفواههم ولا يخرجوا عن طاعة الحاكم، كما سألته عن زيارة أولياء الله الصالحين فقام الشيخ بمهاجمتها، ورد عليها الشيخ أنها بدعة لأن مقابرهم مثل مقابر البشر العاديين وأنه لا يجوز التوسل إليهم أو تقبيل ضريحهم، وبعد انتهاء الحلقة قال الشيخ لـبثينة: أنا غلطان من الاول إني جيت لبرنامج بتقدمه واحدة سافرة زيك، فردت عليه: هو إنت مش برضو عارف إنك هتيجي تطلع معايا وهتاخد فلوس، متنساش قبل ما تمشي تاخد الشيك بتاعك. والطريف أن الأحداث أظهرت  هذا الرجل الذي يدعي ان لديه دكتوراه في الفقه الإسلامي، وانه لم يحصل عليها من الاساس بحسب حديث زوجته كما ان هذا الداعية يذهب الي صاحبة احد مراكز التجميل التي تجسد دورها صبا مبارك، ويقوم بعمل مساج وهو تأكيد على حقيقة شخصية المتأسلمين.