بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أطفيح‮.. ‬من كارثة‮ "كنيسة صول‮".. ‬إلي‮ "أمطار الرصاص‮" ‬حتي مطلع الفجر


سحابة‮ »‬القلق‮« ‬تسيطر علي أجواء مدينة أطفيح،‮ ‬تلك البقعة التي تصدرت صفحات الصحف قبل شهرين بعد حادث كنيسة‮ »‬صول‮« ‬قد تعود قريباً‮ ‬الي‮ »‬موقعها‮« ‬بعد الإفاقة علي كارثة إنسانية قد تهتز لها أرجاء الوطن‮..‬

يومياً‮ ‬بعد منتصف الليل‮.. ‬يخفت صوت البشر،،‮ ‬تغلق الأبواب،‮ ‬وتتسع السماء لـ»وابل الرصاص‮«‬،‮ ‬الذي‮ ‬يهطل بغزارة حتي مطلع الفجر،‮ ‬دون رادع من‮ »‬رجال الأمن‮« ‬وفي‮ ‬غياب تام لـ»كبار عائلات البلدة‮«. ‬

أحداث القصة تعود الي ما‮ ‬يقرب من أسبوعين أو‮ ‬يزيد قليلاً،‮..‬مشادة فردية بين شخصين من أبناء قرية منشأة سليمان،‮ ‬دفعت بين عشية وضحاها الي خصومة بين عائلتين وتصاعدت الأمور الي تبادل اطلاق النار‮.. ‬حتي سقط أمس الأول أول الضحايا،‮ ‬متأثراً‮ ‬بطلقتين في قدمه،‮ ‬العائلتان‮ »‬الوكيل ـ مطيط‮«‬،‮ ‬ترتبطان بعلاقات مصاهرة ونسب،‮ ‬قادرة علي إذابة أي خلاف،‮ ‬لكن‮ »‬الفتنة‮« ‬داخل مربع القرية تفعل ما تشاء‮.‬

رغم حالة‮ »‬الهلع‮« ‬المسيطرة علي مدينة أطفيح،‮ ‬لكن‮ »‬رجال الداخلية لا‮ ‬يزالون قابعين تحت مظلة‮ »‬الانعزال‮« ‬عن الشارع،‮ ‬سيل من البلاغات والشكاوي للجيش والشرطة لـ»إنقاذ ما‮ ‬يمكن إنقاذه‮« ‬قبل وقوع كارثة إنسانية،‮ ‬لكن

الإجابة لم‮ ‬يتدخل أحد‮..‬

‮»‬أطفيح‮« ‬التي‮ ‬يعاني أهلها من استغلال سائقي الميكروباص،‮ ‬وبائعي اسطوانات البوتاجاز،‮ ‬وأصحاب أفران الخبز تحت سمع وبصر الأجهزة التنفيذية،‮ ‬لا‮ ‬يشغل بالهم الآن سوي عودة الأمن والأمان،‮ ‬لكن أمنيات‮ »‬الاستقرار‮« ‬تتحطم علي صخرة»البلطجية‮« ‬ممن تسعدهم حالة الانفلات‮ ‬غير المسبوق داخل القرية‮..‬

أولياء الأمور تبخرت أحلامهم من ناحية تدخل المسئولين للقضاء علي أزماتهم،‮ ‬في الوقت الذي تنتشر فيه تجارة السلاح علي مرأي ومسمع من جهاز الشرطة‮.. ‬وكأنه سلعة أساسية بالنسبة للمواطنين‮.‬

المدهش في‮ »‬أزمة أطفيح‮« ‬أن القابعين تحت رايات الاصلاح عقب ثورة‮ ‬يناير،‮ ‬يغردون خارج السرب بمعزل عن أزمات المواطنين،‮ ‬تاركين المجال مفتوحاً‮ ‬أمام طلقات الرصاص،‮ ‬واستغلال البسطاء،‮.. ‬وتوقف نضالهم عند تعليق اللافتات ذات العبارة الرنانة‮. ‬