بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الاختيار 3 .. توثيق لما شاهدناه

عاد مسلسل الاختيار الى صدارة الاعمال الرمضانية، رغم مرور 7 ايام على شهر رمضان الكريم.. وحاز على اعجاب ملايين المتابعين، ليس فى مصر، ولكن فى الوطن العربى.. وقيمه هذا المسلسل انه يحكى عن احداث كلنا شاهد حى عليها وتابعناها  بدقة  واغلب المعلومات الواردة فيه كنا نعرفها بحكم عملنا الصحفى، وخصوصا كواليس ما كان يدور فى اروقة الحكومة والرئاسة ومكتب الارشاد، وغيرها من دوائر التحرك الشعبى وقتها.

 فهذا المسلسل أعتقد هو الاول الذى تظهر فيه شخصية رئيس الدولة وهو فى منصبه ويقوم بتجسيد الشخصية ممثل قدير.. كما  ادى  جميع من شاركوا فيه ادوار شخصيات حية بيننا ومازالت فى سدة الحكم وتحتل مناصب مرموقة.. من الذين ساندوا ثورة الشعب المصرى فى ثورته ضد حكم عصابة الاخوان. 

ومن ميزة المسلسل انه اظهر شخصيات الاخوان بجدية، وكان يستطيع ان يسخر منهم، لكنه اراد ان يكشف المخطط الذى كانوا يسعون اليه الى اسقاط الدولة المصرية وتحويلها الى احدى الامارات التابعة للسلطان العثمانى فى تركيا.. ورهن مقدرات البلد  بأهوائهم الشخصية.

وكنت اتمنى من المسلسل ان يعرض العلاقة بين الجماعة وايران، وخصوصا  الدعم الذى  يقدم  للميليشيات الايرانية فى المنطقة، وخاصة ميليشيا حماس فى غزة التى لعبت ومازالت تلعب دورا ضارا بمصر وبأمنها القومى، وهى علاقة اضرت المنطقة العربية كلها  وليس مصر فقط.

 فالرئيس مرسى زار ايران وكان اول وآخر رئيس مصرى يزور طهران، منذ  انقلاب الملالى على شاه ايران، وكذلك الزيارات السرية لقادة الحرس الثورى الى مصر بأسماء وجوازات سفر مستعارة فى محاولة لنقل التجربة الايرانية الى مصر، ولأن التنظيم السياسى فى ايران يشبه الى حد كبير التنظيم  الادارى فى جماعة الاخوان.     

ومسلسل الاختيار وثق بالصوت والصورة لأهم  اللحظات  فى تاريخ مصر الحديث،   وبالتالى هو مسلسل سيبقى مصدرا مهما للمعلومات لكل الباحثين، حول هذه الفترة العصيبة.. وسيكون مرجعا مهما  لكل  من يريد ان يعرف الحقيقة، فهو مسلسل ليس من خيال الكاتب او المؤلف، لكنه  مسلسل راصد  لما حدث  بدقة متناهية.

 فالدراما لم تعد وسيلة للتسلية او الترفيه، ولكنها وسيلة للتوثيق وتقديم المعلومات  واستشراف المستقبل، لأن من يقوم بها  مجموعة من المبدعين، لذا نجد المسلسلات الناجحة تدخل قلب المشاهد فورا، ولذلك فهى سلاح مهم للتوعية بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى القضايا الجدلية والفكرية. 

ودراما رمضان بعد مرور اسبوع منه اقل عنفا من دراما العام الماضى، وان كان العنف موجودا وهو ما نتمنى ان يختفى فى رمضان القادم، وأن تعود المسلسلات المصرية الى  سابق عهدها منارة لنشر الثقافة المصرية فى المنطقة العربية وأن تكون بديلا عن المسلسلات التركية والكورية والمكسيكية.  

الكل الآن ينتظر كيف سيعالج مسلسل الاختيار الاحداث التى شهدناها فى عامى 2012 و2013  وصولا لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، ضد عصابة حاولت سرقة مقدرات الشعب المصرى الذى خرج فى كل قرية ومدينة يهتف بسقوط حكم المرشد،   لقد تم انقاذ مصر من مصير مثل مصير ايران الآن.