بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تزييف الحقائق

 

 

لقد دأبت الجماعات الإرهابية والمتطرفة ومن يدورون فى فلكها  على تحريف الدين،  وليّ أعناق النصوص، ومحاولة طمس الحقائق، وتزوير التاريخ، ودفنهم ماضيهم الدموى الأسود ما وسعهم ذلك، يتلونون كالحرباء، ويبدلون جلودهم كالثعابين، غير أن أمرهم قد صار مكشوفاً  وكذبهم بيناً مفضوحاً، «ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين».

إن أخطر منطقة ينبغى عدم العبث بها أو المساس بقيمها هى منطقة الدين، فإن المتاجرة بالدين لحصد مكاسب دنيوية تكون وبالاً على أصحابها فى الدنيا والآخرة، لأن من يفعل ذلك يدخل فى حرب مع الله تعالى، وهى حرب معلومة النتائج مدمرة لمن يلقى بنفسه فى أتونها، حيث يقول الحق سبحانه: «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون».

إن تحريف الجماعات المتطرفة لبعض النصوص باجتزائها واقتطاعها من سياقها بل ينحرف بها عن غاياتها الشرعية واعتبار ذلك تقية، مع احتراف الافتراء المتعمد على الأشخاص والهيئات والمؤسسات، جريمة كبرى فى حق الدين والإنسانية، فالغاية عند هذه الجماعات تبرر الوسيلة ـ أى وسيلة كانت ـ فلا تحرج لديهم من استخدام الوسائل مهما كانت مخالفتها للشريعة طالما أنها من الممكن أن تكون خطوة فى سبيل تحقيق أغراضهم الدنيوية والسلطوية.

أما بث الشائعات وترويجها فهو الشغل الشاغل لكتائبهم الإلكترونية وأبواقهم الإعلامية المأجورة، ولو أن شباب هذه الجماعات المخدوع المغيب تأمل ـ ولو للحظة  واحدة واعية ـ أين ما يفعلونه من كتاب ربنا «عز وجل» وسنة نبينا «صلى الله عليه وسلم»؟ لربما راجع كثير منهم نفسه، واكتشف حقيقة هذه الجماعات الإرهابية الضالة!.

ألم يعلموا أن كل المسلم على المسلم حرام، ماله  وعرضه  ودمه، وأن الإسلام حثنا على التبين من الأقوال؟!، فقال الحق سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

كما حثنا الإسلام على التحلى بالصدق، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى الى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى  الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى  يكتب عند الله كذابا» فما بالكم بمن يتعمد الكذب والافتراء حتى يستحلهما، وحتى يكونا له سجية وخليقة ثابتة أشبه بالطبع منها بالتطبع؟!

إن أعداء  الإسلام لو بذلوا كل ما فى وسعهم ومكانتهم لتشويه دين الله «عز وجل» ما بلغوا معشار ما فعلته هذه الجماعات الإرهابية الضالة  المضلة أو نصف هذا المعشار من تشويه لدين الله «عز وجل» وصد عن سبيله وإضرار بشريعته السمحة الغراء، مما يتطلب من العلماء والمثقفين والغيورين على دينهم ووطنهم التكاتف  والتعاضد لكشف حقيقة هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتفويت الفرصة على من يستخدمونها شوكة فى ظهر أوطانها وحربة فى قلب ديننا السمح.

وزير الأوقاف