بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

لوجه الله

وماذا سيخسر الفلسطينيون؟!

أخيراً أعلن دونالد ترامب عن خطته.. وكما توقعت.. لم يأت إعلان ترامب بجديد.. وأى جديد كنا ننتظر من دولة تحكمها وتديرها منظمة «إيباك» الصهيونية.. !

لن أقول إن أمريكا فقدت دورها كوسيط للسلام.. فهى لم تكن يوماً وسيطاً، ولا محايداً.. بل شريك لدولة الاحتلال، وخادم للصهيونية.

إعلان ترامب.. شىء لا قيمة له.. وغير ملزم لأحد بأى شىء.. ليس له أى شرعية أو اعتراف دولى.

 صفقة القرن.. هى باختصار أحلام الصهيونية.. نهب وقتل واعتداء، ثم ترحيب ومباركة دولية.

ما أسموه بصفقة القرن ليس إلا ما أملاه حكام أمريكا الحقيقيون على ترامب المهدد بالعزل من منصبه.

ومجمل ما أعلنه ترامب.. شرعنة الاحتلال.. إعطاء دولة الصهيونية شرعية احتلال المزيد من الأراضى.. وشرعية ضرب المناطق الفلسطينية بسبب أو بدون.. منح الاحتلال غور الأردن والجولان.. إعلان القدس المحتل عاصمة للصهيونية.. وإنهاء حق العودة للفلسطينيين.

لم تشر ترهات ترامب إلى دولة فلسطينية حقيقية.. وكل ما ذُكر، فتات من أرض فلسطين المحتلة.. قد تقام عليه دولة فلسطينية أو لا.. دولة بلا صلاحيات أو سلطات أو سلاح او حدود معترف بها.. دولة ممزقة.. دولة السيادة عليها للاحتلال.. ورغم ذلك فهى ليست قابلة للتنفيذ فوراً.. فالإشارة لها تأتى بعد كلمة «ربما».. ولن ينالها الفلسطينيون بمجرد الموافقة.. بل هناك مرحلة أخرى من التسويف والقتل واحتلال المزيد من الأراضى.. حتى تقتنع الصهيونية بأن الفلسطينيين أصبحوا سعداء بالاحتلال وراضين كل الرضا.. نسوا شهداءهم.. تنازلوا عن أسراهم.. ولا حاجة لهم فى وطن أو دين أو عرض.

 والخلاصة: إن ترامب «التاجر» يريد «النصب» على الفلسطينيين.. وسلبهم كل شىء دون مقابل.. أو التزام.

وأرى أنه على الفلسطينيين عدم مناقشة هذا الهراء.. وألا يعولوا على جامعة الدول العربية فى شىء.. فالحقوق المغتصبة لا تُسترد بالترجى.. أو الشجب الرقيق وكلمات جبانة أكثر منها رافضة.

وماذا سيخسر الفلسطينيون.. إن قبلوا خرافات ترامب، خسروا كل شىء دون أدنى مقابل.. وإن رفضوها حافظوا على قضيتهم.. وعلموا الصهاينة أن للأرض ثمناً.

على الفلسطينيين التحرك دبلوماسياً.. ليس لرفض الخطة المشبوهة.. لكن لشجبها واستنكارها.. فما زال فى الأمم المتحدة بعض الذكور والضمائر الحية.

أتوقع عملية اغتيال أو أكثر للقيادات الفلسطينية.. وفى مقدمتهم أبومازن.. سيسعى الصهاينة وأتباعهم للتخلص من الرافضين «كالعادة».. سيسعون لتنصيب الخونة لاستكمال مخططاتهم.. وأعتقد أنه آن الأوان أن يتحرك الفلسطينيون جميعاً كرجل واحد لتحرير أرضهم.. أو الموت دونها.. نعم يمكنهم ذلك، رغم كل حسابات الجبناء.. وإن لم ينجحوا فى ذلك.. فأقل القليل سيجبرون خدام الصهيونية على التفاوض معهم بصورة أكثر تهذباً وأكثر احتراماً.. وبالمناسبة هل كان حضور 3 سفراء عرب تلك المهزلة تمثيلاً لبلادهم، أم نيابة عن دول أخرى؟!

 

[email protected] com