بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

لله والوطن

منتدى الشباب الأكثر نضوجا

هذه هى النسخة الثالثة من فاعليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.. ذلك المؤتمر الدولى الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2017.. ثم صار منتدى سنويا فريدا يؤمه الآلاف من شباب العالم.. من كل جنس ولون.. وبمختلف ثقافاتهم وأفكارهم وانتماءاتهم.. وينظر إليه العالم كله باعتباره نموذجًا رائدًا لبناء قوة ناعمة إضافية للدولة.. تستطيع مخاطبة الشباب بأدواتهم العصرية.. واجتذابهم إلى العمل العام والمشاركة الاجتماعية والسياسية العابرة لحدود الدولة والإقليم.. وصولا الى الشأن العالمى العام فى عصر «السوشيال ميديا» و«المالتميديا» التى كسرت كل حواجز المسافات والأزمان وجعلت من بلاد الأرض قرية واحدة يسهل متابعة كل ما يجرى فيها من خلال «كبسة زر» فى لوحة مفاتيح آلة صغيرة بحجم الكف لا تفارق يد كبير أو صغير.. كما جعلت من شعوب الأرض كلها مجتمعا واحدا حيا ومترابطا ومتماسكا.

•• فى هذا العام

نمت التجربة .. وصارت أكثر نضوجا.. تستطيع أن تلمس ذلك بسهولة إذا كنت ممن حالفهم الحظ وشاركوا فى نسخ المنتدى الثلاث.. ككاتب هذه السطور.. كل شئ تطور بشكل مذهل.. ابتداء من حجم الحضور الهائل الذى ربما يصل الآن الى نحو 8 آلاف مشارك.. ومرورا بتنوع وتعدد الجنسيات المشاركة.. والتنظيم المبهر الذى يوفر أعلى درجات السهولة والدقة فى التحرك والمشاركة والمتابعة باستخدام الوسائل التقنية الحديثة التى يجيدها الشباب.. وكذلك التطور الهائل فى المكان نفسه الذى يحتضن أعمال المنتدى.. وهو مركز شرم الشيخ للمؤتمرات الذى تضاعف حجمه عدة مرات وتطورت تجهيزاته وإمكانياته فى وقت قياسى وصار يضاهى إن لم يكن يتفوق على مثيله من المراكز فى أكبر الدول وأكثرها خبرة فى مجال تنظيم المؤتمرات.. وهذا جهد محسوب بكل تأكيد لشباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة (PLP)  وللقائمين عليه.. وصولا الى التطور الملحوظ أيضا فى القضايا المطروحة على أجندة أعمال المنتدى.. والتى أصبحت أكثر نضوجا ووعيا وشمولا وتعبيرا عن آمال وتطلعات واهتمامات الشباب المشاركين.

•• وهذا التطور

يبدو جليا فى موضوعات منتدى 2019.. والتى تتنوع بين قضايا التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين.. ومكافحة خطاب التطرف والكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.. وأثر التغيرات المناخية على الانسانية.. والتميز المؤسسى الحكومى والتحول الرقمي.. وكيفية الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة.. وفرص وتحديات تنمية رأس المال البشري.. وتطوير بيئة ريادة الأعمال.. وسبل تعزيز التعاون بين دول البحر المتوسط فى مواجهة التحديات المشتركة.. وسبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبشكل خاص فى مجال الأمن الغذائى بالقارة الإفريقية.. والتحولات الكبرى فى العالم الرقمي.. والتحديات التى تواجه العمل الابداعى فى عصر التكنولوجيا الرقمية.. ودور الفنون فى التعامل مع قضايا الإنسانية.

وكما هو واضح فى هذه العناوين المتنوعة التى تشكل محاور أساسية ضمن الجلسات المتعددة والمتشعبة للمؤتمر.. فإن أجندة عمل المؤتمر تم وضعها بعناية ووعى شديدين من أجل الخروج بفائدة عظيمة يشارك فى نسجها شباب من كل دول العالم.. لتضاف الى التراث الإنساني.. خاصة وأن نتائج عمل المنتدى لا تقتصر على إصدار توصيات.. لكنها تكون فى شكل قرارات يتم تعميمها والتأكيد على متابعة تنفيذها.. وتشكل من أجل ذلك لجان اتصال ومتابعة من شباب المنتدى أنفسهم.. وهذا دأب المنتدى منذ انعقاده فى نسخته الأولى.

•• تبقى كلمة

نود أن نقدمها الى من لا يزال يحلو لهم إثارة الشكوك حول جدوى وفائدة المنتدى.. وحول الشباب الذين يشاركون فيه.. هذه الكلمة هي: ليتكم ترون ما نراه فى وجوه وعيون هؤلاء الشباب الوافدين من كل دول العالم.. من نظرات حب واحترام وتقدير وإعجاب وأمل وجدية.. وانطباعات وأفكار إيجابية سيحملونها معهم وهم عائدون الى بلادهم وأسرهم.. عن مصر السلام والأمان والمحبة والعلم والعمل.. وليتكم ترون شباب مصر المشاركين وهم يتسابقون من أجل إظهار بلدهم أمام هؤلاء الأجانب فى أجمل وأفضل صورها.

أما هؤلاء الشباب المصريون المنظمون للمنتدى.. والذين يبذلون العرق والجهد الخارق فى التنظيم دون تعب أو ملل أو كلل.. فهم يستحقون كل الشكر والتقدير.. هؤلاء هم زهور مصر المتفتحة.. جنود مسخرون فى معركة بناء الدولة ونموها.. شأنهم كمن يحملون السلاح على جبهات القتال من الشباب المجندين المخلصين.. المحبين للوطن.. الذين أقسموا على أن يظل الوطن حيا.. حرا أبيا.. لا تنكس له راية.. ولا تدنس له ذرة تراب.. ويبذلون من اجل ذلك الأرواح والدماء والعرق.. هؤلاء هم أمل مصر.. ومستقبلها.