بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مسافة السكة

نجاح المؤتمرات بتنفيذ التوصيات!

 

تحدثت من خلال توصيات رسالتى للدكتوراه والتى كان عنوانها «الحماية الجنائية للمصريين والمصالح المصرية فى الخارج» عن ضرورة دعوة دول استقبال الكفاءات المهاجرة لتيسير ودعم مساهمة تلك الكفاءات فى المشروعات التنموية فى بلدان الأصل خاصة فى ميادين البحث العلمى والتطوير، وبالفعل حدث ذلك، ولكن الأهم هو أن يتم اتخاذ تلك التوصيات محل التقدير والتنفيذ، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تنفيذها على أرض الواقع!

فمن شاهد تعقيب سيادة الرئيس على كلمة الدكتور حسين زناتى (أحد علماء المصريين فى الخارج فى دولة اليابان) خلال منتدى شباب العالم 2018 والذى عبر عن حزنه وأسفه على عدم تسليط الضوء على مشروعاته وأيضاً على عدم تنفيذ تلك التوصيات التى مضى عام عليها ولم يتم تنفيذ أى منها حتى الآن! بالرغم أنه نال تقدير المؤسسات التعليمية باليابان التى عاش بها قرابة عشرين عام! وتمكن من ابتكار طرق جديدة للتعليم فى المدارس اليابانية (تم تعميمها فى 14 مدرسة باليابان)! وهى خاصة بمهارات التعليم وتدريب المعلم وهذا ما نفتقده فى مصر! والتى تجعل الكتب المدرسية أكثر تشويقاً للطالب وتعتمد على المهارات لتخرج لنا طالبًا فاهمًا وليس فقط حافظًا! فمن يتمعن فى الكتب المدرسية لدى الطالب يجد أنها تفتقد الفكر والمهارة والقدرة على الإبداع والذى يعد أهم من كلام الإنشاء الذى لا يتذكره الطالب فى المستقبل!

وبدلاً من أن يتناسى لغته الأساسية ويتحدث باللغة اليابانية كما يفعل الكثير ممن هاجروا للخارج ويتحدثون بلغات أخرى غير لغتهم الأم، بدأ بتعليم اليابانيين اللغة العربية ونقل حضارة وثقافة مصر لهم! ولم ينسَ خلال تلك المدة وطنه الأم، بل أراد أن ينقل خبرته لصعيد مصر فبدأ بالمنيا، وأشرف على مشاريع أكاديمية مع مديرية التربية والتعليم وجامعة المنيا وبعض المدارس بالقرى، ولا يتوقف الأمر عنده بل حافظ على الهوية الوطنية لدى ابنه (حمد) وتوطيد صلته بوطنه من خلال الحفاظ على اللغة العربية لديه وأيضاً قيام ابنه بتعليم أطفال المنيا (مبادرة تعلم وشارك وعلم صاحب جديد) وذهب السفير اليابانى للمنيا لمشاهدة مشروع حمد ولم يكتفى بتشجيعه من خلال حضوره بل قام بعرض أوبريت «هم يا مصرى» فى مناسبات السفارة! فحمد يعتبر من أبناء الجيلين الثانى والثالث اللذين من الأهمية توطيد صلتهم بمصر والحفاظ على لغتهم الأم كنوع من أنواع المحافظة على الهوية الوطنية!

فنأمل أن يتم نقل التجربة اليابانية ليست فقط التعليمية بل العادات والسلوكيات، فالتربية ذُكرت قبل التعليم! وإشراف الدكتور حسين عليها بدءاً من الطفل، فكما قال غاندى: «إذا أردنا أن نحقق السلام الحقيقى فى العالم فعلينا أن نبدأ بالأطفال»، فنحن الآن بحاجة إلى الاهتمام بالعنصر البشرى المتمثل فى الإنسان، بحاجة إلى تغيير فكر وثقافة الإنسان، بحاجة إلى تغيير النظرة للتعليم الذى أصبح اليوم وسيلة للتفاخر بين الآباء والأبناء بالمدارس وضاع الهدف الأساسى منها!، بحاجة إلى نقل التجربة اليابانية بدءاً من الروضة والتى تعتمد على تنمية مهارات الطفل وتحبيبه فى التعليم وخلق التنافس الإيجابى بين الطلاب وابتكار وسائل حديثة للتعليم التى سردها لنا الدكتور حسين وإضافتها فى المناهج وتعميمها على كل المدارس، فكما ذَكَرَ لنا أن المؤتمرات ليست فقط للتكريم بل للتكليف أيضاً وهذا هو الأهم! ولا ننسى أن المراحل الأولى للطفل هى الأكثر أهمية وهى التى يُبنى عليها مستقبل ليس فقط الطفل بل الأمة والمجتمع والتى يجب أن تحظى باهتمام من قِبل الدولة ممثلة فى مؤسساتها التعليمية.

[email protected]