بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

بين السطور

عملتها مصر قبل أن تصحو أمريكا

أخيرًا استيقظت أمريكا إيه الحكاية- ففى الأسبوع الماضى تناقلت وكالات الأنباء ما أعلنه البيت الأبيض من أنه يخطط لإدراج الإخوان المسلمين على لوائح الإرهاب، لاحظ التوقيت عزيزى القارئ منذ عدة أيام فقط، فبعد أن ظلت مصر تكافح الإرهاب بمفردها وسط المنطقة وتكشف عن مخططات الإخوان والجماعات المسلحة الإجرامية وقيامهم بعمليات إرهابية وبح صوت أم الدنيا بضم الباء وهى تناشد العالم بمساعدتها فى تلك المكافحة ومطالبتها للعالم بأن يكون يداً واحدة ويتكاتف ضد الإرهاب ولكن دون جدوى ولامجيب.

لكن بعدما طال الغرب أفعال هذه الجماعات الإرهابية وتغلغلت أذرعها بداخلها والتى ترعرعت فى أحضان معظم بلاد الغرب، وأمام ذلك هبت أمريكا لتعلن عن تخطيط إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب وتتخذ خطوات على الصعيد الداخلى لإتمام هذه العملية، وذلك وفقًا للمتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، والتى جاءت تصريحاتها تعليقاً على تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلت فيه عن مسئولين مطلعين على القضية أن الإدارة الأمريكية تعمل على تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً خارجياً، وهى الخطوة التى ستُفرض بموجبها عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على الجهات التى تتعامل تجارياً مع الإخوان. وبحث سبل فرض عقوبات على الجماعة.

أما هنا فى مصرنا فقد استيقظ الشعب المصرى بعد أن كان متعاطفاً معهم وبعد أن أتى بهم إلى سدة الحكم وجعل تلك الجماعة تتولى الحكم فى عام كان أشبه بالظلام الدامس وترأس المعزول مصر فى غفلة من الزمن، وحاولوا تفكيك مفاصل الدولة لنشر أذرعهم وبراثنهم فى البلاد لكن سرعان ما أفاق الشعب المصرى وراجع نفسه وتراجع عن مؤازرة تلك الجماعات التى استظلت بستار الدين وارتكبوا ما يندى له الجبين فى حق الشعب المصرى ومصر.

وثأر الشعب لنفسه منهم بعد أن حاولوا التغرير به وقام الشعب بتنحية مرسى تحت ضغط الشارع المصرى وبدعم القوات المسلحة، وتم تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية فى مصر، أيها العالم لقد تولى القضاء المصرى الفصل فى تلك القضايا الإرهابية وتولى التحقيق وإصدار الأحكام الرادعة لتلك الجماعات وأصدر قراراته وأحكامه بوضع تلك الجماعات وإدراجهم فى الكيانات الإرهابية. بل والتحفظ على أموالهم التى أثبتت التحقيقات وحيثيات الأحكام الصادرة بإدانتهم أنها من تمويلات مشبوهة من الخارج. لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية فى البلاد لقد أدركت مصر خطورة تلك الجماعات بعد الجرائم الإرهابية الشنيعة وحمامات الدم التى ارتكبوها فى مصر وخضبت الشوارع والميادين بدماء الشهداء سواء من المواطنين العزل أو حماة الوطن من الجيش والشرطة.

لقد شهدت مصر أياماً ليست عصيبة فقط من جراء الإرهاب بل كانت أياماً سوداء من جراء إراقة دماء أبنائها والتى ما زالت تحاربه فى سيناء ويسقط شهداء أبرياء على أيدى هؤلاء الخسيسين كل يوم، بل وأضروا أيضًا باقتصاد البلد وروجوا لضلالات ونشروا الشائعات المثيرة وأضروا بكل شىء دون رحمة.

لقد بدأت جهود مكافحة أجهزة مصر لتلك الكيانات الإرهابية تكلل بالنجاح الذى يلوح الآن فى الأفق من خلال تجفيف منابعهم التمويلية والأحكام الرادعة بإدانتهم، إن سعى الإدارة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية إذا تم إدراجهم كمنظمة إرهابية من قِبل أمريكا تكون بداية النهاية لجماعة إرهابية لا تريد أن تموت أبداً، وخاصة بعد القمة التى تمت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الرئيس الأمريكى ترامب.. فالإرهاب لا دين له، ومصر تحارب الإرهاب، ولكِ يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادى إن رمى الدهر سهامه اتقيها بفؤادى واسلمى بكل حين.