بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

كلمة عدل

عقلانية «ابن باجه»

 

مازلنا بصحبة الفيلسوف العظيم «ابن باجه».. والمعروف أن جميع أصول كتبه العربية ضاعت ولم ينتقل الينا منها الا ما ترجم في حينه إلى اللاتينية ومانقله من جاء بعده من الفلاسفة كابن رشد. وابن ميمون وأشهر هذه المترجمات (تدبير المتوحد) الذي تخيل فيه مدينة لا يشغل اهلها غير (تدبير) واحد أو غاية واحدة طريقها العقل فتتحقق لها ولهم السعادة. ويقسم ابن باجة غايات الإنسان إلى جسدية وروحانية وعقلية وهذه الأخيرة هي ارقاها. ولابن باجة أيضا (رسالة الوداع) التي اهداها لأحد أصحابه وهو على اهبة سفر طويل خشي الا يراه بعده، ورسالة (الاتصال) و(كتاب النفس) وكتاب (الكون والفساد)، وكتاب (رسالة الوداع).

وله مصنفات في الطب منها كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس وكتاب التجربتين على أدوية ابن وافد وكتاب اختصار الحاوي للرازي وكلام في المزاج بما هو طب.

وعمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان والأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي والذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول واستبعاد القياس في الفقه واستأنف بعد ابن باجه بابن رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية وربطهما عن طريق الغايات والأهداف.

ويرى ابن باجه فى الإنسان أن كل حي يشارك الجمادات في أمور، وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور... لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها، ويرى فى منازل الناس المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول، والمرتبة النظرية: وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات أولاً، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات، وهناك مرتبة السعداء: وهم الذين يرون الشيء بنفسه.

 

ولقب ابن باجه بـ«أبوالفلسفة العقلانية العربية» وهو أحد أشهر علماء المسلمين فى الأندلس، وكان وزيراً للمرابطين لمدة 20 عاماً. واتهم بالإلحاد، وقيل انه مات  مسموماً من قبل خصومه فى مدينة فاس المغربية، سنة 529هجرية.

 

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد