بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

آفة الصحافة

المصريون في الخارج : قوة ناعمة غير فاعلة ( 7 )



انتهيت فى الحلقة الماضية  ضمن سلسلة ملف مُجتمعات المصريين خارج الوطن بتأكيد ضرورة الحفاظ على وحدتهم ، ظهيراً سياسيا لقوة ناعمة تُفيد الوطن فى الخارج والداخل ، وتخطى المسافات المُتباعدة بينهم وبين الوطن الأم هى ضرورة مُلحة ، خاصة المراحل التى سبقت ثورة 25  يناير 2011 ، نتيجة لكثير من سياسات سلبية " بعضها خاطئة " فى الماضى ، وتضارب بين كثير من الادارات داخل أجهزة الدولة المصرية ، هى من الناحية النظرية واجهات بدت آنذاك معنية بمصالح وشئون المصريين في الخارج ، الا ان الواقع العملى لم يُسفر عن الفوائد المرجوة .
الآن لابد من الاستفادة من تجارب وأخطاء الماضى ، ونعترف بالسلبيات دون خجل وبلا حساسية مفرطة ، قد تؤدى لتعطيل مسارات عمل وزارة المصريين في الخارج التى خرجت للنور في التاسع عشر من سبتمبر 2015 " وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج " تفعيلاً للمادة 88 من الدستور ، والتي تنص على أن " تلتزم الدولة برعاية مصالح المصريين المقيمين بالخارج وحمايتهم ، وكفالة حقوقهم وحرياتهم ، وتمكينهم من أداء واجباتهم العامة نحو الدولة والمجتمع وإسهامهم في تنمية الوطن.
السيدة نبيلة مكرم التى تترأس تلك الوزارة تقوم بجهد ملموس داخل الوطن وخارجه لإدارة هذا الملف الصعب ، لكنها تواجه تحديات وإنتقادات ، فى الوقت الذى تسلمت فيه تلك الحقيبة السياسية الوزارية الحساسة " شبه مُهلهلة " ، فهى تقوم بعمليات ترميمات لموضوعات كانت مُهملة فى الماضى .
حيث تقوم بالتنسيق بين كثير من الوزارات وأجهزة الدولة ، وتسعى لرأب الصدع القائم بين المصريين فى الخارج والدولة بالداخل ، وتحاول المساهمة فى لم شمل الجاليات المصرية ، وإزالة الفُرقة بينهم ، فى الوقت الذى تشغلها قضايا أمنية خاصة حفاظاً على مُجتمعات المصريين خارج الوطن وحمايتهم ، كما تولى اهتمامات خاصة بأبناء مصر من الجيلين الثانى والثالث .
أيضاً تسعى وزيرة الهجرة لإعادة الثقة بين الجاليات الأجنبية التى كانت تعيش على أرض مصر فى الماضى وبين مصر .
كما لا نغفل ان قرار إنشاء " وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج " بعد ثورة الثلاثين من يونيو ، وإعادة مصر إلى مساراتها الطبيعية دولة مواطنة حقيقية ، تحتضن جميع أبنائها في الداخل والخارج ، كان ومازال يستهدف تقنين العمل مع هذا القطاع المُهم من أبناء مصر .
الا انه حتى الآن لم يتحقق هدف توظيف تواجد المصريون في الخارج قوة ناعمة فاعلة ذكية . . تكون ظهيراً سياسياً . . جداراً ثقافياً . . كدور يكون له تأثير مُكمل للدبلوماسية الرسمية ، الأمر الذى يحتاج الى رصد الشخصيات المصرية " خاصة فى دول الاتحاد الأوروبى " ذوات التأثير والقدرات على تمثيل مصر فى أماكنهم فى كل دولة على حده ، بالتعاون من الأبواب الخلفية مع الجهات المعنية داخل الوطن ، ومساعدتهم وامدادهم بالمعلومات الموثقة كى يستعينوا بها فى القيام بدورهم بفاعلية .
 مع مراعاة ان تتيقن الادارة السياسية المصرية فى الداخل والبعثات الدبلوماسية فى الخارج ان تلك الشخصيات على دراية بلغة الخطاب السياسى والثقافى التى تصلح وتحقق الأهداف المرجوة ، فما يتواءم من نشاط لأى قوة ناعمة مصرية فى بلجيكا قد يختلف عن مثيله فى المانيا أو هولندا أو فرنسا مثلا ، وألا تخشى مؤسسات التمثيل الدبلوماسى من غيابها أو تواريها عن الأضواء ، وتعمل المشاركة جنبا الى جنب مع أهل الخبرة من أبناء مصر ، فى توزيع الأدوار . وللحديث بقية .
[email protected]