بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

حكاية وطن

يوميات بطل

تخرج الطالب ساطع النعمانى فى كلية الشرطة عام 1992، وعمل معاون نظام بقسم شرطة العجوزة، ثم ضابطًا بالإدارة العامة للمباحث، ثم معاون مباحث لقسم الدقى، ومعاون مباحث الصف، ورئيسًا لمباحث المرور، ورئيس مباحث ترحيلات الجيزة، ورئيس حرس محكمة جنوب الجيزة، ونائبًا لمأمور قسم بولاق الدكرور لتبدأ أحداث بين السرايات التى واجه فيها عنف جماعة الإخوان الإرهابية ببسالة بطل لايهاب رصاص الغدر والخيانة.

يوم 2 يوليو 2013 كان جماعة الإخوان الإرهابية قد حاصروا منطقة بين السرايات، بعد لحظات من خطاب القاه المعزول محمد مرسى، وقام مجموعة من الإخوان باحتلال المنطقة المحيطة بجامعة القاهرة، وبدأوا فى اطلاق الرصاص على الأهالى، وأسرع العقيد ساطع النعمانى الذى كان مكلفًا بالتأمين لنجدة الأهالى، غير مبال بآلاف طلقات الرصاص التى صوبها الإخوان نحوه، واستطاع انقاذ عدد كبير من المواطنين عن طريق نصحهم بالدخول فى الشوارع الجانبية، وأمام الجامعة أصابته الرصاصات القاتلة، اخترقت احداها منطقة الوجه، وسقط البطل مضرجًا فى دمائه، فاقدًا الوعى، وأسرع الأهالى بنقله إلى مستشفى الشرطة الذى بدأ فى محاولات انقاذه بعد دخوله فى غيبوبة استمرت 60 يومًا، وصدر قرار بسفر البطل بطائرة طبية للعلاج فى سويسرا بعد أن تبين أنه فقد البصر، وأجريت له 12 عملية جراحية بالبطن والوجه، وتم نقله للعلاج فى لندن، وبعد 5 سنوات من الألم والأمل، فاضت روح ساطع النعمانى يوم الأربعاء الماضى فى مستشفى سانت مارى بلندن وتم نقل جثمانه الطاهر إلى القاهرة، وقام الرئيس السيسى بتكريمه حيث تقدم الجنازة العسكرية التى اقيمت للشهيد، وأطلق اسمه على ميدان النهضة الذى شهد اصابته على أيدى الإخوان الإرهابية، كما اقيمت جنازة شعبية أخرى للشهيد، وسار وراء جثمانه الطاهر آلاف المواطنين وتم دفنه ملفوفًا فى علم مصر فى مقابر العائلة بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر.

الأبطال لا يموتون، ستبقى تضحياتهم وسيرتهم يذكرها الأجيال، وتدرس فى المدارس، وتسجل فى التاريخ، ساطع استشهد دفاعا عن مصر، وترك خلفه شرفًا نتمنى أن نناله، وترك طفله «ياسين» ندعو له بطول العمر ويفخر بأنه ابن البطل.