بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

حكاوى

الجامعة البريطانية والأمل الجديد

شاركت فى اجتماعات مجلس أمناء الجامعة البريطانية التى عقدت فى لندن، بحضور كوكبة من خيرة رجال مصر الأوفياء، والتى تضم تخصصات مختلفة فى كل المجالات العلمية والفكرية والسياسية، برعاية رجل الأعمال والصناعة محمد فريد خميس، والدكتور مصطفى الفقى وعمرو موسى ومجدى يعقوب ومصطفى السيد وأحمد حمد، وغيرهم من العلماء المصريين والبريطانيين من جامعة «ساوث بنك لندن» أقدم الجامعات البريطانية، فقد تم إنشاؤها عام 1892، وقد دارت مناقشات واسعة حول دور الجامعة البريطانية فى مصر وكيفية اكتسابها الخبرات الإنجليزية من أقدم جامعة بريطانية فى لندن.

والمعروف أن هذه الجامعة البريطانية مشهود لها بأنها احتلت «رقم واحد» فى نسبة تشغيل خريجيها فى بريطانيا ودول العالم، والجامعة البريطانية فى مصر تقيم معها- ليس توأمة، وإنما هناك بروتوكول تعاون بينهما قائم على التدريس المشترك، والمناهج موحدة بين الجامعتين فى مصر ولندن.

وفى زيارة لجامعة «لندن ساوث بنك»، رأينا الطلاب المصريين الذين يدرسون بها، مبعوثين، إن صح التعبير، من الجامعة البريطانية فى القاهرة. وهذه الخطوة مهمة جداً، لأن الطلاب يكتسبون خبرات علمية ومعرفية مختلفة، تعود فى نهاية الأمر بالنفع العام على المجتمع المصرى. إلى جانب أن هذا يذكرنا بما كان يفعله محمد على باشا الكبير عندما بعث الطلاب المصريين إلى أوروبا، وعادوا بعلمهم وثقافتهم الجديدة ليطبقوا ذلك على أرض مصر.

وهذا ما دفع فريد خميس إلى المناداة بعودة جميع الخبرات المصرية المهاجرة إلى أرض الوطن، حتى تستفيد من خبرتهم البلاد فى ظل تأسيس مصر الحديثة التى نحلم بها جميعاً، وهذا ما جعله أيضًا يثنى على موقف العالم الجليل الدكتور مجدى يعقوب، الذى ضحى بكل شىء ويعود إلى مصر بثقافة علمية جديدة، الهدف منها هو استفادة البلاد والعباد من خلال خبرات واسعة، تحتاجها البلاد بفارغ الصبر.

النهج الذى تقوم على أساسه الجامعة البريطانية فى مصر وطنى يهدف بالدرجة الأولى إلى تخريج عقول مصرية جديدة لديها معارف حديثة تحتاجها البلاد فى ظل هذه الظروف الراهنة.. اللافت للنظر أن برامج التعليم واحدة، والأساتذة من مصر وبريطانيا، والاحتكاك المباشر للطلاب بالجامعة فى لندن، يعنى أن هناك فكرًا جديدًا يهدف إلى تخريج أجيال مختلفة تناسب طبيعة المرحلة الحالية، خاصة فى ظل الأوضاع التعليمية المتردية التى تعيشها البلاد منذ زمن طويل. فما أحوجنا الآن لهذا التعليم الجديد الذى تنتهجه الجامعة البريطانية فى مصر والقائم على البحث العلمى الذى افتقدناه منذ زمن طويل.

 

[email protected] com