بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

آفة الصحافة

الفساد . . سرقة وخيانة البلاد والعباد "4"

نعم . . كثير من الجرائم لا تُعاقب عليها القوانين ، الأمر الذى يُفسح المجال لمن غيبوا عقولهم عن مبادئ الأمانة ، ومنحو ضمائرهم حُرية السطو على مصالح البلاد والعباد ، فقد احترفت حفنة من المصريين فى مُختلف الدول الأوروبية مهنة النصب والكذب ، بتضليل الإدارات السياسية " خاصة فى هولندا " ، وإظهار مشاهد وفعاليات واحتفاليات على أنها أنشطة ثقافية وإجتماعية ، فى حين انها لا تتعدى دعوات لتناول الأطعمة ، ويستغل بعض من هؤلاء تشوق المصريين المُغتربين لإستعادة الذاكرة الحسية لطعم صحن من الفول أو أقراص الطعمية ، والاستماع لأغانى قديمة لعبد الحليم حافظ وشادية وأم كلثوم ، والتسامر باللغة الأصلية حيث الدُعابات والقفشات والنكات باللهجات المصرية المتنوعة ، التى تُنعش ذاكرة المصريين وتُعيد اليهم شرائط سجلت مشاعر عن ماضى الطفولة والحياة فى مصر الوطن الأم الأصلى .

أما المصالح الحقيقية ومشاكل الجالية المصرية فى هولندا فلا يهتم بها الا عدد قليل جداً لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من مؤسسات إجتماعية ودينية وأفراد ، تستحق الشكر والتحية لما تقوم به من جهود وأنشطة ملموسة .

وكما كتبت من قبل فى بداية هذه الحلقات ان هذا ملف مؤرق لحساسيته الشديدة ، لكن وجب التأكيد على ان الأكثر إيلام هو المُشاركة بالصمت ودفن رؤوسنا فى الرمال ، وهو يُعتبر نوع من التواطؤ الضمنى، وترك اختلاط الحابل بالنابل لكى يستمر هؤلاء فى سرقة الأموال والبطون والعقول ، هو أيضاً جريمة فى حق ضمائرنا .

ومن خلال ردود الفعل الكثيرة تأكد لي ان غالبية مصريين هولندا طاف بهم الكيل ، ويشعرون بغضب شديد من جماعات النصب والإحتيال ، وتشويه صورة المصريين المغتربين فى هولندا .

لإنعاش الذاكرة والاجابة على أسئلة من فاتهم متابعة تلك سلسلة الحلقات فعناوين المقالات هى : ( وزيرة الهجرة وجسور المستقبل"1" – بعضهم يخدع الوطن"2" – نسى ازالة الريش من على رأسه"3" ) .

وأقول لمن يتحفظ على ما أكتبه ان قضيتى مشروعة فأنا اضافة لواجبى الذى تفرضه مهنة الصحافة التى تُوصف بالبحث عن المتاعب ، ولمن لا يعرف من المصريين الجُدد أنا ابن المهجر أعيش فى هولندا منذ عام 1975 ، نعم جذورى ووطنى الأول مصر ولكن وطنى الثانى هولندا التى تضم أولادى وأحفادى .

صححوا أوضاعكم أو انسحبوا من الساحة واتركوا المجالات للشباب . . أفيقوا يا سادة يا كرام وفى حلقات مُقبلة سيحلو الكلام . . وللحديث بقية.

[email protected]