بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تجنيد الإرهابيين

 

يعرف خبراء مكافحة الإرهاب أن تجفيف منابع الإرهاب تمثل العنصر الحاسم فى النصر على الإرهاب. وتتكاثر منابع الإرهاب فى بيئة فكرية مناسبة تسمح بإقناع نسبة كبيرة من الشباب بأن القيادة السياسية فى بلد ما تستهين بالرموز الدينية والوطنية أو على الأقل لا تمنع إهانة هذه الرموز.. فى هذا المناخ ينشط دعاة الإرهاب لتجنيد الشباب ولضمان استمرار إمداد الإرهابيين بقوة احتياطية ليتمكن الإرهاب من تعويض خسائره فى الأفراد.

من هنا تتملكنى الدهشة من إصرار قناة فضائية تملكها إحدى مؤسسات الدولة على استضافة شخص كرس جهده لتحقير وهدم رموز دينية وتاريخية استنادًا إلى تفاسير وروايات شاذة، وفى توقيت يستلهم فيه الشعب المصرى والشعوب العربية والإسلامية سيرة هذه الرموز فى مواجهة الهجمة الصهيوأمريكية  الشرسة على المسجد الأقصى وعلى كل ما له صلة بتحرير القدس!!

أتحدث هنا عن إصرار السيد/ عمرو أديب على استضافة السيد يوسف زيدان ليقدم المزيد من رواياته الشاذة عن المسجد الأقصى وصلاح الدين الأيوبى ووقائع تاريخية أخرى استقرت فى ضمير الشعوب العربية والاسلامية صورتها كرموز دينية أو بطولات تاريخية استردت حقًا إسلاميًا تم الاعتداء عليه!

لست ضد أن يستضيف السيد/ عمرو أديب أمثال يوسف زيدان فمن حق زيدان أن يروج لرواياته التي يقتنع بها، غير أننى أعترض بقوة على هدم السيد/ عمرو أديب لقواعد مهنة الاعلام التي تحتم فى مثل هذه الأمور الخلافية استضافة أصحاب الرؤى المختلفة فى الموضوع ويمنح كل صاحب رأى وقتًا مماثلاً للآخرين شريطة الالتزام بالموضوعية فى الحوار ويترك للمشاهد الحكم على مختلف الآراء التي تم طرحها.

السيد/ عمرو أديب يتجاهل هذه القاعدة المهنية الحاسمة والمحورية أكد أنه يقصد الترويج لوجهة نظر السيد/ زيدان التي يرى كثيرون أنها روايات شاذة وإسرائيليات مقحمة على التاريخ.

وسبق أن طلب اساتذة تاريخ محترمون المشاركة فى الحوار بموضوعية لكن السيد/ أديب لم يستجب، وأرسلت الجمعية التاريخية وهى مؤسسة علمية أكاديمية تطلب محاورة السيد/ زيدان لكشف شذوذ رواياته ودحضها لكن السيدين أديب وزيدان رفضا؟!

النتيجة الطبيعية أن عملاء الإرهاب استغلوا هذه الحالة ليقنعوا أعدادًا من الشباب بأن إهانة هذه الرموز الدينية والتاريخية هى توجه مقصود ويستغل هؤلاء العملاء العاطفة الدينية البريئة والمشاعر الوطنية لتوجيه الاتهام إلى الدولة بمنطق أن القناة التي تقدم هذا العبث الشاذ تملكها إحدى مؤسسات الدولة.

هكذا تقدم هذه القناة فرصة ذهبية لعملاء الإرهاب لتجنيد شباب متحمس لدينه ووطنه!

يا سادة يا كرام أوقفوا هذا العبث.. ولو أراد السيد/ زيدان أن يستمر فلا بأس بشرط أن تتم استضافته وفق المعايير والقواعد الإعلامية المستقرة وهى مواجهته بعلماء متخصصين ومؤرخين والحكم بعد ذلك للمشاهد.