بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

آفة الصحافة

نورهان على عتبة البرلمان الهولندي

 

ادعى لى والنبى ياعمو . . فى كل مرة أراها تختتم لقائى بها بهذه العبارة الدافئة التى تذيب برودة جليد هولندا . . انها الفتاة المصرية ابنة الـ 26 عام " نورهان بدر " التى تخوض الانتخابات البلدية من خلال حزب العمل الهولندى Pvda فى مدينة Ede " إيدا " يوم 21 مارس الجارى ، والمتوقع فوزها بنسبة كبيرة نظراً لأنها تحتل الرقم 3 في القائمة الانتخابية .

حينما خرجت من قريتها فى مصر وجاءت الى هولندا فى عام 2005 كان عمرها 13 سنة ، التحقت على الفور بالمدارس لمواصلة مُختلف المراحل التعليمية ، وتسير فيه بتفوق لم يقل عن قُدرتها فى سُرعة فهم طبيعة المُجتمع الهولندى بمُختلف عاداته وسلوكياته ، واستطاعت منذ ذلك الحين وحتى اليوم ان تتكيف وتندمج مُحتفظة بشخصيتها الاسلامية المصرية ، دون تقديم تنازلات أو تصهر ذاتها وتضيع معالم جذورها ، وهو الأمر الذى أكسبها احترام وتقدير الهولنديين من حولها وكذلك أبناء بلدها .

وكما يقول المثل عرفت نورهان بدر فى وقت مُبكر وبتلقائية كيف و " من أين تؤكل الكتف " والتهمت بالفعل اللحم من اسفل الى أعلى ،  هذا اضافة لدراستها علم النفس الاجتماعى. وعادة يُضرب هذا المثل للدلالة على الشخصية المُحنكة ، الواعية ، والمتبصرة ، التى لها خبرة في مُعالجة شؤون الحياة ، وقادرة على فهم الواقع ومعايشته ، ومن وجهة نظر إدارية قادرة على تحديد أهدافها ، وهكذا تفعل نورهان التى استطاعت قراءة ادارة المجتمع الهولندى ، فدخلت عن قناعة تتناسب مع شخصيتها من أبواب العمل الاجتماعى التطوعى العام ، وأمسكت بالمفاتيح التى أهلتها لوظيفة مرموقة فى وزارة الأمن والعدل التى تعتبر واحدة من أهم الادارات السياسية فى هولندا .

تلتقى نورهان من خلال وظيفتها اليومية بكثير من شرائح الثقافات الاجتماعية المتنوعة ، فى ذات الوقت تستثمر جانب من طبيعة عملها فى أنشطة تفيد شباب مصر وخاصة الاتحادات النسائية التى تهتم بقضايا المرأة العربية في هولندا ، ومن أهم الأمور التى تدفع بأسهم نورهان إجتماعياً وسياسياً الى أعلى ، اهتمامها بإعلان وإعلاء المبادئ الاجتماعية العامة التى تُعتبر عصب وشرايين السياسة والقوانين الهولندية ، وهو كان وما زال من أهم أوراق ترشيحها فى مرتبة عالية بقائمة حزب العمل فى الإنتخابات البلدية المُقبلة 21 مارس الجارى ، مُعلنة عن برنامج إنتخابي يشمل السعى لتوفير فرص عمل متساوية للجميع ولتحقيق الاندماج في المجتمع بين الهولنديين وأصحاب الأصول الأجنبية .

أيضاً يجد استخدام نورهان للغة خطاب سياسى اجتماعى هادئ صدى وقبول متوازن من كافة شرائح المجتمع ، وخاصة القيادات السياسية داخل حزب العمل الذى تنتمى اليه ، الأمر الذى ساهم بقدر كبير فى ترشيحها ، خاصة تأكيدها انها لا تشعر دائما وكأنها مهاجرة وليست هولندية الأصل ، وترديدها العبارة السحرية التى تجذب آذان الهولنديين 'Ik voel me thuis in Nederland' ومعناها : " أشعر بأن بيتى هو هولندا " وتكرر قولها : نشأت هنا ودرست وأعيسش في مدينة أيدا وعلى واجبات ولى حقوق ، ولا تنفى ان لكل انسان خلفيتة الخاصة به وخبرتة ، وتدعو لإستخدام  ذلك والتعامل معه بإحترام حتى يشعر الجميع بالأمان  . . انها المواطنة الهولندية المصرية الأصل نورهان التى تقف على عتبة البرلمان من دخولها باب المجلس البلدى فى مدينتها إيدا بهولندا .

[email protected]