بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

آفة الصحافة

أخلاق اسرائيل : دودبان . . دوخفيت (3)

يجلسون فى كابينة الطيار، يضغطون على أزرار وعلى عصا القيادة يلعبون لعبة الحرب ، ويحكمون بالحياة أو بالموت .  من أماكنهم العالية فى السماء يرون فقط نقطا سوداء تتراقص بخوف ، لتنجو بنفسها، وربما أيضا كالذين يلوحون بأيديهم فوف أسطح المنازل برعب فظيع ، السهم الأسود مصوب الى الهدف، ويتعالى الدخان الأسود كالفطر - هوب - ويهتز جناح الطائرة ، إصابة " جيدة " وينتقلون إلى الغارة الثانية ، لجريمة بشعة جديدة . لم يروا بحياتهم طائرة عدوة ، آخر معركة جوية  لسلاحهم جرت قبل ان يولد مُعظمهم، ولم يروا بحياتهم عن قرب بياض عيون أو احمرار دم ضحاياهم. هم أبطال على ضعفاء، وعلى أضعف الضعفاء على عجزة، على من ليس لهم سلاح جوى ولا دفاع جوى ، على من بالكاد لديهم طائرة ورقية.

انه "جدعون ليفى" الكاتب الإسرائيلى الذى جعل من مقالاته فى جريدة هاآرتس آفة صحفية على حكومة اسرائيل ، يكشف الوجه القبيح للاحتلال بجرأة دون خوف .

تحت عنوان " الأشرار للطيران " بلهجة ساخرة يقول : هم الفصحاء ، المتألقون ، الأذكياء ، المُثقفون بين الجنود ، يتعلمون ، خلال خدمتهم ، فى أحسن الجامعات ، يأتون من أحسن البيوت ، من أفضل الطلاب الثانويين، يؤهلون على مدى سنين لأداء مهامهم إليكترونيا، إلكترونيات الطيران،  الإستراتيجية، المناورة وطبعا الطيران ، خيرة الشباب الاسرائيلى المُعد للمستقبل ، حقاً انهم الأفضل ، أفضل للطيران، ويقومون بأسوأ الأعمال الإجرامية وأبشعها .

بعد انتهاء الخدمة العسكرية الجوية سيذهب هؤلاء للعمل فى شركة الطيران الاسرائيلية " العال " أو فى تكنولوجيا الطيران العالية، للحصول على أعلى رواتب مالية، وسينسون ما فعلوه من جرائم أثناء خدمتهم العسكرية.. ينسون!؟ طائرات اف 16حينما كانوا يطاردون الأولاد الفلسطينيين فى الشوارع والأزقة .

هؤلاء الطيارين ليسوا من جنود "غولانى" الذين يقتحمون البيوت فى أنصاف الليالى للتفتيش والإختطاف، وليسوا جنود فرقة " كفير " الذين يقفون عند الحواجز لإهانة الفلسطينيين، وليسوا من فرقة " دودبان " المستعربة، ولا فرقة " دوخفيت " المهاجمة، ولا ممن يلوثون أفواههم بالبذاءة، ولا يحقرون.

انهم فصحاء اللسان، هم الطيارون الذين يقتلوا ويجرحوا الآلاف من المدنيين ، انهم من قتلوا 18 من عائلة واحدة ، أطفال ونساء، حينما كان الهدف هو قتل قائد شرطة غزة " تيسير البطش " ، هم الطيارون الذين يُقال عنهم انهم من الجيش الأكثر أخلاقاً فى العالم !! ..

يقول الكاتب الإسرائيلى "جدعون ليفى" : كُنت أتمنى لو التقى الطيار أو مُشغل الطائرة التى بلا طيار والذى ضغط على زر الموت ، لأسأله كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صورة القتل والدمار الذى زرعته ؟ هل رأيت الجثث المُمزقة والجرحى النازفين ؟ هل رأيت الأولاد المذعورين والنساء المذعورات والدمار الذى زرعته من طائرتك المُتقنة جداً !! . . هذا ما فعلته يداك ، هذا ما يليق بطيار مثلك .

حاشية : نكشف الوجه الإسرائيلى القبيح . . ونقول لمن يدفع الى سيناء والداخل المصرى بالإرهابيين عبر الأنفاق من غزة : أين ضمائركم ؟! أين دينكم ؟! أين ذهبت أخلاقكم ؟! . . دماء أولادنا وصمة عار فى جبين الخونة .

[email protected]