بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

حدثوا الخطاب الدينى...لا تجددوه

لم تسعنا مساحة الحروف والسطور فى مقالنا الماضى لاستكمال ما أشرنا إليه مما ورد فى حديث سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة ذكرى مولد الرسول الكريم نبينا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام وذلك بخصوص تفاصيل ما يتعلق بتكرار أو التأكيد على الدعوة لتجديد الخطاب الدينى.

وكنا قد ذكرنا أيضا أن سيادة الرئيس تعرض وللمرة الأولى لتفاصيل أو محددات بعينها فى دعوته تلك المرة لتجديد الخطاب الدينى، بعد أن كان يطرح الموضوع فيما سبق كعنوان عريض دون الدخول أو الخوض فى تفاصيل، ولكن فيما يبدو أنه وجد أن لا جدوى ولا صدى لدعواته المتكررة فى السابق، وظنى أنه شعر أن كل ما مضى ذهب هباء أو كما يقال فى تعبيرنا المصرى بالعامية ( كأنه بينده فى مالطا)، فلم تتخذ خطوات حقيقية لتصيب الهدف أو إجراءات جادة مخطط لها بفاعلية ونظام مدروس وبجدول زمنى من قبل كل من: مؤسسة الأزهر الشريف، دار الإفتاء، ولا وزارة الأوقاف وتلك هى الجهات الثلاث التى من المفترض أننا نوجه الحديث إليها أو نسند المهمة الهامة (جدا جدا جدا) لها، فلا أدرى لماذا تتعامل هذه المؤسسات الحيوية والتى نحترمها و نكن لها تقديرا كبيرا بل ونتعامل معها بشىء من الحب وذلك بحكم طبيعة علاقتنا التاريخية بها وما أدته وكانت تؤديه من دور كبير كمنارات مضيئة، إلا أنها باتت تتعامل مع الأمر بشىء كبير من عدم الجدية؟ هذا مع ظنى بأننى أستطيع أن أفهم أو أقرأ الواقع حول (لماذا) تتصرف أو يتصرف على وجه التحديد بعض الأشخاص فى هذه المؤسسات فى العديد من أقسامها الداخلية على طريقة الموظف وليس على طريقة الداعية الإسلامى الذى يشق طريقا للنور يصلح من خلاله فى الأحوال الانسانية مع قضية تجديد الخطاب الدينى هكذا، ولكن حتى أكون أكثر تحديدا ودقة فالسؤال من الأفضل يطرح بـ( كيف ) يترك أمر هام كهكذا وحيوى للغاية (فى سياق ما نعانيه من ويلات وتبعات مريرة بل شديدة المرارة والقسوة سواء كان ذلك على حساب أو على المستوى الدينى أو الأخلاقى أو الإنسانى بصفه عامة من جراء الجمود و تقديس الغير مقدس من أشخاص و آراء) لتلك المؤسسات التى من المفترض أن تكون حريصة هى من تلقاء نفسها كل الحرص على القيام بمهامها فى هذا السياق، فهو واجبها الأول الذى لابد وأن تؤديه بمنتهى الأمانة فى توصيل صحيح الدين أو تنقيح الخطاب الدينى مما علق به من افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان، وأقولها وما كنت أود ذلك أن هناك تقصيرا شديدا من جانب الكثير ممن ينتمون الى تلك المؤسسات، بل وأحيانا سلبية فى مواجهة الأمر، لذا أرى أنه من الأهمية أن أطرح ذلك السؤال مرة ثانية: كيف سيجدد أو يحدث الخطاب الدينى من أسهم فى تشويهه ؟ أو على أقل التقديرات ظل ساكنا صامتا الا من كلمات باهتة من عائلة (يشجب و يدين و.......وغيرها) فى لحظات كاد التصرف بهذه الطريقة فيها  يصبح عارا ليس على تلك المؤسسات فحسب بل علينا جميعا، لاننا غضضنا الطرف سواء كمشايخ أو علماء أو مسئولين أو حتى مسلمين ولم نحرك ساكناً.

وسأعود لما طرحه الرئيس السيسى من نقاط خاصة بتجديد( تحديث) الخطاب الدينى أو ملاحظاتى وتحليلى لبعص ما جاء فى خطاب سيادته:

ـ فقد استخدم تلك المرة كلمة (تحديث) بدلا من تجديد، وكلنا يعلم الفرق ما بين تلك الكلمتين.

ـ أيضاً تحدث عن وجوب إحداث (ثورة فى تحديث الخطاب الدينى)، مشيرا الى ان الرسول الكريم الذى جاء بالحق أحدث ثورة فى مكان وزمان كانت ظروفه أصعب بكثير مما نحن عليه الآن.

ـ (كرر الدعوة) ومعنى ذلك أنه لم يحدث أو لم ير نتائج لما طلبه من قبل.

ـ (الأمر ليس بالرفاهية بل هو ضرورة ملحة) فبكل أسف لم يتعامل البعض فى داخل المؤسسات المنوط بها الأمر بالجدية الكافية أو المطلوبة.

ـ طالب سيادته أيضا بضرورة (تشكيل لجنة من كبار علماء الأزهر وكذلك اساتذة فى السياسة و الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع).

ـ المعركة (جزء منها بالسلاح وجزء أهم بالعقل).