بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

كنوزنا المهدرة


اليوم كنت أجلس على مكتبى أتابع بعض الأعمال و سرحت قليلا فى أيام طفولتى و تذكرت أيام الدراسة الجميلة و مادة الجغرافيا التى كنت أعشقها فى المرحلة الإعداداية ، وكم كان وقتها يملئنى الفخر بأن الله عز وجل قد أنعم علينا بكل هذه النعم و الموارد الطبيعية و التى تكاد لا تجتمع فى أى دولة فى العالم إلا فى مصر .
فتذكرت موقع مصر الجغرافى المتميز و الذى يقع بين قارتى أسيا و أفريقيا و تبلغ مساحتها مليون كيلو متر مربع أى حوالى 238 مليون فدان . و هذه مساحة جيدة مقارنة بدول أخرى .
و لدينا ثلث اثار العالم ، و سواحل بطول 3500 على شاطئ البحر الأحمر و الأبيض ، و نهر النيل الذى يبلغ طوله حولى 1100 كيلو متر بالإضافة لـ 400 كيلو متر أذرع النيل .
لدينا قناة صناعية من أعظم قنوات العالم و هى قناة السويس و التى تربط الشرق بالغرب .
لدينا 11 بحيرة طبيعية و أكبر بحيرة صناعية على مستوى العالم و هى بحيرة ناصر .
لدينا ثروات معدنية من فوسفات و منجنيز و غاز طبيعى و رمال طبيعية تستخدم فى العديد من الصناعات .
لدينا أهم مسارين الأول مسار خروج اليهود أيام سيدنا موسى و الثانى مسار العائلة المقدسة السيدة مريم و السيد المسيح عليه السلام . و الذى من الممكن استخدامها فى السياحة الدينية .
لدينا 90 مليون مواطن أكثر من ثلثهم من فئة الشباب أى الفئة العاملة المنتجة .
لدينا مناخ معتدل طول العالم ، و أقدم مزارع فى التاريخ حيث ظهرت الحضارة الفرعونية منذ أكثر من 7000 سنة على ضفاف النيل و بين جانبيه .
ولكن سرعان ما تيقظت من هذه الغفلة و تذكرت الوضع الحالى و ما نحن عليه الان ، و سرعان من تبدل هذا الفخر بالتعجب و الإستغراب عن سبب عدم استغلالنا لما وهبه الله لنا من هذه النعم و تلك الموارد .
و أتعجب الأن عندما أجد العديد من الدول و التى ليس لديها ربع من رزقنا الله من نعم بل و لا يتجاوز عمرها المائة عام و لكنها استطاعت أن تتفوق و تحقق التقدم و التنمية لشعبها .
و سألت نفسى فما السبب ؟ و كيف للدولة أن تُدرس لنا كافة هذه النعم فى المدارس و لا تستطيع استغلالها بالطريقة الجيدة . الذى يعمل على زيادة التنمية لدينا و أن يجعلنا فى مقدمات الأمم .
إذا فالسبب فى سوء إدارتنا لهذا الموارد و يجب علينا أن نعترف بذلك . و لكن إلى متى سنظل لا نُحسن إستغلال مواردنا . و كيف لدول عمرها عشرات السنين فقط مثل ماليزيا و سنغافورة و تايوان تحتل مراكز متقدمة عنا بالرغم من عدم إمتلاكها لمثل ما لدينا من موار .
و كيف استطاعت هذه الدول أن تحول الزيادة السكانية عندها إلى ثروة قومية تحقق من خلالها زيادة الإنتاج و تحقيق التنمية بعد أن قامت هذه الدول بالإهتمام بالتعليم و التدريب و تأهيل شعوبها .
فمنذ نعومة أظافرى و أنا أسمع من مسئولينا بأنه قرب الوقت للخروج من عنق الزجاجة ، و بعدها ستتحقق التنمية و مرت السنوات تلاحقها السنوات و لازلنا داخل هذه الزجاجة و التى ضاقت بنا .
و أوجه سؤالى إلى أولى الأمر و المسئولين فى بلادنا . متى سنخرج من عنق الزجاجة ؟ أم أن الزجاجة قد أغلقت علينا و نحن فى داخلها و سوف نختنق من قلة الهواء النابع من قلة التنمية .
و أعتقد أنه لكى يتم إحداث التنمية فلابد من مسئولينا مد يد العون لعلمائنا و هم كُثر لكى نستطيع الإستفادة المُثلى من مواردنا و أن يفكروا فى طرق نستطيع من خلالها الخروج من هذه الزجاجة اللعينة . لننطلق فى مجال التنمية و نعيش حياة كريمة يستحقها المواطن المصرى .