بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

ثقافة الـ «كناسة».. تحت السجادة

قبل أن تقرأ: لاتتزوج أبداً.. أبداً من هذه المرأة!

- لاتحب ابنتها أو تغرم بها.. أغلق قلبك تماماً.. أوصد شغاف أذنيك.. وتحسس يدك.. فلا تدعها تنفلت من عقالك.. وتتسلل ل» تستدفيء» أو لتستشعر ملمس يديها.. لاهي.. ولا ابنتها.. مهما كان حجم الإغراء.. مهما كان الطلاء منسجما مع الأظافر ومع الاصابع المنحوتة من الشمع الساخن.. مهما كان نسيمها منبعثاً فواحاً قادما من «أرماني» أو من «جيفنشي».. مهما كان الضوء خافتا ورومانسياً.. مهما كانت «الأمسية» في حضرتها تبدو مزركشه ومطرزة وموشاة بقصب «اللهفة».. فكل هذا « يخفي ال «كناسة» تحت «السجادة»!

- مهما كان الأمر.. لطفا لاتقع في الفخ» وتذكر دوماً أن «كناسة البيت».. مخبوءة تحت السجادة!

الحياة في مصر تشبه فخ السقوط في براثن هذه المرأة (ويقول عنها المثل الشعبي البلدي: من بره هالله هالله.. ومن جوه يعلم الله). يتزوج المصريون من أمثال هذه المرأة تقريباً كل الوقت.. يتزوجونها بعقد زواج وشهود في مشيخة الأزهر.. وبعقد زواج عرفي في مكتب محام .. وبدون عقد تماماً.. حينما يتعاملون مع أي مشكله يومية أو حياتية.. فكل تعامل يشبه الارتباط بمثل هذه المرأة التي تتعطر من «جيفنشي»، لكنها لاتذهب لغسيل نفسها بقطرات الماء قبل أن تمد يدها إلي دولاب ملابسها وعلبة مكياجها!. حالة «غش» مريعة مع سبق الإصرار والترصد.. يفعل هذا كثير من البشر في مصر.. من كل صنف ولون.. «الإخوان المسلمون» - المفسدون بعد انكشافهم - يفعلون ذلك.. فيقولون مالا يفعلون.. يدّعون النضال السلمي وهم يفجرون ويحرقون ويقتلون.. ينادون بالحرية والديمقراطية وفي أول لحظات استلابهم للحكم استلبوا «الحلم» وارتدوا على أعقابهم .. ومارسوا الفاشية في أبشع صورها.. ولايزالون. حلم المصريون بانتهاء «العهد البغيض» لـ «حسني مبارك».. فكتبوا - الإخوان - بأيديهم وبسرعة شديدة لافتة العهد الجديد» الأبغض» في تاريخنا العتيد.. وضعوا كل «كناستهم»، وما أمسكوا به بعقول ووجدان الناس فى أرقي الدواليب وأغلقوها بالضبة والمفتاح، وأظهروا الوجه الحقيقى لعملتهم الرديئة.

سبقهم اليسار المصري إلى ذلك، فكان عتاة اليساريين ينادون بحماية الصناعات الوطنية ويدافعون عن القطاع العام، وبينما كانت مصانع غزل ونسج المحلة تنتج افخر البِدَلْ التي كان يشيد بها مبارك (في الثمانينيات!) فإنهم كانوا يأتون بملابسهم وبدلهم وكرافاتاتهم «السينيه» من باريس ولندن.. وأما ماما أمريكا فكانوا «يحجون» اليها طلبا للعلاج وشراء السيارات و المستلزمات الإلكترونية والكهربائية (وعند الحاجة كانوا يهتفون بحراره: الاستعمار في الامريكان!.. «فعلاً: الاستحمار في المصريين»).

واليَمِينيون كانوا دعاة للاستقلال الوطني وتحقيق الجلاء لكنهم كانوا يتفاوضون مع الانجليز ويشكلون حكومات بالتنسيق معهم!

ويفتتح الرؤساء والوزراء وكبار المسئولين المشروعات الجديدة، فتبدو «الكناسة تحت السجادة» واضحة لكل العيون ،إلا هؤلاء الوزراء والمسئولين. يتهللون - وربما يُكَبِرون- وهم يضعون حجر الأساس للمشروع، بينما تحجب الرؤيه عنهم الورود التي استأجر الغشاشون «أصصها» من محال الزهور، و«الخيام» التي جلبوها من محال الفراشة.. وخلفها ووريت كل الكناسة»!

تذهب إلي مؤسسة حكومية فتجد مكتب المدير غاية في الأبهة.. ولكن العامل الذي قام بتنظيف المكان يأبي إلا أن يخبيء الـ «كناسة تحت السجادة».

تعاملات الناس اليومية مع بعضهم البعض صوره مكرره من هذا الأسلوب: اضرب موعدا مع أحد.. قريب.. صديق.. أحد العمال.. صنايعى أوكهربائي أو سباك.. ستجده لحظة الاتفاق شخص مختلف تماماً بعد أن يقسم لك بأغلظ الأيمان أنه مختلف وأنه محترم وأنه أمين ويفي بوعوده ويحترم مواعيده.. فما إن « يقبض» عربوناً حتي يذهب إلى امرأته، ويطلب إليها أن تطهو له اللحم والدجاج ويملأ معدته وينام و» يتأنتخ».. وأما الموعد وصاحبه والذي دفع ثمن «الليله» من دم قلبه.. فهو يجلس نازفا يحرق أعصابه مع كل رنة هاتف يطلبه فيها ولا يرد عليه! لاتحزنوا فهذا الرجل المحترق الأعصاب نفسه لطالما فعل الشيء نفسه!

ماذا نفعل بأنفسنا؟ أصبحنا بألف وجه ووجه.. نقسم بأغلظ الأيمان ونحن كاذبون في اعماقنا وممارساتنا.. ندعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ونحن لانتحمل كلمة نقد.. وما أن نبدأ حواراً حتي ننهيه بـ «تقطيع الهدوم»!.

خربت نفوس «الإخوان» مثلما خربت نفوس كثيرة في زماننا القبيح.. من ذلك الإعلامي خرب الذمة الذي يدعي الشرف وهو يكتب خبراً مدفوع الأجر، إلى طبيب المناظير الذي يجري منظارا لمعدتك بآلاف الجنيهات بأجهزة الحكومه ولايدفع ثمنا لذلك إلا الفتات.. إلى المحامي الذي يبيع موكله لخصومه.. إلى هؤلاء الذين يتقاضون الرشوة ويسمونها إكرامية.. (لطفاً استدع انت الي ذهنك كل ما هو على شاكلة هذا القبح العجيب) 

بعد أن قرأت: كان المدرسون ومشايخ الكتاتيب والأئمة والقساوسة يعلموننا القيم ويغرسون فينا المثل العليا و فضائل التقوي والعمل الصالح.. وكانت قيم «العمل شرف وحق وواجب وحياة» مدونة علي كتبنا المدرسية.. أما اليوم فالثقافة التي يعلمها المدرسون لأبنائنا هي مص الدماء عبر الدروس الخصوصية وأما المشايخ والقساوسة فيشطرون نفوس أبنائنا بتناقضاتهم الصارخة.. فيبدو الوجه اللامع وكأنه تعليم الدين وغرس فضائل الإيمان.. أما الحقيقة الصادمة من إيمان بالدجل والشعوذة والثعبان الأقرع الخ.. فهي مخبوءة في الأعماق.. تماما كتلك «الكناسة» التي تكنسها المرأة.. ولاتتورع عن تخبئتها تحت السجادة!