بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

ثورة غضب.. أم انتخابات؟!

 

انتخابات الهيئة العليا في الوفد هذه المرة، ليس لها مثيل من قبل.. الاستعدادات علي قدم وساق، فعلاً لا قولاً.. والرغبة في التغيير بلا حدود وبلا سقف.. فلا أحد يعرف النتيجة مقدماً.. ربما كانوا يعرفونها في المرات السابقة.. لأنها كانت محسومة.. المرشحون يجوبون المحافظات.. والناخبون يعرفون قيمة أصواتهم، ويعرفون كيف أنها مؤثرة.. ومن هنا تأتي قيمة الانتخابات.. ومن هنا تبدو العملية مزعجة، ورسالة في وقت واحد.. وقد اعتاد الوفديون أن يرسلوا بهذه الرسائل.. حدث ذلك منذ عام في انتخابات الرئاسة!

هناك فارق كبير بين انتخابات تحدث الآن، وبين أية انتخابات كانت، قبل ثورة 25 يناير.. الوفديون حريصون علي تأكيد فكرة تداول السلطة.. فضلاً عن إرسال رسائل عديدة.. قد لا تكون أولاها إلي رئيس الوفد.. ولا آخرها إلي حكومة الثورة والمجلس العسكري.. خاصة عندما تنطلق معركة الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. لذلك لم أكن مبالغاً عندما تساءلت: هل هي ثورة غضب وفدية، أم انتخابات عادية، تجري داخل بيت الأمة.. وفي إطار الأسرة الوفدية؟.. هل هي ثورة ثانية، تواكب الدعوة للثورة الثانية؟!

وأتصور أن كثرة عدد المرشحين في الانتخابات، يعكس أكثر من معني.. الأول: التعبير عن الديمقراطية والليبرالية، التي تتمتع بها انتخابات بيت الأمة.. الثاني: الرغبة العارمة في التغيير، خاصة من جانب جموع الشباب.. الثالث: التعبير عن غضب مكتوم لدي قطاعات عريضة، تجاه موقف الحزب العريق من ثورة يناير.. الرابع: تلبية لطموحات الكثيرين، ودفع طاقات شبابية للصفوف المتقدمة.. وإيجاد نوع من الحيوية، وتغيير الدماء في شرايين الحزب، الذي يري الكثيرون أنه حزب للعواجيز.. الخامس: الإحساس العام بأن مكانة الوفد، ينبغي أن تتجاوز حدود بولس حنا!

التيار العام يسعي إلي نقل الوفد نقلة نوعية، تليق بعراقته ومكانته.. فلا يعتمد علي الماضي، بقدر ما يشارك  في صناعة مستقبل الوطن.. وأعتقد أن الوفد بدأ التجربة، منذ

عام في انتخابات الرئاسة.. وقدم النموذج وصدر الثورة بشكل مبكر.. وكان يقدم نموذجاً لانتخابات نزيهة وشفافة، قبل الانتخابات البرلمانية الماضية، لولا أن جمال مبارك وأحمد عز، قد أرادا شيئاً آخر.. وكان تدبيرهما سر الانتحار السياسي، وسقوط النظام.. والغريب أنه لا الوفد استوعب الدرس، الذي حدث في داخله، ولا الدولة استوعبت درس الانتخابات الرئاسية.. وراحت تكسر شوكة أكبر أحزاب المعارضة!

الآن نحن بين إحساسين.. الأول: إحساس الانتخابات داخل الأسرة الوفدية بالطبع.. والثاني: إحساس بالغضب المكتوم، علي أوضاع داخلية كثيرة.. جعلت أحزاباً ناشئة بالأمس أقوي تأثيراً، وأشد بأساً من الحزب الذي كانت تتوافر فيه، مقومات قيادة مصر بعد الثورة.. هذا هو التفسير الذي عندي، للإقبال الكبير علي الترشح.. والرغبة العارمة في التغيير.. فلابد أن نعترف أن الوفد، قد أثر إيجاباً، منذ عام في المشهد السياسي.. لكنه قد يتأثر سلباً، بما يحدث من تصرفات شباب الثورة!!!

المعني أن التغيير ربما لا يكون ثورياً، ولا جذرياً.. بحيث يقضي علي الخبرات القديمة.. ولا الانتخابات سوف تفرز ثورة شباب، تبدأ مرة أخري من بولس حنا.. إنما ستكون هناك رموز قديمة.. وما أحوج الوفد للشباب والشيوخ أيضاً.. وهي رسالة جديدة تبعث بها الهيئة الوفدية، لثوار ميدان التحرير!