بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

من أمل دنقل‮ ‬إلي شعب مصر‮:‬لا تُصالِح


مرت منذ أيام قليلة،‮ ‬الذكري الثامنة والعشرون لغياب الشاعر أمل دنقل‮. ‬لا تزال كلمات‮ "‬الجنوبي‮" ‬الذي‮ ‬غاب بجسده في‮ ‬21‮ ‬مايو عام‮ ‬1983‮ ‬ وصية خالدة لا‮ ‬ينال منها الزمن‮. ‬لم‮ ‬يكن أمل دنقل مجرد شاعر من حبر وكلمات‮. ‬كان‮ "‬قصيدة حية‮" ‬في‮ ‬أشعاره وطقوس حياته وروحه التي‮ ‬تقاوم ولا تساوم‮. "‬أمل‮" ‬الذي‮ ‬يقول‮: "‬معلّق أنا علي مشانق الصباح،‮ ‬وجبهتي‮ ‬بالموت محنية،‮ ‬لأنني‮ ‬لم أحنها حية‮"‬،‮ ‬كان‮ ‬يعرف أن كل صرخة هي‮ ‬ثغرة في‮ ‬زنازن الديكتاتوريات المعتمة،‮ ‬للعبور تجاه النور‮. ‬كان الحارس الوحيد،‮ ‬ربما،‮ ‬لعزة الروح في‮ ‬زمن السقوط والانكسار والبيع المجاني‮. ‬كان نبوءة للحرية التي‮ ‬تأخرت كثيرا،‮ ‬حتي حسبنا أنها محض وهم أو مستحيل‮.‬

ما أحوجنا الي أمل دنقل الآن‮. ‬قصيدته‮ "‬مقتل كليب‮ (‬الوصايا العشر‮)" ‬الشهيرة بـ‮ "‬لا تصالح‮"‬،‮ ‬هي‮ ‬شهادة علي اللحظة الحاضرة،‮ ‬رغم أنه كتبها منذ أكثر من‮ ‬30‮ ‬عاما‮. ‬إنها تحذير لكل مصري‮ ‬ضد دعاوي‮ "‬المصالحة‮" ‬او‮ "‬السماح‮" ‬او‮ "‬العفو‮". ‬كأنه كان حاضرا وسط الجموع في‮ ‬ميدان التحرير وشهد بعينيه دماء الشهداء التي‮ ‬غسلت عار الخنوع الطويل‮. ‬كأنه كان هناك حول‮ "‬الكعكة الحجرية‮" ‬مكانه المفضل،‮ ‬شاهدا علي اختراق الرصاص للصدور العارية‮.‬

لا‮ ‬غفران ولا نسيان مع القتلة،‮ ‬هكذا‮ ‬يقول‮ "‬أمل‮". ‬لاتسامح مع القناصة الذين استهدفوا عيون المتظاهرين دون رفة جفن‮: "‬أتري حين أفقأ عينيك،‮ ‬ثم أثبّت جوهرتين مكانهما،‮ ‬هل تري،‮ ‬هي‮ ‬أشياء لا تُشتري‮".‬لا مصافحة لليد في‮ ‬اليد مع من أعطوا أوامرالقتل دون عضّة من ضمير‮: " ‬كيف تنظر في‮ ‬يد من صافحوك،‮ ‬فلا تبصر الدم،‮ ‬في‮ ‬كل كف؟‮". ‬لا مصالحة مع من نهب أموال الفقراء وكدسها في‮ ‬خزائن وبطون لاتعرف التخمة ولا الشبع‮: "‬فما الصلح إلا معاهدةٌ‮ ‬بين ندَّينْ،‮ (‬في‮ ‬شرف القلب‮) ‬لا تُنتقَصْ،‮ ‬والذي‮ ‬اغتالني‮ ‬مَحضُ‮ ‬لصْ‮". ‬لا مهادنة تحت ضغوط الدشداشات الخليجية‮: "‬هؤلاء الذين‮ ‬يحبون طعم الثريد،‮ ‬وامتطاء العبيد،‮ ‬هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،‮ ‬وسيوفهم العربية،‮ ‬قد نسيتْ‮ ‬سنوات الشموخ‮". ‬الخلاصة أنه لا راحة قبل إعادة بناء مصر‮: "‬يعود الوجود لدورته الدائرة‮: ‬النجوم‮.. ‬لميقاتها،‮ ‬والطيور‮.. ‬لأصواتها،‮ ‬والرمال‮.. ‬لذراتها،‮ ‬والقتيل لطفلته الناظرة‮".‬

نم قرير العين‮ ‬يا‮ "‬أمل‮".‬

نم أيها المُعلم الأكبر مبتسما في‮ ‬سكينة الآخرة‮.‬

ثق في‮ ‬الذين علمتهم أن‮ ‬يقولوا‮:"‬لا،‮ ‬في‮ ‬وجه من قالوا نعم‮". ‬

ثق أن الحناجر التي‮ ‬دربتها طويلا عبر عمرك القصيرعلي شرف الحرية،‮ ‬لن تعود بسهولة الي عار الخرس‮.‬

"1"

لا تصالحْ‮ ! ‬

ولو منحوك الذهب‮ ‬

أتري حين أفقأ عينيك،‮ ‬

ثم أثبت جوهرتين مكانهما‮.. ‬

هل تري؟‮ ‬

هي‮ ‬أشياء لا تشتري‮. ‬

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،‮ ‬

حسُّكما‮ - ‬فجأةً‮ - ‬بالرجولةِ،‮ ‬

هذا الحياء الذي‮ ‬يكبت الشوق حين تعانقُهُ،‮ ‬

الصمتُ‮ - ‬مبتسمين‮ - ‬لتأنيب أمكما‮.. ‬

وكأنكما‮ ‬

ما تزالان طفلين‮! ‬

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما‮: ‬

أنَّ‮ ‬سيفانِ‮ ‬سيفَكَ‮.. ‬

صوتانِ‮ ‬صوتَكَ‮ ‬

أنك إن متَّ‮: ‬

للبيت ربٌّ‮ ‬

وللطفل أبْ‮ ‬

هل‮ ‬يصير دمي‮ - ‬بين عينيك‮ - ‬ماءً‮ ‬؟‮ ‬

أتنسي ردائي‮ ‬الملطَّخَ‮ ‬بالدم‮.. ‬

تلبس‮ - ‬فوق دمائي‮ - ‬ثيابًا مطرَّزَةً‮ ‬بالقصب ؟‮ ‬

إنها الحربُ‮ ! ‬

قد تثقل القلبَ‮ .. ‬

لكن خلفك عار العرب‮ ‬

لا تصالحْ‮ .. ‬

ولا تتوخَّ‮ ‬الهرب‮ ! ‬

"2"

لا تصالح علي الدم‮ .. ‬حتي بدم‮ ! ‬

لا تصالح‮ ! ‬ولو قيل رأس برأسٍ‮ ‬

أكلُّ‮ ‬الرؤوس سواءٌ‮ ‬؟‮ ‬

أقلب الغريب كقلب أخيك ؟‮! ‬

أعيناه عينا أخيك ؟‮! ‬

وهل تتساوي‮ ‬يدٌ‮ .. ‬سيفها كان لك‮ ‬

بيدٍ‮ ‬سيفها أثْكَلك ؟‮ ‬

سيقولون‮ : ‬

جئناك كي‮ ‬تحقن الدم‮ .. ‬

جئناك‮ ‬،‮ ‬كن‮ - ‬يا أمير‮ - ‬الحكم‮ ‬

سيقولون‮ : ‬

ها نحن أبناء عم‮. ‬

قل لهم‮ : ‬إنهم لم‮ ‬يراعوا العمومة فيمن هلك‮ ‬

واغرس السيفَ‮ ‬في‮ ‬جبهة الصحراء‮ ‬

إلي أن‮ ‬يجيب العدم‮ ‬

إنني‮ ‬كنت لك‮ ‬

فارسًا،‮ ‬

وأخًا،‮ ‬

وأبًا،‮ ‬

ومَلِك‮! ‬

"3"

‮ ‬لا تصالح‮ .. ‬

ولو حرمتك الرقاد‮ ‬

صرخاتُ‮ ‬الندامة‮ ‬

وتذكَّر‮ .. ‬

‮(‬إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة‮) ‬أن بنتَ‮ ‬أخيك‮ "‬اليمامة‮" ‬

زهرةٌ‮ ‬تتسربل‮ - ‬في‮ ‬سنوات الصبا‮ - ‬

بثياب الحداد‮ ‬

كنتُ،‮ ‬إن عدتُ‮: ‬

تعدو علي دَرَجِ‮ ‬القصر،‮ ‬

تمسك ساقيَّ‮ ‬عند نزولي‮.. ‬

فأرفعها‮ - ‬وهي‮ ‬ضاحكةٌ‮ - ‬

فوق ظهر الجواد‮ ‬

ها هي‮ ‬الآن‮ ‬صامتةٌ‮ ‬

حرمتها‮ ‬يدُ‮ ‬الغدر‮: ‬

من كلمات أبيها،‮ ‬

ارتداءِ‮ ‬الثياب الجديدةِ‮ ‬

من أن‮ ‬يكون لها‮ - ‬ذات‮ ‬يوم‮ - ‬أخٌ‮ ! ‬

من أبٍ‮ ‬يتبسَّم في‮ ‬عرسها‮ .. ‬

وتعود إليه إذا الزوجُ‮ ‬أغضبها‮ .. ‬

وإذا زارها‮ .. ‬يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،‮ ‬

لينالوا الهدايا‮.. ‬

ويلهوا بلحيته‮ (‬وهو مستسلمٌ‮) ‬

ويشدُّوا العمامة‮ .. ‬

لا تصالح‮! ‬

فما ذنب تلك اليمامة‮ ‬

لتري العشَّ‮ ‬محترقًا‮ .. ‬فجأةً‮ ‬،‮ ‬

وهي‮ ‬تجلس فوق الرماد ؟‮! ‬

"4"

لا تصالح‮ ‬

ولو توَّجوك بتاج الإمارة‮ ‬

كيف تخطو علي جثة ابن أبيكَ‮ ..‬؟‮ ‬

وكيف تصير المليكَ‮ .. ‬

علي أوجهِ‮ ‬البهجة المستعارة ؟‮ ‬

كيف تنظر في‮ ‬يد من صافحوك‮.. ‬

فلا تبصر الدم‮.. ‬

في‮ ‬كل كف ؟‮ ‬

إن سهمًا أتاني‮ ‬من الخلف‮.. ‬

سوف‮ ‬يجيئك من ألف خلف‮ ‬

فالدم‮ - ‬الآن‮ - ‬صار وسامًا وشارة‮ ‬

لا تصالح‮ ‬،‮ ‬

ولو توَّجوك بتاج الإمارة‮ ‬

إن عرشَك‮: ‬سيفٌ‮ ‬

وسيفك‮: ‬زيفٌ‮ ‬

إذا لم تزنْ‮ - ‬بذؤابته‮ - ‬لحظاتِ‮ ‬الشرف‮ ‬

واستطبت الترف‮ ‬

"5"

لا تصالح‮ ‬

ولو قال من مال عند الصدامْ‮ ‬

‮".. ‬ما بنا طاقة لامتشاق الحسام‮ .." ‬

عندما‮ ‬يملأ الحق قلبك‮: ‬

تندلع النار إن تتنفَّسْ‮ ‬

ولسانُ‮ ‬الخيانة‮ ‬يخرس‮ ‬

لا تصالح‮ ‬

ولو قيل ما قيل من كلمات السلام‮ ‬

كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟‮ ‬

كيف تنظر في‮ ‬عيني‮ ‬امرأة‮ .. ‬

أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها‮ ‬

كيف تصبح فارسها في‮ ‬الغرام ؟‮ ‬

كيف ترجو‮ ‬غدًا‮ .. ‬لوليد‮ ‬ينام ؟

كيف تحلم أو تتغني بمستقبلٍ‮ ‬لغلام‮ ‬

وهو‮ ‬يكبر‮ - ‬بين‮ ‬يديك‮ - ‬بقلب مُنكَّس ؟‮ ‬

لا تصالح‮ ‬

ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام‮ ‬

وارْوِ‮ ‬قلبك بالدم‮.. ‬

واروِ‮ ‬التراب المقدَّس‮ .. ‬

واروِ‮ ‬أسلافَكَ‮ ‬الراقدين‮ .. ‬

إلي أن تردَّ‮ ‬عليك العظام‮ ! ‬

 

"6"

لا تصالح‮ ‬

ولو ناشدتك القبيلة‮ ‬

باسم حزن‮ "‬الجليلة‮" ‬

أن تسوق الدهاءَ‮ ‬

وتُبدي‮ - ‬لمن قصدوك‮ - ‬القبول‮ ‬

سيقولون‮ : ‬

ها أنت تطلب ثأرًا‮ ‬يطول‮ ‬

فخذ‮ - ‬الآن‮ - ‬ما تستطيع‮ : ‬

قليلاً‮ ‬من الحق‮ .. ‬

في‮ ‬هذه السنوات القليلة‮ ‬

إنه ليس ثأرك وحدك،‮ ‬

لكنه ثأر جيلٍ‮ ‬فجيل‮ ‬

وغدًا‮.. ‬

سوف‮ ‬يولد من‮ ‬يلبس الدرع كاملةً،‮ ‬

يوقد النار شاملةً،‮ ‬

يطلب الثأرَ،‮ ‬

يستولد الحقَّ،‮ ‬

من أَضْلُع المستحيل‮ ‬

لا تصالح‮ ‬

ولو قيل إن التصالح حيلة‮ ‬

إنه الثأرُ‮ ‬

تبهتُ‮ ‬شعلته في‮ ‬الضلوع‮.. ‬

إذا ما توالت عليها الفصول‮.. ‬

ثم تبقي‮ ‬يد العار مرسومة‮ (‬بأصابعها الخمسة‮) ‬

فوق الجباهِ‮ ‬الذليلة‮ ! ‬

"7"

لا تصالحْ

ولو حذَّرتْك النجوم‮ ‬

ورمي لك كهَّانُها بالنبأ‮.. ‬

كنت أغفر لو أنني‮ ‬متُّ‮.. ‬

ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ‮..‬

لم أكن‮ ‬غازيًا‮ ‬

لم أكن أتسلل قرب مضاربهم‮ ‬

أو أحوم وراء التخوم‮ ‬

لم أمد‮ ‬يدًا لثمار الكروم‮ ‬

أرض بستانِهم لم أطأ‮ ‬

لم‮ ‬يصح قاتلي‮ ‬بي‮: "‬انتبه‮" ! ‬

كان‮ ‬يمشي‮ ‬معي‮.. ‬

ثم صافحني‮.. ‬

ثم سار قليلاً‮ ‬

ولكنه في‮ ‬الغصون اختبأ‮ ! ‬

فجأةً‮: ‬

ثقبتني‮ ‬قشعريرة بين ضعلين‮.. ‬

واهتزَّ‮ ‬قلبي‮ - ‬كفقاعة‮ - ‬وانفثأ‮ ! ‬

وتحاملتُ‮ ‬،‮ ‬حتي احتملت علي ساعديَّ‮ ‬

فرأيتُ‮ ‬ابن عمي‮ ‬الزنيم‮ ‬

واقفًا‮ ‬يتشفَّي بوجه لئيم‮ ‬

لم‮ ‬يكن في‮ ‬يدي‮ ‬حربةٌ‮ ‬

أو سلاح قديم،‮ ‬

لم‮ ‬يكن‮ ‬غير‮ ‬غيظي‮ ‬الذي‮ ‬يتشكَّي الظمأ‮ ‬

 

"8"

لا تصالحُ‮ .. ‬

إلي أن‮ ‬يعود الوجود لدورته الدائرة‮: ‬

النجوم‮.. ‬لميقاتها‮ ‬

والطيور‮.. ‬لأصواتها‮ ‬

والرمال‮.. ‬لذراتها‮ ‬

والقتيل لطفلته الناظرة‮ ‬

كل شيء تحطم في‮ ‬لحظة عابرة‮: ‬

الصبا‮ - ‬بهجة الأهل‮ - ‬صوتُ‮ ‬الحصان‮ - ‬التعرف بالضيف‮ - ‬همهمة القلب حين‮ ‬يري برعمًا في‮ ‬الحديقة‮ ‬يذوي‮ - ‬الصلاة لكي‮ ‬ينزل المطر الموسمي‮ - ‬مراوغة القلب حين‮ ‬يري طائر الموت وهو‮ ‬يرفرف فوق المبارزة الكاسرة‮ ‬

كلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬تحطَّم في‮ ‬نزوةٍ‮ ‬فاجرة‮ ‬

والذي‮ ‬اغتالني‮ ‬ليس ربًّا‮ ‬

ليقتلني‮ ‬بمشيئته‮ ‬

ليس أنبل مني‮.. ‬ليقتلني‮ ‬بسكينته‮ ‬

ليس أمهر مني‮.. ‬ليقتلني‮ ‬باستدارتِهِ‮ ‬الماكرة‮ ‬

لا تصالحْ‮ ‬

فما الصلح إلا معاهدةٌ‮ ‬بين ندَّينْ‮ .. ‬

‮(‬في‮ ‬شرف القلب‮) ‬

لا تُنتقَصْ‮ ‬

والذي‮ ‬اغتالني‮ ‬مَحضُ‮ ‬لصْ‮ ‬

سرق الأرض من بين عينيَّ‮ ‬

والصمت‮ ‬يطلقُ‮ ‬ضحكته الساخرة‮ ! ‬

 

"9"

لا تصالح‮ ‬

ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ‮ ‬الشيوخ‮ ‬

والرجال التي‮ ‬ملأتها الشروخ‮ ‬

هؤلاء الذين‮ ‬يحبون طعم الثريد‮ ‬

وامتطاء العبيد‮ ‬

هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،‮ ‬

وسيوفهم العربية،‮ ‬قد نسيتْ‮ ‬سنوات الشموخ‮ ‬

لا تصالح‮ ‬

فليس سوي أن تريد‮ ‬

أنت فارسُ‮ ‬هذا الزمان الوحيد‮ ‬

وسواك‮ .. ‬المسوخ‮ ! ‬

 

"10"

لا تصالحْ‮ ‬

لا تصالح