المثقفون يستغيثون بالجيش لإنقاذ وثائق مصر
نفى الدكتور عبد الناصر حسن رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، ما تردّد حول طلب جماعة الإخوان المسلمين الوثائق الخاصة بالجماعة خلال الثمانين عاما الماضية.
وأكّد عبد الناصر أن تاريخ جماعة الإخوان معروف ومتاح للجميع في أي وقت.
وحول قرار الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة، بإقالته، قال عبد الناصر: "أعلنت رفضي لإقالة القيادات الثقافية، لكني لم أتقدّم باستقالتي احتجاجا على ذلك، حتى يعرف الجميع أن الوزير هو الذي يقوم بإقالة الجميع وفقا لأجندته الخاصة".
كانت إيمان عز الدين المشرفة العامة السابقة على دار الكتب بباب الخلق، قد صرّحت لعدد من المواقع الإخبارية بأن جماعة الاخوان طلبت الحصول على وثائق الثمانين عاما الماضية كاملة، ورفض الدكتور عبد الناصر حسن، وهو ما أدّى إلى رفض تجديد انتدابه.
كان علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة، قد قرر إقالة عبدالناصر حسن من رئاسة دار الكتب والوثائق القومية، وأمر بتعيين القيادى الإخوانى خالد فهمى رئيساً للدار التى تحوى آلاف الوثائق المصرية النادرة والمهمة، وناشد المثقفون المعتصمون بوزارة الثقافة القوات المسلحة، سرعة التحرك وإنقاذ تاريخ مصر بتشكيل لجنة محايدة ومتخصصة للإشراف على دار الكتب والوثائق القومية، لما تحويه من وثائق سيادية تمس الأمن القومى. وأشار المثقفون المعتصمون إلى أن الوثائق السيادية الموجودة بالدار تتضمن وثائق ترسيم الحدود المصرية، والأملاك اليهودية، وتاريخ تنظيم الإخوان منذ تأسيسه، والرسومات الهندسية الخاصة بالمبانى الأثرية المصرية، مطالبين القوات المسلحة بالتحرك لضمان عدم المساس بمقتنيات الدار، موضحين أن تعيين أستاذ اللغة العربية خالد فهمى، رئيساً لدار الكتب والوثائق القومية، بمثابة التمهيد لتنفيذ خطة الإخوان للسيطرة على وثائق مصر.
فيما أوضحت القيادات التى أنهى الوزير انتدابها وهم رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية، ورئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، والمشرف العام على دار الكتب بباب الخلق، والمشرف على جودة الأعمال الفنية بدار الوثائق، فى بيان لهم، أنه انهى انتداباتنا دون أسباب أو مقدمات.
وأضاف البيان ما نريد تأكيده أن إنهاء انتداباتنا لا يمثل خسارة شخصية لنا، بقدر ما يمثل مزيداً من الخوف على مؤسسة ثقافية أخرى نخشى على مستقبلها ونعرف أهميتها حق المعرفة، وإذا كانت أهمية الهيئة تنبع فى الأساس مما تحتفظ به من تراث فريد وثائقى ومخطوط ومطبوع وما تقدمه من رسالة فكرية وتنويرية، فإن خوفنا يأتى على مستقبل هذا التراث من العبث به ممن يخافون من تاريخهم، وعلى رسالة الهيئة التى نخشى من تحولها، من جانبه.
وأكد الدكتور عبدالواحد النبوى، رئيس دار الوثائق المنهى انتدابه، أن هناك مخاطر تحيط بواحدة من أهم المؤسسات القومية التى تحوى مليونا و100 ألف وثيقة تتبع رئيس
وأضاف "أخلينا مسئوليتنا بإبلاغ الأمن القومى عن خطورة الوثائق الموجودة بالدار، وطالبنا باختيار لجنة محايدة لإدارة الدار فى هذه الفترة التى تشهد قلاقل سياسية غير مسبوقة".
وتعليقا على ما يحدث، قال الروائى يوسف القعيد إن مجرد تعيين القيادى الإخوانى خالد فهمى فى واحدة من أهم المؤسسات التى تحوى وثائق الأمن القومى يعد جريمة، مشيراً إلى أن تعيينه يعنى أن التزوير سيمتد للتاريخ، معلقاً: انتظروا إعدام كافة الوثائق التى تكشف جرائم الاغتيال التى قام بها التنظيم الخاص للإخوان فى الفترة من 1936 وحتى 1948، وانتظروا محو جميع وثائق إنجازات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والإبقاء فقط على ما يخص تعذيبهم فى السجون.
وأضاف "القعيد" أن أخطر ما سيكون هو بيع التراث بالتجزئة لمن يدفع أكثر من أثرياء الخليج، فهؤلاء قوم لا يؤمنون بالتاريخ ولا بالتراث ولا يعرفون قيمة الوثائق، مشيراً إلى أنه قبل تولى "فهمى" المسئولية رسميا زوّر الوقائع بزعم أن عمال الهيئة خرجوا لتأييد الوزير وأمر بطباعة لافتات لهم، لينكشف الأمر، ويتضح أن العمال خرجوا لعرض مطالبهم على الوزير.