بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

وداعاً "معين مختار" المناضل النبيل

فجأة غيب الموت المناضل النبيل القبطان "معين مختار " الذى رحل فى هدوء بعد رحلة من النضال و الكفاح ،  فى صمت بليغ و زهد فى الصخب و الأضواء و الميديا ، التى احترف جذبها كثير من مدعى النضال فى هذا الزمن الردئ .

كان خبر الرحيل المفاجئ لصديقى القبطان " معين مختار" فاجعاً لى و للعديد من محبيه الذين سيفتقدون رجل جمع بين التواضع و الأصالة و الكرم و السمو و الصفاء النفسى و الترفع عن الصغائر ..
و " معين مختار " كما عرفته هو ذلك الانسان من هذا الزمن الأصيل - الذى نفتقد كل شئ جميل به الآن - لكننى عندما كنت أجلس مع " معين " كنت أشعر انه آت من هذا الزمن بأحلامه و قيمه و اخلاقه و مخزونه الثقافى الذى كان يعطى صديقى رونقاً و عبقاً خاصاً يتميز به دون غيره فهو البشوش ..الهادئ .. ذو الأعصاب الهادئة ..
عرفته من خلال تحالف المصريين الأمريكيين الذى أصبح رئيساً له فيما بعد و كان من الآباء المؤسسين للجمعية الوطنية للتغيير داخل مصر و أصبح منسقاً مساعداً لها فيما بعد .. مصر التى لم تغادر خاطره أبداً و كانت محبوبته الأولى رغم البعد بآلاف الأميال الا أن همومها و آلامها كانت

تأخذ جانباً كبيراً يشغل بال صديقى الذى رحل و لم يرى مصر كما حلم و احب أن يراها.
رحل المناضل النبيل بعد ان تحقق حلمه فى الحصول على حكم تاريخى أعطى الحق للمصريين فى الخارج فى التصويت فى الانتخابات النيابية و الرئاسية.
لكن أمثال "معين مختار" لا ينال الموت منهم لأنهم قدموا فى حياتهم ما يجعلهم أحياء فى ذاكرة أوطانهم و شعوبهم و تتواتر سيرتهم التى تعطى القدوة الحسنة  جيلاً بعد جيل .
وداعاً أيها الصديق الذى غيبك الموت من دار الفناء إلى دار البقاء ، وداعاً أيها الصديق الخلوق .. ولك منا صادق الدعاء بأن يتغمدك الله بواسع رحمته ورضوانه ـ ويلهم أسرتك الكريمة الصبر والسلوان وانا لله وانا إليه راجعون .

*** كاتب صحفي و محلل سياسي متخصص في شئون السياسة الدولية والاقتصاد ومراسل الوفد في الأمم المتحدة في نيويورك