بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

فشل حكومي في توفير السولار والبوتاجاز

رغم تصريحات الوزراء وكبار المسئولين بانفراج ازمتي‮ ‬السولار والبوتاجاز الا أن الأزمتين متواصلتان في‮ ‬العديد من المحافظات ففي‮ ‬محافظة الغربية لم تسفر جهود المحافظة ووزارة البترول عن حل أزمة السولار حتي‮ ‬الآن رغم زيادة حصة المحافظة

بنسبة‮ ‬15٪‮ ‬وكان اللواء مصطفي‮ ‬الفخراني‮ ‬محافظ الغربية قد أعلن في‮ ‬وقت سابق عن وصول كميات اضافية من السولار وتشديد الرقابة علي‮ ‬المحطات لضمان عدم التلاعب في‮ ‬الحصص المنصرفة‮. ‬وكانت مباحث التموين بالمحافظة قد تمكنت من ضبط‮ ‬200‮ ‬ألف لتر سولار قبل تهريبها الي‮ ‬السوق السوداء‮. ‬وفي‮ ‬الاسماعيلية تجمهر نحو‮ ‬2000‮ ‬مواطن حاملين اسطوانات البوتاجاز الفارغة وقاموا بقطع طريق الشيخ زايد المواجه لمستودع أنابيب البوتاجاز بمنطقة نادي‮ ‬المنتزه‮. ‬تسبب التجمهر في‮ ‬شل حركة المرور بالشارع الرئيسي‮ ‬الذي‮ ‬يربط بين حي‮ ‬الشيخ زايد وحي‮ ‬الخامسة‮. ‬وأعلن المتجمهرون احتجاجهم لعدم تمكنهم من الحصول علي‮ ‬احتياجاتهم من الاسطوانات وانتقد الأهالي‮ ‬تصريحات مسئولي‮ ‬وزارة التضامن والبترول حول قرب انفراج الأزمة وفي‮ ‬سياق متصل‮ ‬أرجع المهندس عبدالسميع سويلم عدم توافر اسطوانات البوتاجاز في‮ ‬المستودعات الي‮ ‬تأخر وصول الشاحنات لأكثر من ثلاث ساعات عن موعدها المحدد مما دفع‮ ‬المواطنين للتظاهر وأشار‮ »‬سويلم‮« ‬الي‮ ‬قيام المستودعات بتوزيع نحو‮ ‬11‮ ‬ألف اسطوانة‮ ‬يومياً‮.‬
وفي‮ ‬المنيا تفاقمت أزمة السولار في‮ ‬قري‮ ‬المحافظة واختفي‮ ‬تماما من جميع القري‮ ‬وتسبب ذلك في‮ ‬تعرض المحاصيل للهلاك وأصاب آلاف الأفدنة بالجفاف‮.‬
أكد مزارعو قرية صفط الغربية كبري‮ ‬قري‮ ‬المحافظة تعرض الأراضي‮ ‬الزراعية الي‮ ‬التلف نتيجة اختفاء السولار وقالوا انهم بحثوا عن السولار في‮ ‬كل‮ »‬شبر‮« ‬بالمحافظة وللأسف لم‮ ‬يتوصلوا اليه مما أدي‮ ‬الي‮ ‬جفاف الأراضي‮.‬
وأشاروا الي‮ ‬ان فترة اختفاء السولار تزامنت مع الوقت الذي‮ ‬يقوم فيه المزارعون بزراعة المحاصيل الصيفية التي‮ ‬تعتمد بصورة أساسية علي‮ ‬المياه‮.‬
وأوضح المزارعون ان حياتهم صارت جحيما بسبب اختفاء السولار وفي‮ ‬الفيوم تمكنت الحملات التي‮ ‬شنتها مديرية التموين من تحرير‮ ‬20‮ ‬محضرا لمحطات بيع السولار ومصانع تعبئة السكر التمويني‮ ‬بالمحافظة لارتكابها عدة مخالفات وتم احالتهم للنيابات العامة التي‮ ‬تولت التحقيق‮. ‬وكان محمد‮ ‬يحيي‮ ‬مدير عام التموين بالفيوم قد قام بتشكيل حملات علي‮ ‬محطات بيع السولار برئاسة عبدالباسط عبدالمعين‮ ‬رئيس الرقابة التموينية ومصطفي‮ ‬القيسي‮ ‬مدير الادارة بالاشتراك مع العميد مدحت عبداللطيف رئيس مباحث التموين وتمكنت الحملات التي‮ ‬شارك فيها المهندسان محمد صبري‮ ‬ومحمود عبدالتواب من ضبط‮ ‬16‮ ‬محطة ارتكبت مخالفات من بينها الامتناع عن بيع السولار وعدم الالتزام بالأسعار المعلنة للبيع وعدم تدوين الكميات الواردة للمحطة في‮ ‬سجل‮ ‬21‮ ‬بترول‮. ‬ومن بين هذه المحطات‮ ‬3‮ ‬في‮ ‬مركز‮ ‬يوسف الصديق الأولي‮ ‬اذ امتنع صاحبها عن بيع السولار وتبين وجود طن من السولار بالمحطة وعدم التزام المحطتين الاخريين بتدوين كميات السولار الواردة في‮ ‬سجل‮ ‬21‮ ‬بترول كما تم ضبط‮ ‬6‮ ‬محطات ببندر الفيوم و2‮ ‬بمركز‮ ‬اطسا و5‮ ‬بمركز طامية وجميعهما لم تلتزم بالأسعار الرسمية والتسجيل في‮ ‬السجلات‮. ‬ومن جانبه أكد مصطفي‮ ‬القيسي‮ ‬مدير الرقابة التموينية بالفيوم انه سيتم اجراء حملات‮ ‬يومية للسيطرة علي‮ ‬محطات بيع السولار لمنع اية فرصة للتلاعب في‮ ‬الأسعار‮.‬
ودخلت أزمة السولار اسبوعها الثالث دون الوصول الي‮ ‬حقيقة‮ ‬أسباب الأزمة وبين التصريحات اليومية لوزارة البترول حول انفراجة الأزمة ووعود وزارة التضامن بالتحكم في‮ ‬مراقبة توزيع السولار‮. ‬ظل المواطن حائراً‮ ‬ومازالت الأزمة تلقي‮ ‬بظلها علي‮ ‬الأسعار‮.‬
أوضح المهندس محمد شعيب نائب رئيس هيئة البترول أن الأزمة بدأت مع بداية‮ ‬موسم الحصاد أول شهر مايو الجاري‮ ‬حيث‮ ‬يزداد الطلب علي‮ ‬السولار لتموين الجرارات والماكينات الزراعية اللازمة لعملية الحصاد وأرجع حدوث الأزمة الي‮ ‬قيام المهربين
بالحصول علي‮ ‬السولار وبيعه باسعار خيالية لتحقيق الربح السريع،‮ ‬كما‮ ‬يقوم بعض الأشخاص ببيع السولار للمراكب والسفن في‮ ‬عرض البحر واستغلال ظروف البلاد حاليا‮. ‬وأوضح المهندس شعيب أن أزمة السولار‮ ‬يشترك فيها ثلاثة أطراف هي‮ ‬الهيئة العامة للبترول وشركات التوزيع ورقابة وزارتي‮ ‬التضامن والداخلية‮. ‬وتقوم الهيئة العامة للبترول بضخ الحصص من السولار بزيادة‮ ‬5‮ ‬آلاف طن‮ ‬يوميا لمواجهة الاستهلاك ليصل حجم الضخ من السولار‮ ‬يوميا‮ ‬40‮ ‬ألف طن‮. ‬وتقوم الشركات التابعة للقطاع الخاص بالتحكم في‮ ‬90٪‮ ‬من توزيع السولار للمحطات و10٪‮ ‬تشرف عليها هيئة البترول وأكد نائب رئيس الهيئة ان عدد المحطات بالبلاد‮ ‬يبلغ‮ ‬2600‮ ‬محطة تموين‮ ‬منها‮ ‬2041‮ ‬محطة بها طلمبات ضخ سولار وأرجع نائب رئيس الهيئة‮ ‬تفاقم الأزمة الي‮ ‬الانفلات الأمني‮ ‬وانتشار البلطجة مما نتج عنه احجام المحطات عن استلام حصصها من السولار واستشهد نائب رئيس الهيئة علي‮ ‬كلامه بما‮ ‬يضبطه حرس الحدود‮ ‬يوميا من سفن تقوم بتهريب السولار بجراكن كبيرة‮ ‬الحجم أشار نائب رئيس الهيئة الي‮ ‬استمرار استيراد الكميات المقررة بواقع‮ ‬25٪‮ ‬من الكميات المطروحة بالاسواق‮. ‬وقال مصدر مسئول ان‮ ‬غرفة العمليات بمكتب الوزير تلقت اتصالات من المحافظات امس بوجود انفراجة في‮ ‬الأزمة التي‮ ‬تنحصر في‮ ‬رواج التهريب وتحقيق ثروات بعد قيام الكثير بالمحافظات بتخزين الجراكن تمهيدا لنقلها‮ ‬الي‮ ‬البراميل وبيعها في‮ ‬السوق السوداء‮. ‬وشدد المصدر علي‮ ‬ضرورة ضبط عملية توزيع السولار وتكثيف التواجد الأمني‮ ‬ومفتشي‮ ‬وزارة التضامن لضمان التوزيع العادل للسولار والقضاء علي‮ ‬الأزمات‮.‬
وحمل‮ ‬ياسر القلتاوي‮ ‬عضو مجلس ادارة الشعبة العامة للمواد البترولية بالقاهرة مصانع الطوب مسئولية تفاقم أزمة البوتاجاز وأكد أن هذه المصانع لجأت قبل عامين الي‮ ‬استخدام اسطوانات البوتاجاز في‮ ‬التشغيل بدلا من المازوت الأعلي‮ ‬سعرا وتكلفة في‮ ‬الانتاج‮.‬
وأشار الي‮ ‬قيام اللجنة الرباعية للمواد البترولية باعتماد حصص المصانع شهريا بطريقة عشوائية بعيدا عن أرض الواقع دون النظر للاحتياجات الفعلية مما‮ ‬يؤثر علي‮ ‬حصة السوق من البوتاجاز‮.‬
وأكد القلتاوي‮ ‬امكانية حل مشكلة اسطوانات البوتاجاز برفع سعرها التجاري‮ ‬الي‮ ‬25‮ ‬جنيها لاجبار المصانع علي‮ ‬تقليل الاستهلاك فيها والعودة الي‮ ‬العمل بالمازوت مرة أخري‮.‬
وكانت مصانع الطوب الحراري‮ ‬قد كثفت من اعتمادها في‮ ‬التشغيل علي‮ ‬البوتاجاز بديلا للمازوت الذي‮ ‬ارتفعت اسعاره بنسبة‮ ‬100٪‮ ‬قبل عامين مما تسبب في‮ ‬سحب كميات كبيرة من حصص البوتاجاز المخصص للاستهلاك المنزلي‮ ‬وتأثر السوق بنقص المعروض من البوتاجاز‮.‬