بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الشعب يريد أنبوبة وصفيحة "جاز"


تحولت أزمة السولار إلي‮ ‬كابوس‮.. ‬يهدد بشلل في‮ ‬حركة النقل وارتفاع أسعار السلع والخدمات وزيادة في‮ ‬تعريفة الركوب،‮ ‬كما أدت الأزمة إلي‮ ‬حدوث اشتباكات بين المواطنين وأصحاب محطات البنزين،‮ ‬وأصبحت عشرات المخابز مهددة بالتوقف عن العمل بسبب نقص السولار‮.‬

تسببت الأزمة في‮ ‬توقف السيارات علي‮ ‬الطريق السريع بهذا بدأ‮ ‬ياسر الجندي‮ ‬سائق ميكروباص حديثة قائلا‮: ‬محطات البنزين علي‮ ‬الطرق السريعة خالية من السولار وحالة وجود سولار نقف بالساعات حتي‮ ‬نتمكن من الحصول علي‮ ‬عدد من اللترات‮ ‬يلزمنا بها صاحب المحطة الأمر الذي‮ ‬يسبب كثيراً‮ ‬من المشاكل بين السائقين وأصحاب المحطات‮.‬

أمين محمد شعبان سائق ويعمل بسيارة من كفر الشيخ‮ ‬إلي‮ ‬القاهرة قال‮: ‬المحطات في‮ ‬كفر الشيخ وكذلك الطريق الصحراوي‮ ‬ليس بها سولار مما‮ ‬يدعوننا إلي‮ ‬النزول وسط القاهرة حتي‮ ‬نتمكن من‮ »‬تفويل‮« ‬سياراتنا وهذا‮ ‬يستنزف منا الوقت ونقف بالساعات داخل محطات البنزين‮.‬

ومن كفر الشيخ أيضا تحدث رجب العباس الذي‮ ‬يعمل سائقا قال‮: ‬محطات البنزين رفعت الأسعار لتبيع الصفيحة سعة‮ ‬20‮ ‬لتراً‮ ‬بـ‮ ‬25‮ ‬جنيها بدلا من‮ ‬22‮ ‬جنيها وهذه المحطات بعيدة عن الرقابة ولا‮ ‬يوجد من‮ ‬يحاسبهم‮.‬

أمين محمد شعبان القادم من الزقازيق إلي‮ ‬القاهرة،‮ ‬وقال لا‮ ‬يوجد سولار في‮ ‬الشرقية وأصحاب الجرارات الزراعية ومكن الدريس‮ ‬يشترون السولار بأي‮ ‬أسعار وأصحاب محطات البنزين والتجار من الأفضل لهم التعامل مع هؤلاء لانهم‮ ‬يحصلون منهم علي‮ ‬السعر الذي‮ ‬يحددونه،‮ ‬ونحن في‮ ‬إشارة إليهم كاصحاب سيارات أجرة لا نجد السولار بالسعر الرسمي‮.‬

محمد عبدالله سائق سيارة بيجو قال‮: ‬جئت من المحلة لعدم وجود سولار وأن صفيحة السولار‮ ‬20‮ ‬لتراً‮ ‬تباع بـ‮ ‬40‮ ‬جنيها والركاب‮ ‬يرفضون دفع أي‮ ‬زيادة علي‮ ‬الأجرة الأمر الذي‮ ‬يهدد بتوقفنا عن العمل‮.‬

وأضاف أن مشكلة الجراكن التي‮ ‬يتم تعبئتها في‮ ‬محطات البنزين للتجار وعدد من السائقين بسبب مشاكل كثيرة بين السائقين والعمال في‮ ‬محطات البنزين‮.‬

سبوبة

أحمد إبراهيم سائق قال عدد من السائقين‮ ‬يقومون بتعبئة الجراكن وبيعها للسيارات علي‮ ‬الطرق وتحقيق مكاسب خيالية جراء ذلك وهذا أفضل لهم من العمل بسياراتهم بعد ارتفاع أسعار السولار ورفض الركاب دفع أي‮ ‬زيادة في‮ ‬الأجرة‮.‬

النقص من المنبع


بهذا بدأ علاء بكري‮ ‬مراقب علي‮ ‬محطات البنزين من قبل شركة‮ »‬بترتريد‮« ‬أوضح أن عملهم مراقبة محطات البنزين لمنعهم في‮ ‬تسريب أي‮ ‬كميات للتجار وكذلك رصد أي‮ ‬مخالفات‮ ‬يتم إرتكابها من قبل المحطات‮.‬

وأوضح أن المشكلة من المنبع فكثير من محطات البنزين لا‮ ‬يصل إليها نفس الكميات التي‮ ‬كانت تتسلمها خلال الفترة الماضية وبالتالي‮ ‬لا تستطيع المحطة سد حاجة المواطنين من السولار‮.‬

كما أن هناك عجزاً‮ ‬من قبل العاملين بالمحطات من تنظيم الأمور والسيطرة علي‮ ‬الوضع الأمر الذي‮ ‬تسبب في‮ ‬حدوث اشتباكات بين الزبائن والعمال في‮ ‬المحطات‮.‬

سوء توزيع

أسامة محمود صاحب محطة بنزين قال إن المشكلة في‮ ‬سوء التوزيع فشركات البترول تقوم ببيع كميات كبيرة للمقاولين الذين لا‮ ‬يعرفون كيف‮ ‬يتصرفون في‮ ‬هذه الكميات في‮ ‬حين‮ ‬يتم تخفيض أو حرمان عدد كبير من المحطات من حصصها الأمر الذي‮ ‬يتسبب في‮ ‬حدوث أزمة‮.‬

كما أشار إلي‮ ‬أن التمييز في‮ ‬توزيع السولار وبنزين‮ ‬80‮ ‬علي‮ ‬بعض المحطات دون‮ ‬غيرها مما‮ ‬يسبب تكدساً‮ ‬في‮ ‬محطات‮ ‬معينة في‮ ‬حين أن محطات أخري‮ ‬لا تجد ما تبيعه‮.‬

مصطفي‮ ‬حسن عبدالعظيم صاحب محطة بنزين قال‮: ‬في‮ ‬مثل هذه الأيام التي‮ ‬تمثل موسما للحصاد والدريس في‮ ‬القري‮ ‬تكون هناك مشكلة في‮ ‬سد حاجة الجرارات الزراعية والفلاحين من السولار‮.‬

كما أشار إلي‮ ‬أن‮ ‬غياب الأمن‮ ‬يعرض المحطات والعاملين فيها للبهدلة والتكسير أحياناً‮ ‬بسبب مشاكل السولار‮.‬

المواطنون‮ ‬يتهمون المستودعات ببيع حصص البوتاجاز للتجار‮.. ‬وغياب الأمن والرقابة شجع البلطجية علي‮ ‬رفع السعر إلي‮ ‬35‮ ‬جنيهاً

‮»‬وفاء‮« ‬جاءت من أوسيم مع جيرانها للبحث عن أسطوانات في‮ ‬المطرية

المسئولون‮: ‬نستورد‮ ‬52٪‮ ‬من احتياجاتنا‮.. ‬ونقص‮ »‬الغاز الصب‮« ‬أدي‮ ‬إلي‮ ‬عجز في‮ ‬الكميات المعروضة

تصاعدت أزمة نقص أنابيب البوتاجاز رغم حرارة الصيف علي‮ ‬غير العادة،‮ ‬وارتفعت أسعارها لتصل إلي‮ ‬30‮ ‬جنيها في‮ ‬القاهرة و50‮ ‬جنيها في‮ ‬المحافظات‮.‬

ورغم تصريحات المسئولين المعسولة بعدم وجود أزمة وأن المشكلة مشكلة سلوك مواطن،‮ ‬فالحقيقة أن هناك مأساة‮ ‬يعيشها المواطنون من أجل الحصول علي‮ ‬انبوبة بوتاجاز بالسعر الرسمي‮ ‬وسط طوابير من البلطجية والبوابين والسماسرة‮.‬

‮»‬الوفد‮« ‬رصدت المشكلة واستمعت إلي‮ ‬استغاثات المواطنين وإلي‮ ‬عدد من المسئولين للوصول إلي‮ ‬حلول لأزمة نقص اسطوانات البوتاجاز‮.‬

جشع التجار وأصحاب المستودعات سبب رئيسي‮ ‬في‮ ‬الأزمة بهذا بدأ محمود جمال أحد المواطنين الذين جاءوا من بهتيم إلي‮ ‬الزاوية الحمراء للحصول علي‮ ‬أنبوبة بوتاجاز‮.‬

وعن سر قدومه للبحث عن انبوبة بوتاجاز قال‮: ‬الكثير من المناطق التي‮ ‬بها مستودعات أهلية‮ ‬يقوم أصحابها ببيع معظم حصصهم إلي‮ ‬السماسرة والتجار ولا‮ ‬يجد المواطن أنبوبة بالسعر التمويني‮ ‬ويقوم بشرائها بأسعار خيالية تصل إلي‮ ‬30‮ ‬جنيهاً‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يفوق قدرته وامكاناته‮.‬

محسن أحمد‮ - ‬موجه بالتربية والتعليم‮ - ‬قال‮: ‬انتظرت بفارغ‮ ‬الصبر انتهاء وقت اللجان حيث انني‮ ‬مشرف علي‮ ‬امتحانات الشهادة الاعدادية وتوجهت إلي‮ ‬أقرب مستودع لشركة بتروجاسكو حتي‮ ‬اتمكن من تغيير أنبوبة البوتاجاز‮.‬

فننتظر بالساعات علي‮ ‬أمل الحصول علي‮ ‬انبوبة هذا ما قاله سعيد محمد مرشد سياحي‮ ‬الذي‮ ‬أضاف أنه‮ ‬يترك عمله حتي‮ ‬يوفر أنبوبة لاسرته بعدما أصبح الأمر لا‮ ‬يطاق من السريحة الذين‮ ‬يطلبون مبالغ‮ ‬خيالية تصل إلي‮ ‬35‮ ‬جنيها لتغيير أنبوبة‮.‬

سناء عبده التي‮ ‬جاءت من الكوم الاحمر إلي‮ ‬المطرية في‮ ‬رحلة بحث عن اسطوانة بوتاجاز قالت‮: ‬نعيش مأساة حقيقية ونركب اكثر من مواصلة في‮ ‬حالة عدم وجود جيران‮ ‬يرغبون في‮ ‬تغيير مالديهم من اسطوانات لنأخذ سيارة اجرة أو ربع نقل في‮ ‬رحلة للبحث عن مستودع لتغيير ما لدينا من أنابيب بوتاجاز وأجرة التاكسي‮ ‬أو السيارة علاوة علي‮ ‬أن ثمن تغيير الانبوبة من المستودع‮ ‬يكون أرحم وأرخص من تغييرها عن طريق السريحة خاصة بعد زيادة الاسعار للعديد من السلع مع قلة الدخل‮.‬

وفاء عبد الباقي‮ ‬التي‮ ‬جاءت من أوسيم في‮ ‬رحلة البحث مع عدد من جيرانها علي‮ ‬مناطق عديدة للعثور علي‮ ‬مستودع به اسطوانات بوتاجاز أضافت أن منطقة اوسيم بها عديد من المستودعات ولكن لا نجد لديها أي‮ ‬أنابيب فهم‮ ‬يقومون ببيعها إلي‮ ‬التجار والسريحة وحينما‮ ‬يحضر المواطن لا‮ ‬يجد أنابيب في‮ ‬هذه المستودعات وقالت‮: ‬مش عارفة الحكومة مشغولة في‮ ‬أيه وسايبة الشعب‮ ‬يتبهدل‮.‬

غياب الرقابة

ابراهيم محمد المقيم بجزيرة محمد،‮ ‬أكد أن‮ ‬غياب الرقابة علي‮ ‬المستودعات الأهلية خاصة في‮ ‬منطقة جزيرة محمد وطناش وأوسيم شجع أصحاب المستودعات علي‮ ‬بيع حصصهم للتجار والسماسرة،‮ ‬كما شجع البلطجية علي‮ ‬فرض سيطرتهم علي‮ ‬ما‮ ‬يتبقي‮ ‬بهذه المستودعات لتوزيعها علي‮ ‬المواطنين‮.‬

وأشار إلي‮ ‬أن السيارات الربع نقل والكارو التي‮ ‬تقف بجوار المستودعات لاستلام الانابيب دون مراعاة لشعور المواطنين الذين‮ ‬يقضون ساعات طويلة أمام هذه المستودعات للحصول علي‮ ‬أنبوبة وفي‮ ‬النهاية لا‮ ‬يجدون هذه الانبوبة بعد ما‮ ‬يتم بيع الحصة لهؤلاء التجار والسماسرة‮.‬

كلام مسئول

أحد المسئولين بشركة بتروجاسكو والذي‮ ‬رفض ذكر اسمه قال‮: ‬المشكلة في‮ ‬المصنع الرئيسي‮ ‬وأن عمليات الضخ‮ - ‬يقصد ضخ الغاز‮ - ‬من مصانع التعبئة قليلة‮.‬

وأضاف ان مصنع مسترد أصبح لا‮ ‬يضخ الكميات التي‮ ‬كان‮ ‬يضخها من قبل من الاسطوانات وكذلك مصانع تعبئة طموه وأبو رواش والقطامية والسويس وأن هذه المصانع خفضت إنتاجها إلي‮ ‬النصف مما سبب عجزاً‮ ‬في‮ ‬كمية الاسطوانات المعروضة وبالتالي‮ ‬تحدث الأزمة‮.‬

وأوضح أن هذه الأزمات كانت تظهر في‮ ‬فصل الشتاء فمع برودة الجو والتغيرات المناخية تتأخر البواخر التي‮ ‬تحمل الغاز الصب وكذلك استخدام اسطوانات البوتاجاز في‮ ‬مزارع الدواجن وقمائن الطوب‮ ‬يتسبب في‮ ‬حدوث أزمة في‮ ‬فصل الشتاء أما وانها تحدث في‮ ‬فصل الصيف فهذا هو الجديد واذا استمرت الأزمة فلا أحد‮ ‬يتوقع حجم المشكلة في‮ ‬فصل الشتاء وعلي‮ ‬الجهات المسئولة والحكومة أن تتحرك للتغلب علي‮ ‬المشكلة فلا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعيش المواطن شتاء وصيفا في‮ ‬معاناة من أجل الحصول علي‮ ‬أنبوبة البوتاجاز‮.‬

ضحايا الأزمة

لقيت سيدة مصرعها في‮ ‬احدي‮ ‬قري‮ ‬بني‮ ‬سويف بسبب اسطوانة البوتاجاز فعندما طلب منها زوجها الغداء قالت انها لم تتمكن من تحضير الغداء بسبب عدم وجود أنبوبة بوتاجاز فما كان منه إلا أن طعنها بالسكين فأرداها قتيلة‮.‬

كما شهدت مدينة بني‮ ‬سويف أحد الضحايا والذي‮ ‬لقي‮ ‬مصرعه أثناء محاولته الحصول علي‮ ‬اسطوانة بوتاجاز‮.‬

وأصيب العديد من المواطنين في‮ ‬الفيوم والاسكندرية وأسوان وأسيوط والمنيا وسوهاج في‮ ‬اشتباكات من أجل الحصول علي‮ ‬اسطوانة البوتاجاز‮.‬

كما تعرض مدير تموين بمركز العدوة بالمنيا للاصابة وتعرض مصنع لتعبئة الغاز في‮ ‬المنطقة الصناعية بالمنيا لهجوم من الموطنين من أجل الحصول علي‮ ‬اسطوانة البوتاجاز‮.‬

كما قام المواطنون بقطع الطريق الزراعي‮ ‬أسيوط ـ القاهرة في‮ ‬العديد من المحافظات من أجل الحصول علي‮ ‬اسطوانة البوتاجاز التي‮ ‬وصل سعرها الي‮ ‬50‮ ‬جنيهاً‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮.‬

أرقام رسمية


تشير التقارير الرسمية الي‮ ‬أن انتاج مصر من الغاز‮ ‬يقارب من‮ ‬600‮ ‬طن‮ ‬يوميا أي‮ ‬ما‮ ‬يعادل‮ ‬48٪‮ ‬من الاحتياج الفعلي‮ ‬ويتم استيراد‮ ‬52٪‮ ‬من احتياجاتنا من الغاز‮.‬

ونظراً‮ ‬لاشتراط الدول التي‮ ‬نستورد منها الغاز الصب الذي‮ ‬يستخدم في‮ ‬تعبئة الاسطوانات الدفع النقدي‮ ‬لأي‮ ‬كمية‮ ‬يتم طلبها وأن‮ ‬يتم سداد الكمية أولاً‮ ‬قبل التوريد الامر الذي‮ ‬يشكل عبئاً‮ ‬علي‮ ‬الهيئة العامة للبترول خاصة في‮ ‬الظروف الحالية وبعد الثورة في‮ ‬تدبير الاموال اللازمة لاستيراد الغاز الامر الذي‮ ‬ترتب عليه عدم ورود كميات من الغاز الصب وبالتالي‮ ‬انخفضت الكمية المطروحة للسوق الي‮ ‬النصف تقريباً‮ ‬وأصبحت مصانع التعبئة لا تعمل بكامل طاقتها وانخفض إنتاجها الي‮ ‬نصف الكمية التي‮ ‬يتم توريدها الي‮ ‬المستودعات وشركات التوزيع‮.‬

ساهمت أسباب الأزمة والصراعات التي‮ ‬تمر بها ليبيا وتوقف استيراد الغاز الصب من الجزائر عبر ميناء بني‮ ‬غازي‮ ‬فقد ساهم هذا في‮ ‬زيادة تفاقم الازمة التي‮ ‬تعيشها البلاد‮.‬

غياب الامن سبب آخر ضمن أسباب الازمة فمع قلة المعروض ووجود سوق سوداء للانابيب‮ ‬يستغل البلطجية الأحداث في‮ ‬تحقيق مكاسب مالية ويقومون بالسيطرة وفرض نفوذهم علي‮ ‬المستودعات والمواطنين‮.‬

كما‮ ‬يأتي‮ ‬جشع أصحاب العديد من المستودعات خاصة في‮ ‬المحافظات والمناطق المتطرفة من القاهرة والجيزة في‮ ‬تسريب حصصهم الي‮ ‬التجار والسماسرة لتحقيق مكاسب خيالية مستغلين بذلك حاجة المواطن لانبوبة البوتاجاز‮.‬

كما‮ ‬يأتي‮ ‬عدم قدرة الهيئة العامة للبترول علي‮ ‬تدبير أموال لازمة لسداد مديونياتها سواء للمصدرين أو لشركات الملاحة التي‮ ‬تقوم بنقل الغاز من الدول المصدرة الي‮ ‬مصر من أهم المشاكل في‮ ‬تفاقم الازمة‮.‬

كما‮ ‬يأتي‮ ‬بطء الحكومات السابقة متمثلة في‮ ‬وزارة البترول في‮ ‬توصيل الغاز للمنازل والمصانع رغم ما‮ ‬يوفره ذلك من مليارات الدولارات التي‮ ‬يتم دفعها في‮ ‬استيراد الغاز فرغم أن الغاز المستخدم في‮ ‬تعبئة اسطوانات البوتاجاز‮ ‬يختلف عن الغاز الطبيعي‮ ‬المصدر لاسرائيل إلا أن توصيل الغاز للمنازل‮ ‬يغطي‮ ‬الكمية التي‮ ‬تحتاجها مصر لتوصيل الغاز للمنازل‮.‬

فقد قدر عدد من الخبراء أن توصيل الغاز لكل وحدة سكنية‮ ‬يوفر للدولة‮ ‬810‮ ‬جنيهات سنوياً‮ ‬وأن تكلفة أنبوبة البوتاجاز تصل الي‮ ‬45‮ ‬جنيهاً‮ ‬وتباع بـ‮»‬5‮« ‬جنيهات وأن التوسع في‮ ‬توصيل الغاز للمنازل‮ ‬يوفر مليارات الجنيهات للدولة التي‮ ‬تدفعها لدعم المنتجات البترولية علاوة علي‮ ‬توفير العملة الصعبة التي‮ ‬يتم دفعها لاستيراد الغاز من الخارج‮. ‬وانه لمن المفارقات أن تنشغل وزارة التضامن الاجتماعي‮ ‬باستطلاعات للرأي‮ ‬عن اضافة أنبوبة البوتاجاز علي‮ ‬كارت الاسرة من عدمه أو بحثها تمويل الجمعيات الاهلية فرغم أهمية ذلك فإنه من الاهم أن تقوم الوزارة بتوفير أنبوبة البوتاجاز أولاً‮ ‬وتوفيرها بالشكل الملائم وبالضروري‮ ‬لحاجة المستهلك وبالصورة التي‮ ‬تحفظ له كرامته وتتناسب مع دخله وامكاناته المادية فاعتقد ان ذلك من المهم حالياً‮ ‬وقبل انشغال الوزارة بتحسين أحوال العاملين بها أو ما شابه‮.‬

روشتة حل الأزمة

مما لا شك فيه ان هناك حلولا عاجلة وأخري‮ ‬آجلة لحل المشكلة وانهاء الازمة التي‮ ‬تمر بها البلاد وإنهاء معاناة المواطن وصراعه في‮ ‬الحصول علي‮ ‬اسطوانة البوتاجاز‮.‬

يأتي‮ ‬في‮ ‬مقدمة هذه الحلول زيادة كمية الغاز الصب لمصانع التعبئة وتدبير الاعتمادات المالية اللازمة لسد العجز في‮ ‬الكمية المعروضة‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬المرتبة الثانية توفير الامن وتأمين سيارات التوزيع ومستودعات ومخازن البوتاجاز‮.‬

علاوة علي‮ ‬ضرورة وجود رقابة حقيقية من الجهات المسئولة في‮ ‬وزارة التضامن الاجتماعي‮ ‬ومباحث التموين علي‮ ‬المستودعات خاصة الاهلية منها‮.‬

ومن الحلول في‮ ‬الفترة القادمة التوسع في‮ ‬توصيل الغاز للمنازل خاصة في‮ ‬المناطق التي‮ ‬تعاني‮ ‬في‮ ‬الحصول علي‮ ‬اسطوانة البوتاجاز وكذلك توصيل الغاز للمصانع وكمائن الطوب لمنعها من استخدام البوتاجاز في‮ ‬عملها وتوفيره للمواطن وللاستخدام المنزلي‮.‬

وكذلك اعتماد ميزانية ملائمة في‮ ‬الموازنات القادمة لتلبية احتياج المواطنين من المواد البترولية بالاضافة الي‮ ‬دراسة الاسلوب الامثل لتوصيل مثل هذه السلعة الاستراتيجية للمستحقين فعلياً‮ ‬حتي‮ ‬يصل الدعم لمن‮ ‬يستحق وللحد من عمليات اهدار الدعم في‮ ‬غير محله ولمن لا‮ ‬يستحق فهل من مجيب؟‮.‬

إصابة العشرات واحتكاكات بين السائقين وأصحاب محطات البنزين

أصيب العشرات من المواطنين والعاملين بمحطات البنزين بسبب أزمة السولار بعد أن‮ ‬غاب الأمن عن حماية هذه المحطات‮.‬

ففي‮ ‬سوهاج أصيب‮ ‬9‮ ‬أشخاص بسبب أزمة السولار وكذلك أصيب العديد من العمال وتعرضت محطات البنزين في‮ ‬القاهرة للتعدي‮ ‬بسبب مشاكل نقص السولار‮.‬

كما نشب العديد من المشاجرات بين المواطنين وأصحاب سيارات الأجرة بسبب تعريفة الركوب ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يحاول فيه السائقون زيادة الأجرة بسبب ارتفاع أسعار السولار وتعطلهم بالساعات لتموين سياراتهم‮ ‬يرفض الركاب دفع هذه الزيادات خاصة أن بعضها‮ ‬يكون بشكل مبالغ‮ ‬فيه الأمر الذي‮ ‬يسبب احتكاكات ومشاكل بين الركاب والسائقين في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬هدد فيه أصحاب العديد من المخابز بالتوقف عن العمل بسبب عدم وجود سولار ورفض بعض المحطات تزويدهم بالسولار بسبب المشاكل واتهامات السائقين لأصحاب المحطات بتسريب هذه الكميات وبيعها في‮ ‬السوق السوداء‮.‬

في‮ ‬حين أشار عبدالغفار عبدالعزيز مسئول الشركة الشرقية للدخان لتموين السيارات أن الخوف من باكر سبب رئيسي‮ ‬في‮ ‬الأزمة فأصحاب السيارات‮ ‬يتكالبون علي‮ ‬محطات البنزين لخشيتهم نفاد السولار وتوقفهم عن العمل‮.‬

المسئولون‮ ‬ينفون حدوث أزمة‮.. ‬ومطالب بإقالة وزير البترول

ورغم تصاعد الأزمة فإن المسئولين‮ ‬ينفون حدوثها وكأنهم في‮ ‬كوكب تاني‮ ‬ويرجعون الأزمة لنفس التصريحات التي‮ ‬ملها الشعب بأن سلوك المواطنين هو السبب في‮ ‬الأزمة‮.‬

وتشير التقارير الرسمية إلي‮ ‬اننا ننتج‮ ‬75٪‮ ‬من استهلاكنا للسولار ونستورد‮ ‬25٪‮ ‬من الخارج‮.‬

ويرجع المسئولون زيادة الطلب علي‮ ‬السولار بأنه‮ ‬غير مبرر خاصة بعد نفيهم أي‮ ‬زيادة في‮ ‬أسعار المواد البترولية خلال الفترة المقبلة‮.‬

وقال صاحب محطة إن الكمية التي‮ ‬تصله لا تكفي‮ ‬عمل‮ ‬3‮ ‬ساعات في‮ ‬حين أن نفس الكمية كانت تستمر معه ما‮ ‬يقرب من‮ ‬24‮ ‬ساعة وأرجع ذلك الي‮ ‬تكالب المواطنين علي‮ ‬شراء السولار لسد حاجتهم خاصة أن بعض المنازل عادت إلي‮ ‬استخدام‮ »‬وابور الجاز‮« ‬بعد نقص اسطوانات البوتاجاز وعدم قدرة المواطن علي‮ ‬توفير حاجته من البوتاجاز‮.‬

كما أرجع بعض المراقبين أزمة السولار إلي‮ ‬القرارات الحكومية بوقف استيراد المازوت ولجأ أصحاب الكمائن والمخازن إلي‮ ‬استخدام السولار بدلا من المازوت‮.‬

في‮ ‬حين طالب أحمد صابر عامل في‮ ‬إحدي‮ ‬محطات البنزين بإقالة وزير البترول بعد فشله في‮ ‬حل أزمة البوتاجاز والسولار‮.‬