بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮‬حزب مدي‮ ‬الحياة‮«.. ‬وعاهات مصر المستديمة؟

حين تجعل أجهزة الإعلام الحكومية كل همها أن تروج لنزاهة وشفافية الانتخابات وتخصص الصفحات لسدنة النظام للحديث عن‮ »‬إرادة‮« ‬الناخبين التي‮ ‬أتت بنواب برلمان‮ ‬2010‮ ‬فلا رد لدينا سوي‮ ‬أنه‮: ‬إذا كان ذلك صحيحاً‮ ‬فمصر تستحق ما هي‮ ‬فيه ما دام شعبها لا‮ ‬يرضي‮ ‬عن القهر والظلم والتخلف بديلا‮.‬

كل ما قالته المعارضة ورصدته أجهزة الإعلام المحايدة والمراقبون ومندوبو المرشحين وجمعيات حقوق الإنسان،‮ ‬بل والقضاة الأفاضل الذين تعرضوا للإرهاب والبلطجة حتي‮ ‬من قبل هؤلاء المفروض فيهم حفظ النظام وحماية وتأمين عملية الانتخاب‮.. ‬كل ذلك محض افتراء ومحاولات لتلويث سمعة الحزب الوطني‮ ‬الذي‮ ‬حقق لمصر خلال الثلاثين عاما الماضية ما لم تكن تحلم به من نعيم مقيم ولشعبها الناكر للجميل من الإنجازات ما‮ ‬يجعله أسعد شعوب العالم وأكثرها رفاهية‮.. ‬تعالوا نذكر الناس ببعض تلك الإنجازات لعلهم‮ ‬يعودون إلي‮ ‬رشدهم ويحقون الحق ويترقفون عن افتراءاتهم علي‮ »‬حزب مدي‮ ‬الحياة‮« ‬ومجلسه الموقر‮.‬

‮> ‬أكثر من‮ ‬40٪‮ ‬من شعب مصر‮ ‬يعيش تحت خط الفقر بما‮ ‬يوازي‮ ‬دولاراً‮ ‬واحداً‮ ‬يوميا،‮ ‬ومثل تلك النسبة علي‮ ‬خط الفقر بدولارين في‮ ‬اليوم طبقا للمعدلات العالمية‮.. ‬حكومة الحزب لا تعترف بذلك وتؤسس دراساتها علي‮ ‬أن من‮ ‬يحظي‮ ‬بدخل‮ ‬136‮ ‬جنيهاً‮ ‬في‮ ‬الشهر‮ ‬يخرج من تلك الدائرة الجهنمية ويعيش في‮ ‬اكتفاء ذاتي‮ ‬بغير حرمان هو وأسرته‮.. ‬القائل بذلك هو الوزير المسئول عن التخطيط في‮ ‬مصر وذلك‮ ‬يعطينا بما لا‮ ‬يدع مجالا للشك فكرة عن نوعية التخطيط الذي‮ ‬تعتمده حكومة الحزب الوطني‮ ‬في‮ ‬خططها للتنمية والتي‮ ‬تدعي‮ ‬بدم بارد أن‮ ‬90٪‮ ‬منها قد تم إنجازه ضمن البرنامج الانتخابي‮ ‬لرئيس الدولة وتستخدم ذلك في‮ ‬الدعاية لانتخابات الرئاسة القادمة‮.. ‬كما‮ ‬يعطينا فكرة عن نوعية الوزراء الذين اعتلوا كراسي‮ ‬الحكم في‮ ‬غفلة من الزمن لقرابة أو صداقة أو تزكية دون ما‮ ‬يؤهلهم للتصدي‮ ‬لحل مشاكل مصر والتخطيط لمستقبلها‮.‬

‮> ‬لذلك تحولت مصر في‮ ‬عهد الحزب إلي‮ »‬مشحتة‮« ‬كبيرة إما بسبب بطالة كاسحة تصل إلي‮ ‬أكثر من‮ ‬35٪‮ ‬طبقا لأكثر الإحصاءات تشددا،‮ ‬أو لاعتياد طبقات من الشعب علي‮ ‬التسول دون ان‮ ‬يردعهم أحد،‮ ‬وإما لاننا لم نعد ننتج ما نأكله فأصبحنا نمد أيدينا للدول التي‮ ‬تستطيع أن تقدم لمصر‮ ‬غذاء أو قروضا تعيش بها‮.. ‬أصبحنا لا نستورد قمح رغيف العيش فقط وإنما الفول المدمس أيضا فماذا بقي‮ ‬بعد ذلك؟ ترهلت الدولة وضعفت أو تغاضت فانتشرت العشوائيات وبورت

الأراضي‮ ‬الزراعية وتحولت المساحات الخضراء إلي‮ ‬كتل أسمنتية قميئة‮ ‬يسكنها جحافل من الناس‮ ‬يخلقون مجتمعات تنقض علي‮ ‬كل ما حولها فتحوله إلي‮ ‬خرائب ومزابل‮ ‬يشترك فيها البشر والحيوانات بوضع اليد دون ان‮ ‬يجرؤ أحد علي‮ ‬إزالتها ومن ثم تصبح أمرا واقعا‮ »‬بوضع اليد‮« ‬ومن هنا كان اختراع الحزب لتعبير‮ »‬توفيق الأوضاع‮« ‬لكي‮ ‬يقنن كل وضع أصبح واقعا نتيجة لعجزه عن المواجهة‮.‬

‮> ‬وتكتمل منظومة تدهور جودة الإنسان المصري‮ ‬في‮ ‬ظل الحزب بالأوبئة والأمراض المزمنة القاتلة التي‮ ‬تحاصر شعب مصر وتفتك به،‮ ‬ومستشفيات حكومية هي‮ ‬أقرب للسلخانات‮ ‬يذهب إليها الناس أملا في‮ ‬العلاج فيخرجون منها إلي‮ ‬المقابر رحمة من الله لآلامهم ومعاناتهم‮.. ‬تلوث الغذاء والجو والمياه فأصبحت أجساد المصريين مزارع لكل أنواع الأمراض تفتك بهم،‮ ‬ولم‮ ‬يحاكم مسئول واحد كبير عن مبيدات مسرطنة دخلت البلاد أو أدوية فاسدة سامة توقف العالم عن استخدامها أو مريض أو مصاب ترك‮ ‬ينزف حتي‮ ‬الموت لأنه لا‮ ‬يملك ثمن العلاج‮.. ‬كل من قدموا للمحاكمات سمك صغير وترك الحيتان‮ ‬يمرحون لان أحدا لا‮ ‬يستطيع الاقتراب منهم لتمتعهم بالحصانة التي‮ ‬يمنحها لهم الحزب مدي‮ ‬الحياة‮.. ‬موقعنا في‮ ‬ترتيب الدول الأكثر فسادا قبل الأخير بقليل ولا عجب فليس هناك وجه من أوجه الفساد إلا وظهر في‮ ‬مصر‮.. ‬كل شيء بثمن،‮ ‬ويكفي‮ ‬أن‮ ‬60٪‮ ‬من شباب مصر المتقدمين للكليات العسكرية كل عام‮ ‬يرفضون لعيوب جسمانية لخصها المسئولون عن القبول في‮ ‬خمسة أسباب رئيسية هي‮ ‬تقوس الظهر وتهدل الكتفين وتقوس الساقين والسمنة وعدم الاتزان عند الوقوف أو المشي‮.. ‬وإلي‮ ‬لقاء آخر لاستكمال باقي‮ ‬العاهات‮..!‬