بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تخاريف نيفين مسعد‮..‬والمرجفون في‮ ‬المدينة

تعودنا في‮ ‬الأزمات أن‮ ‬يخرج بعض الباحثين عن الشهرة عن الإجماع ويسيرون ضد التيار أملاً‮ ‬في‮ ‬لفت الانتباه‮.. ‬ولحسن الحظ أن عدد هؤلاء كان قليلاً‮ ‬في‮ ‬أزمة الانتخابات المزورة والمجلس‮ ‬غير الشرعي‮ ‬الذي‮ ‬تشكل علي‮ ‬غير رغبة المصريين‮.. ‬ومن بين هؤلاء خرجت علينا نيفين مسعد بتخاريف في‮ ‬مقال نشرته جريدة الشروق،‮ ‬الخميس،‮ ‬تهاجم فيه الأحزاب والإخوان وكأنهم هم المسئولون عن المأساة والفضيحة التي‮ ‬نعيشها والعار الذي‮ ‬لحق بنا‮.‬

 

في‮ ‬البداية لم أعرف من هي‮ ‬نيفين مسعد،‮ ‬ولم تلفت صورتها التي‮ ‬تتوسط المقال انتباهي،‮ ‬وعندما ذهبت إلي‮ ‬السطور الأخيرة وجدت تعريفاً‮ ‬بها كأستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة‮.. ‬وبعد لحظات تفهمت الغرض من التخاريف التي‮ ‬خرجت بها علينا‮.. ‬فالدكتورة انتهزت فرصة الصخب والضجيج الذي‮ ‬نعيشه،‮ ‬والالتفاف الجماهيري‮ ‬حول الوفد لتحقق لنفسها مكسباً‮ ‬شخصياً‮ ‬يتمثل في‮ ‬لفت الانتباه من خلال السير عكس الاتجاه‮.‬

وأؤكد للدكتورة إياها أنها ضلت الطريق هذه المرة لعدة أسباب‮: ‬أولها أن هذه الطريقة لا تصلح في‮ ‬كل الأزمات،‮ ‬والثاني‮ ‬أن الخروج عن الإجماع في‮ ‬هذه الأزمة تحديداً‮ ‬يولد شعوراً‮ »‬بالقرف والاشمئزاز‮« ‬من الباحثين عن الشهرة فى هذا الوقت الصعب‮.. ‬أما السبب الثالث فهو الحجة الداحضة التي‮ ‬ساقتها الدكتورة في‮ ‬حديثها‮.. ‬فهي‮ ‬تدعي‮ ‬أن الوفديين والتجمعيين والناصريين كان لديهم اعتقاد بأن هناك صفقة بين قيادات أحزابهم وبين الحزب الحاكم‮.‬

الغريب أن السيدة تتحدث عن جموع أكبر ثلاثة أحزاب في‮ ‬مصر وعلي‮ ‬رأسها حزب الوفد بصيغة جازمة وحاسمة وكأنها عليمة ببواطن الأمور،‮ ‬وقريبة من جموع الأحزاب الثلاثة‮.. ‬ولا أدري‮ ‬من أين جاءت بهذه التخاريف‮.. ‬الشيء الوحيد الذي‮ ‬يمكنها من ذلك هو أن تكون عالمة بالغيب وقارئة للطالع‮.. ‬وهو ما لا‮ ‬يعلمه إلا الله‮.‬

والأغرب أن أستاذة العلوم السياسية تمادت في‮ ‬إفكها وفعلت كما‮ ‬يفعل المرجفون في‮ ‬المدينة علي‮ ‬أمل أن تنال من حزب الوفد ورئىسه بعد الموقف التاريخي‮ ‬بالانسحاب من الانتخابات‮. ‬فقد ادعت أن الانسحاب جاء لأن حصاد الصفقة لم‮ ‬يكن مغرياً‮ ‬للوفد‮.‬

ولصاحبة المقال ولكل المرجفين في‮ ‬المدينة أقول‮: ‬لقد انسحب الوفد لأن حصاد الانتخابات لم‮ ‬يكن عادلاً‮.. ‬وأن النتيجة التي‮ ‬أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات كانت ظالمة،‮ ‬وأن الذي‮ ‬أجري‮ ‬هذه الانتخابات سواء كان أحمد عز أو من شاركوه أساءوا إلي‮ ‬مصر وأحزابها وشعبها الطيب‮.‬

لقد دخلنا‮ - ‬في‮ ‬الوفد‮ - ‬المعركة الانتخابية بـ‮ ‬23‮ ‬نائباً‮ ‬حالياً‮ ‬وسابقاً‮ ‬وجميعهم‮ ‬يتمتعون بشعبية واسعة في‮ ‬دوائرهم،‮ ‬بالإضافة إلى‮ ‬15‮ ‬من الشخصيات العامة التي‮ ‬لها ثقل سواء في‮ ‬دوائرهم أو علي‮ ‬مستوي‮ ‬الوطن،‮ ‬هذا بالإضافة إلى‮ ‬15‮ ‬آخرين من قيادات الحزب خاض عدد منهم جولة الإعادة في‮ ‬انتخابات سابقة‮.. ‬كل هذا جزء من‮ ‬220‮ ‬مرشحاً‮ ‬دفع بهم الحزب في‮ ‬90٪‮ ‬من الدوائر‮.. ‬وجاءت مؤتمرات الدكتور السيد البدوي‮ ‬رئيس الوفد في‮ ‬محافظات

الجمهورية دليلاً‮ ‬واضحاً‮ ‬علي‮ ‬جماهيرية الوفد ومرشحيه‮. ‬حتي‮ ‬إن أحد قيادات الوطني‮ ‬قال لي‮: ‬مؤتمراتكم مزعجة جداً‮!‬

وبين كل هذا كانت النتيجة الظالمة التي‮ ‬جاءت تعبيراً‮ ‬عن رغبة من أجري‮ ‬الانتخابات وليس رغبة الناخبين‮.. ‬ولذلك انسحب الوفد احتجاجاً‮ ‬علي‮ ‬التزوير الفاضح والبلطجة وتقفيل الصناديق وقهر الناخبين في‮ ‬مشهد مروع لم تشهده مصر من قبل‮.. ‬لقد كنا جميعاً‮ ‬شهوداً‮ ‬علي‮ ‬هذه الجريمة الموثقة بأحكام القضاء التي‮ ‬وصلت إلي‮ ‬أكثر من ألف حكم نهائى‮ ‬غير قابل للطعن‮.‬

والدليل الواضح علي‮ ‬أن الدكتورة تبحث عن الشهرة أو عن أشياء أخري‮.. ‬هو أن تخاريفها لم تتوقف عند مهاجمة حزب الوفد‮.. ‬بل بثت سمومها تجاه الإخوان‮.. ‬فهي‮ ‬غير مقتنعة بأن انسحاب الإخوان‮ ‬يرجع إلي‮ ‬تحقيق الهدف من دخولهم الجولة الأولي‮ ‬وهو فضح النظام‮.. ‬وهاجمت تصريحات مرشد الجماعة في‮ ‬هذا الشأن وقالت إن الإخوان قاموا بتكييف سبب خوضهم للانتخابات وتفسيره علي‮ ‬غير حقيقته‮.‬

لقد أفزعني‮ ‬ما بدأت به أستاذة العلوم السياسية مقالها عندما قالت بالنص‮: ‬في‮ ‬التأريخ للانتخابات البرلمانية المصرية سيقال إنها الانتخابات الأقل نزاهة‮.. ‬لقد ذكرتني‮ ‬هذه العبارة بتصريحات الحكومة عندما تصف الغلاء والارتفاع الجنوني‮ ‬في‮ ‬الأسعار بأنه‮ »‬تحريك للأسعار‮«.‬

إن اللحظات الحاسمة في‮ ‬حياة الشعوب تتطلب تحديداً‮ ‬واضحاً‮ ‬للمواقف‮.. ‬فكل شيء إلي‮ ‬زوال‮.. ‬ولكن سيذكر التاريخ للدكتور السيد البدوي‮ ‬رئىس الوفد هذا الموقف المشرف‮.. ‬وستتحدث الأجيال عن المستشار محمود أبو الليل وزير العدل السابق الذي‮ ‬قال‮ »‬لم أدل بصوتي‮ ‬لأنني‮ ‬لا أعرف أين‮ ‬يذهب،‮ ‬وعن القاضي‮ ‬النزيه جمال عبدالناصر الذي‮ ‬اعتذر عن الإشراف علي‮ ‬الانتخابات وقال في‮ ‬رسالة إلي‮ ‬رئىس اللجنة العليا‮: ‬رفضت أن أكون شاهد زور‮.. ‬وسنظل نذكر القاضي‮ ‬وليد الشافعي‮ ‬ونهي‮ ‬الزيني‮ ‬وغيرهم‮«.. ‬هذه هي‮ ‬المواقف وهؤلاء هم الرجال‮.. ‬أما الباحثون عن الشهرة والمرجفون في‮ ‬المدينة فلن‮ ‬يذكرهم أحد‮.. ‬ولن‮ ‬يبقي‮ ‬إلا ما‮ ‬ينفع الناس‮.‬