بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

فنكوش خربوش!!

 

كان الشباب المصري بكل تنويعاته الفكرية وتركيباته الاجتماعية ومنطلقاته الانسانية والوطنية، في طليعة المشهد الينايري البديع.. بوسائط عصرية ودافعية رائعة وحماس عبقري كانت دعوتهم للحضور الوطنيفي ميادين وشوارع العاصمة وكل عواصم المحافظات لاعلان رفض وجود النظام وفساد رموزه، والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية واقامة الدولة المدنية وغيرها من مطالب شعب عاش مغبوناً علي أرضه. بعد اغتصاب أبسط حقوقه في الحصول علي خدمات صحية وتعليمية وفي مجالات الإسكان والطرق والنقل.

وفي تصعيد درامي مثير علي أرض الميدان الثائر، كان الحصاد رائعاً في زمن قياسي.. سقوط النظام، ومحاكمة رموزه وحل مجالسه النيابية وحزبه المفترس ورجالاته أصحاب التواجد الأخطبوطي في مواقع تيسير الرذائل علي الأرض، والأهم الغاء وحل جهاز أمن الدولة ذراع النظام الباطشة لاغتيال حريات المواطن..

وقدم الشباب علي مذبح الميدان قرابين الفداء والحرية.. شهداء، وأصحاب عاهات دائمة واصابات مروعة. بالاضافة لمعاناتهم في مواقع الاعتقال والتعذيب والترويع وتوجيه الاهانات من بشر في زمن احتلال نظام مستبد كاره لورود كانت تتفتح وتغني وتذوب عشقاً للوطن بقلوب خضراء تحتضنها ابدان فتية مفعمة بالأمل في صباحات وأمسيات الميدان العبقري.

سألنا ـ نحن عواجيز الفرح ـ وصرخنا باعجاب.. من هؤلاء؟.. من أين أتوا؟.. لماذا تأخروا؟.. كيف فعلوها.. من أين أتوا بهذه الأداء النبيل المتدفق في زمن ضياع وتوهان قيمي وسياسي وروحي وتعليمي وثقافي؟... كيف كانت لهم هذه القدرة العبقرية في كسر محددات الرفض البليدة السابقة؟.. من أين أتوا بسحر الفعل الثوري القادر علي جذب أعضاء حزب الكنبة وبشر الكتلة، الصامتة فكانت طوابير أهل بلدي أمام لجان الاستفتاء في مشهد وطني غير مسبوق؟!... علامات استفهام لا نهائية ولكننا توقفنا عن السؤال في محاولة لتدارك ما فاتنا في أزمنة الأفول والممات والضياع.. فقد يتبقي سؤال مهم: ماذا قدمنا للشباب الينايري العزيز علينا من مكافآت؟.. كيف يبقي جهاز الشباب ورئيسه صفي الدين خربوش في ذات الموقع الذي ماقدم لشبابنا سوي اختراع »الفنكوش« الذي أعلن عن وجوده في الأسواق المصرية عادل امام في احد افلامه من باب التحايل والخروج من مطب موقف درامي رغم علمه بأنه لا يقدم سوي منتج زائف بمسمِي مثير للسؤال ومن ثم نجاح حملة الترويج؟

في الزمن الخربوشي كان فنكوش معسكرات التوجيه السياسي والاملاء الفكري في دكاكين وحوانيت الحزب الوطني تحت مسميات معسكرات القادة.. وكانت المواجهة والتعامل السيئ عندما كان يظهر شباب وطني مخلص مثل احمد بظاظو الذي صرخ في وجه د.نظيف صارخاً »مصر حزينة يادكتور.. شباب 6 أبريل همه شباب الانترنت اللي وقفوا معاك في دافوس«.. ثم ساخراً »ياريس الجامعة زي الفل والديمقراطية موجودة والتعليم تمام التمام!!«.. ثم صارخاً باكياً ياريس افرج عن شباب 6 ابريل.. افرج عن مصر ياريس »فكان مشوار الطالب لجهات التحقيق والتأديب.. وأمثلة اخري لشباب في مواجهة الوريث المنتظر الذي تم تخصيص مقار لجمعيته في جامعة القاهرة.

في الزمن الخربوشي كان استمرار تخصيص معسكرات دينية لطلاب الجامعات لتعزيز الفكر الطائفي »بمخصصات مالية هائلة يتم جمعها من رسوم يسددها كل الطلاب في تمييز ديني مقيت ومخالفة صارخة لكل قيم العدل التي نود تكريسها في نفوس الشباب«.

في الزمن الخربوشي كانت بدعة تنظيم اسابيع لفتيات الجامعات »قيل انها كانت

بتوجيهات حرم الرئيس المخلوع«.. كيف كان القبول بتوجه متراجع يعيد شبابنا الي عصور الحرملك »كانت الكاتبة الصحفية الكبيرة تمارس النشاط الرياضي مرتدية الزي الرياضي مع الزملاء في كلية الآداب مع الزملاء من شباب وفتيات الكلية في الأربعينيات من القرن الماضي«.. انه لون اخر من الوان التمييز ولكن علي أساس الجنس!

أخطاء الزمن الخربوشي لايمكن ان يكفيها تناول مقال، ولكن ـ وياللغرابة ـ ان رئيس ذلك الجهاز استاذ علوم سياسية، فماذا لو كان استاذاً في علوم الحشرات علي سبيل المثال؟!

شباب يناير يستحق تغيير أدوات النظم العتيقة وقياداتها، حتي لا تصبح جامعاتنا ونوادينا وساحاتنا الرياضية ومنتديات شباب العمال حضانات للفكر المتخلف وبيوتاً لصناعة أصحاب ثقافة العبيد،ومراكز لتقديم قرابين الطاعة العمياء والولاء البليد للنظم الحاكمة.

كنت أتمني أن يطالب الجهاز علي سبيل المثال بانشاء قناة تليفزيونية لشباب مصر يقدمون علي شاشتها ابداعاتهم الفكرية والثقافية والفنية والعلمية، تشعل حالة من التنافس الجميل بين أصحاب الملكات الابداعية الرائعة بعد ان عشنا زمن وزراء اعلام يخصصون قنوات لأفلام نجوم الترسو وشباب كوميديا النكت الرذيلة، وموسيقي أغاني الهضبة وشباب هارب من التجنيد، وعليه كانت المفاجأة في الميدان عندما رأينا الشباب العبقري الذي تم تغييبه في الزمن الخربوشي العتيد.. لقد وصلنا الي حالة توهان غريبة تشاركت في صياغتها وزارات الاعلام والشباب والثقافة والتعليم أوجزها كاتبنا الساخر احمد رجب في مربعه الجميل نصف كلمة.

ينقصني الأمن الديني ايضاً اذا عرفت انني اذا اردت أن آمن من معاملتي ككفار قريش فيجب ان اطلق لحيتي حتي البطن والبس الميني جلابية واضع الزبيبة واسخط علي كل من حولي مسلمين وغير مسلمين وأقوم اعوجاجهم بالسنجة فان لم استطع فبعتلة فان لم استطع فبقطع اذنه ولا اتخذ من كفار المسلمين صديقاً زنديقاً يزعم ان الأرض تدور ولا أشاهد التلفاز الا سراً واخنق أي قط رقيع تحت كرسي قهوة يسمع البنت القشطة نانسي وهي تقول أخاصمك آه أسيبك لا،وطبعاً سأتقن لعبة الكاراتيه الاسلامي الحلال لان احداً لن يحميني ونحن في حرية مطلقة كل واحد يعمل ما بدا له بلا حساب واللهم انصرنا علي الكفار المسلمين.

[email protected]