أحوال مصر و«الإسلام هو الحل»
لا أظن أن شعار «الإسلام هو الحل» سيبقي شعاراً جاذباً للناخبين في الانتخابات العامة المقبلة، رغم موافقة مجلس الشوري علي استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية! وكان التيار الإسلامي في العهود السابقة علي ثورة 25 يناير 2011 يرفع شعاره
«الإسلام هو الحل» متحدياً الأزمات والمشكلات التي يواجهها المجتمع، وكان البسطاء من الناس يأملون أملاً حقيقياً في أن يتحقق الشعار حسب وعود الذين يرفعونه في إنهاء مشكلات وأزمات الناس، في حين أن هناك قطاعاً عريضاً من المناوئين للتيار الإسلامي يري أن أصحاب هذا الشعار ليس لديهم أي برنامج واضح للعمل علي التخلص من مشكلات وأزمات تتراكم، وكيف يكون «الإسلام هو الحل» لتفشي الفساد في مختلف جهات الحكومة والدولة، وفساد الكبار الذين يحكمون!.. وعندما اندلعت ثورة 25 يناير 2011 رفع الحظر عن التيار الإسلامي بأحقيته في العمل السياسي وتشكيل الأحزاب السياسية رغم بقاء المبدأ الدستوري المعلن بعدم السماح بقيام أحزاب علي أساس ديني، فسارعت جماعة الإخوان المسلمين إلي الفصل بين «الجماعة» وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» ليتاح له العمل السياسي والمشاركة في التحول إلي الديمقراطية والمجتمع المدني، أما التيارات الإسلامية الأخري فقد شكلت لها أحزاباً لم تخف توجهها الديني من أول يوم، ولست أحب أن أطيل في الملابسات التي أحاطت بالحياة السياسية المصرية وما واجهناه للوصول بنا إلي الصيغة الحالية، وأتوقف عند وصول التيار الإسلامي إلي السلطة بانتخابات عامة حسمها صندوق الانتخابات بغلبة التيار غلبة عامة متمثلة في فوز الرئيس الإخواني د. محمد مرسي برئاسة البلاد، وفوز التيار بأغلبية كاسحة في البرلمان الذي لم يستمر بعد حله وليبدأ إعداد دستور جديد والسير نحو إجراء انتخابات عامة مقبلة، علي أن يتولي مجلس الشوري - وعناصر التيار الإسلامي أغلبيته - سلطات التشريع حتي يحل برلمان جديد.
وبيت القصيد في كل ذلك أن مشاكل وأزمات المصريين قد تفاقمت إلي حد مفزع تهددت معه كيانات الدولة، بما يقترب بها من الانهيار، وبات النظام