بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الشمس تعطي قبلة الحياة لشركة مصر للألومنيوم

شركة مصر للألومنيوم
شركة مصر للألومنيوم

 

 يأتى الإعلان الأخير قبل أيام لوزارة قطاع الأعمال العام عن التوجه إلى تنفيذ مشروع الاعتماد على الطاقة الشمسية فى شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادى، بمثابة قبلة الحياة للشركة العملاقة التى تعانى منذ سنوات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة من كهرباء وغاز ما أثر في أداء الشركة لفترات طويلة وأدخلها فى نفق الخسائر لسنوات عدة.

 فى عام 2018 كان أول إعلان عن التوجه إلى إنشاء محطة طاقة شمسية لإمداد الشركة بالطاقة اللازمة لعمليات التشغيل، تزامن هذا الأمر مع تعرض الشركة إلى خسائر كبيرة حيث بلغت فاتورة الكهرباء اليومية فى الشركة ووفقاً لتصريحات مسئولين بها إلى نحو 14 مليون جنيه فى عام 2018 ما أدى إلى مواجهة الشركة عاماً من أصعب الأعوام عليها، وجاء تحسن نسبى فى أداء الشركة خلال عام 2019 حيث ارتفعت الأرباح بنسبة 49% والسبب كان نتيجة زيادة أسعار خام الألومنيوم عالمياً خلال هذا العام وصاحبه أثر إيجابى آخر مع زيادة سعر الدولار حيث تعتمد الشركة على تصدير نحو 70% من إنتاجها إلى الخارج، حيث تستحوذ أوروبا على نحو 80% من حجم صادرات الشركة، فيما تتوزع الـ20% المتبقية على أسواق الدول العربية وإفريقيا، وأمريكا. وحتى الآن لم يظهر أثر التوترات الدائرة عالمياً على حجم التصدير للفترة الأخيرة غير أنه من المتوقع أن تؤدى الحرب إلى بعض التراجع فى التصدير وعوائده.

يظل ارتفاع أسعار الكهرباء تحدياً كبيراً للشركة، ويؤثر في أدائها ويقلل فرصها التنافسية عالمياً خاصة فى حال تراجعت أسعار البورصة العالمية لمعدن الألومنيوم لأى سبب من الأسباب، ويظل الحل الأهم بالنسبة لشركة مصر للألومنيوم هو خفض تكاليف الطاقة فى الإنتاج بما ينعكس إيجاباً على نتائج الشركة ويكفى أن نعرف أنه عندما قامت الدولة بتخفيض الأسعار 10 قروش فقط فى وقت سابق أدى هذا إلى توفير نحو 500 مليون جنيه سنوياً فى الشركة، لكن الواقع يشير إلى أن فاتورة الكهرباء بلغت فى عام 2018-2019 نحو 5 مليارات جنيه، وارتفعت فى العام الأخير إلى 6 مليارات جنيه بعد زيادات متوالية فى أسعار الكهرباء مع شركة تعد أكبر مستهلك دائم للكهرباء. لذلك فهو التحدى الأكبر للشركة خاصة أن الطاقة تمثل نحو 40 % من إجمالى تكاليف الإنتاج فى الشركة. ومن ثم تؤثر بالفعل على قدرتها على المنافسة.

هنا تأتى أهمية مشروع إنشاء محطة للطاقة الشمسية فى الشركة، فهى ستكون الحل الأمثل لتوفير الطاقة وخفض تكلفة الإنتاج بنسب تسمح للشركة بتحقيق أرباح دائمة ولا تكون تحت رحمة أسعار الطاقة العالية وتوقعات ارتفاعها المتواصلة فى وقت لا يمكن للدولة استثناء أى قطاع صناعى من أسعار الطاقة حتى لو كانت الدولة تملك حصة حاكمة فى الشركة، أصبح الحل البحث عن خفض تكليف الإنتاج وجوبياً فى ظل الأوضاع الحالية، إذا ما أضفنا إلى ذلك

تحسناً نسبياً كبيراً فى أسعار الخام عالمياً، فإن فرص مصر للألومنيوم للانطلاق ستكون الأكبر والأوفر حظاً فى سوق تنافسى كبير.

ووفقاً لما تم الإعلان عنه فإن شركة «مصر للألومنيوم» تعتزم إنشاء محطة طاقة شمسية بطاقة 600 (ميجاوات)، لتوفر نحو 30 % من استهلاك الكهرباء وحالياً فى انتظار موافقة وزارة الكهرباء على إنشاء المشروع بحسب بيانات الشركة الرسمية.

السؤال الذى يطرح نفسه حالياً، يدور حول تزامن اتجاه الشركة إلى بدء تنفيذ محطة الطاقة الشمسية مع ما تم الإعلان عنه من احتمالات تخارج الدولة من رأسمال الشركة بحصة تقترب من 25% عبر البيع لمستثمر استراتيجى، ووفقاً لما جاء فى وثيقة الدولة الاقتصادية المعلنة أخيراً فإن توجهات الدولة هى إعطاء فرصة أكبر للقطاع الخاص فى عدة مجالات وبالتالى سيكون على الدولة التخارج بنسبة كبيرة من الشركات المملوكة لها أو التى تملك حصصاً حاكمة أو كبيرة فيها وإتاحة فرصة أكبر للقطاع الخاص. يحدث هذا على الرغم من تحقيق الشركة أرباحاً جيدة مؤخراً وارتفاع أسعار خام الألومنيوم عالمياً، ومن ثم ترى الدولة أن مصر للألومنيوم ستكون شركة جاذبة إذا ما تم طرح حصة منها فى البورصة أكثر من كونها شركة تعانى فى بعض الأوقات. وسوف تظهر الأيام القادمة كيف سيتم البدء فى الإعلان عن خطواط تنفيذ محطة الطاقة الشمسية وطرحها فى مناقصة. والوقت المتوقع للتنفيذ ليخرج المشروع إلى النور.

تأسست مصر للألومنيوم عام 1969 فى مدينة نجع حمادى وهى الأولى فى الشرق الأوسط، وفى عام 1975 بدأ إنتاج معدن الألومنيوم، من خلال ثلاث خطوط إنتاج وشهدت خطوط الإنتاج تطويراً خلال مسيرتها لتصل إلى خمسة خطوط فى يوليو 1983، وتم تشغيل الخط السادس فى أكتوبر1997 وفى أبريل 2010، تم الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير جميع خطوط الإنتاج إلى خلايا سابقة التحميص لتصل الإنتاجية القصوى إلى 320 ألف طن سنوياً.